استشهد وأصيب عشرات الفلسطينيين، الثلاثاء، 19 ديسمبر/كانون الأول 2023، بقصف إسرائيلي استهدف مبنى سكنياً بمدينة غزة. وأفاد شهود عيان بأن القصف الإسرائيلي الذي استهدف مبنى في حي الرمال بمدينة غزة، أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى. وأوضح الشهود أن عدداً من المفقودين ما زالوا تحت أنقاض المبنى المدمر.
وفي سياق آخر، قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، خلال مؤتمر صحفي الثلاثاء: "وصل للمستشفيات 214 شهيداً و300 إصابة خلال الساعات الماضية". وأضاف: "عدد كبير من الضحايا ما زال تحت الأنقاض وفي الطرقات".
استمرار الغارات الإسرائيلية على غزة
بشكل مكثف ومتواصل، تشن المقاتلات الإسرائيلية الحربية والآليات المدفعية غارات متزامنة على مناطق مختلفة من شمالي وجنوبي قطاع غزة. ومنذ أسابيع تتوغل مئات الآليات العسكرية الإسرائيلية بمناطق شمال القطاع، فيما تندلع اشتباكات بين قوات الجيش ومقاتلي المقاومة الفلسطينية.
في سياق متصل، أعلنت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، الثلاثاء، استهدافها دبابة "ميركافا" وقوة إسرائيلية في خان يونس جنوب قطاع غزة، وأوقعت أفرادها "بين قتيل وجريح".
وقالت الكتائب في بيانات منفصلة إن قواتها استهدفت "دبابة ميركافا صهيونية، وناقلة جند، بقذائف الياسين 105 في خان يونس". وذكرت أن مقاتليها استهدفوا "تحشدات لجنود العدو شرق رفح (جنوب القطاع)، بقذائف الهاون من العيار الثقيل".
كما أعلنت "القسام" أنها "تمكنت من تفجير عبوة مضادة للأفراد، في قوة لجيش الاحتلال (الإسرائيلي) تحصنت في أحد المنازل، وعاودت استهدافها بقذيفة TBG مضادة للتحصينات شرق مدينة خان يونس، وأوقعت أفراد القوة بين قتيل وجريح".
مقتل جندي إسرائيلي في غزة
من جانبه أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، مقتل أحد جنوده في معركة بشمال قطاع غزة، ما يرفع حصيلة قتلاه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 464.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان نشره على موقعه الرسمي: "قُتل الرقيب (احتياط) ماعوز فنكشتاين (25 عاماً) من (مستوطنة) سوسيا (في الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة)، مقاتل في الكتيبة 7008، تشكيل نصف النار (551)، في معركة شمال قطاع غزة".
وبذلك ترتفع حصيلة القتلى المعلنة للجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول إلى 464، وفق بياناته الرسمية. وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل اثنين من عناصره (ضابط وجندي)، في معارك بشمالي قطاع غزة، وإصابة جنديين بجروح خطيرة في معارك جنوبي القطاع.
فشل في إسرائيل بسبب النازحين
من جهته، قال مراقب الدولة في إسرائيل متانياهو إنجلمان الثلاثاء، إن تل أبيب فشلت في التعامل مع المواطنين الذين أخلوا منازلهم جنوب وشمال إسرائيل، وتقديم الخدمات الضرورية لهم، خلال الأسابيع الأولى للحرب.
جاء ذلك في تقرير لأنجلمان وهو مفوض شكاوى الجمهور، تناول بالتفصيل الشكاوى خلال الحرب، وفق صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية.
وقال التقرير: "خلال الأيام الـ43 الأولى من الحرب، تم تقديم 1329 طلباً إلى مفوضية شكاوى الجمهور، جاءت أغلبها من سكان الجنوب والشمال على خط النزاع، وأشاروا إلى صعوبة تلقي الخدمات من سلطات الدولة".
تأخر تنفيذ برنامج المساعدة الاقتصادية في إسرائيل
كان القاسم المشترك للطلبات الواردة، وفق التقرير، "يكمن في صعوبة حصول السكان على الخدمة من سلطات الدولة، وفي الأمور المرتبطة مباشرة بحالة الحرب، مثل الحماية ونشاط المؤسسات التعليمية، واستحقاق المنح الخاصة، وعلاج الأشخاص الذين تم إجلاؤهم".
وأكد أنه "في الأسابيع الأولى من الحرب، فشلت الحكومة في الاهتمام بالجبهة الداخلية". وأشار إلى "تأخر تنفيذ برنامج المساعدة الاقتصادية الذي قدمته الحكومة للجمهور لفترة طويلة، وكان هذا فشلاً أساسياً".
وأوضح أن "سكان الشمال والجنوب العاملين في القطاع الخاص ولحسابهم الشخصي، عانوا من نقص في الدخل، في وقت كانوا ملزمين فيه بدفع نفقات".
وأضاف التقرير أن "عدم تنفيذ برنامج المساعدة الاقتصادية للجمهور في بداية العملية، إلى جانب إجلاء السكان من منازلهم، أدى إلى خلق وضع أصبح فيه مئات الآلاف من المواطنين من السكان، محتاجين".
وبعد اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 مباشرة، أمرت الحكومة الإسرائيلية بإجلاء حوالي 126 ألف ساكن من منطقة "غلاف غزة" والحدود الشمالية.
وتبين لمراقب الدولة أن 130 ألف إسرائيلي آخرين من المناطق التي لم يتم إخلاء سكانها من قبل الحكومة، قرروا الإخلاء بشكل مستقل بسبب إطلاق الصواريخ، وفق ذات المصدر. وتابع: "في الفنادق التي تؤوي الأشخاص الذين تم إجلاؤهم، لم تكن هناك جهة حكومية مركزية تقوم بجمع المعلومات عن جميع الأشخاص الذين تم إجلاؤهم، واحتياجاتهم المختلفة".
وبحسب التقرير "قام ممثلو الوزارات بحل المشاكل للمواطنين في الفنادق من خلال الاتصال بمكتب المساعدة المدنية الذي يديره متطوعون".
وأخلت إسرائيل عشرات الآلاف من مواطنيها، بعد اندلاع الحرب من مستوطنات "غلاف غزة" والمستوطنات القريبة من الحدود اللبنانية، تم نقل أغلبهم إلى فنادق بوسط البلاد.
جدير بالذكر أنه ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت حتى مساء الثلاثاء 19 ألفاً و667 قتيلاً و52 ألفاً و586 جريحاً، بحسب وزارة الصحة بغزة، ودماراً هائلاً في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.