قالت شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية، في تقرير لها يوم الإثنين 18 ديسمبر/كانون الأول 2023، إن عدداً من المشرعين الديمقراطيين يحثون الرئيس الأمريكي جو بايدن على دفع إسرائيل إلى تغيير مسارها في غزة، وإن المشرعين حذروا من أن ارتفاع عدد الضحايا المدنيين قد يقوض هدف تدمير حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، على حد وصف التقرير.
وأعرب المشرعون عن قلقهم الشديد إزاء الاستراتيجية العسكرية الحالية لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، في غزة. ويقول عدد من المشرعين الديمقراطيين الذين خدموا في الجيش وفي وكالة المخابرات المركزية، إن التكتيكات الإسرائيلية في قطاع غزة تعرض للخطر الجهود الرامية إلى هزيمة حماس، ودعوا الرئيس جو بايدن إلى استخدام "كل نفوذنا" لتأمين حدوث تحول فوري في النهج الإسرائيلي.
مشرعون أمريكيون يطالبون بالضغط على إسرائيل
في رسالة أُرسلت يوم الإثنين إلى بايدن، قال أعضاء مجلس النواب إنهم "يشعرون بقلق عميق" إزاء الوضع الحالي لاستراتيجية نتنياهو في غزة وأضافوا: "إنَّ تزايد عدد القتلى المدنيين والأزمة الإنسانية غير مقبول ولا يتماشى مع المصالح الأمريكية؛ كما أنها لا تقدم قضية الأمن لحليفتنا إسرائيل".
وجاءت الرسالة وسط توترات متزايدة بين إدارة بايدن وإسرائيل بشأن كيفية قيام القوات الإسرائيلية بهجوم ضد حماس في غزة، وزيادة الإحباط بين زملاء بايدن الديمقراطيين في الكونغرس. وقد فشل اجتماع قبل أيام بين أعضاء الكونغرس وسفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة في طمأنة عديد من المشرعين الديمقراطيين.
تم توقيع الرسالة من قبل النائب الديمقراطي جيسون كرو من كولورادو، الذي خدم في جولات قتالية بالعراق كجندي مظلي بالجيش؛ وميكي شيريل من نيوجيرسي، طيار مروحية سابق بالبحرية؛ وكريسي هولاهان من بنسلفانيا، ضابط سابق في القوات الجوية الأمريكية؛ وسيث مولتون من ماساتشوستس، وهو ضابط سابق في مشاة البحرية خدم في العراق؛ وأبيجيل سبانبرجر من فرجينيا، وهي ضابطة سابقة في وكالة المخابرات المركزية؛ وإليسا سلوتكين من ميشيغان، التي عملت بوكالة المخابرات المركزية وكمسؤولة كبيرة في البنتاغون.
وكتب المشرعون: "لقد كرسنا حياتنا للأمن القومي ونؤمن بأن قيم أمتنا مصدر للمصداقية والقوة". "لقد أمضى البعض منا أيضاً سنوات في خوض حرب أمريكا على الإرهاب. نحن نعلم من تجربتنا الشخصية والمؤلمة في كثير من الأحيان، أنه لا يمكنك تدمير أيديولوجية إرهابية بالقوة العسكرية وحدها. وفي الواقع، يمكن أن يزيد الأمر سوءاً".
وجاء في الرسالة: "وبناء على ذلك، فإننا نحثكم على الاستمرار في استخدام كل نفوذنا لتحقيق تحول فوري وكبير في الاستراتيجية والتكتيكات العسكرية في غزة".
مرحلة ثانية من حرب غزة
في سياق متصل قال وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت، الإثنين، إن إسرائيل ستنتقل تدريجياً إلى المرحلة التالية من العمليات في حرب غزة، وذلك بعد محادثات مع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، حول تخفيف حدة القتال والضرر الذي يلحق بالمدنيين.
وقال غالانت إن السكان ربما يستطيعون في المرحلة المقبلة، العودة إلى شمال القطاع الساحلي حيث كان يتركز معظم السكان قبل الغزو الإسرائيلي له رداً على هجوم مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول. ولم يذكر غالانت أو أوستن أي جدول زمني لهذا الانتقال الذي سماه أوستن عمليات "أكثر دقة وتحديدا".
واتبع معظم سكان شمال غزة تعليمات إسرائيل بالإخلاء إلى الجنوب، حيث يأمر الجيش السكان بشكل منتظم بالتحرك مجدداً من أماكنهم، وسط غارات جوية متواصلة ومعارك بالأسلحة النارية مع مقاتلين من الحركة الإسلامية.
وقال غالانت في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأمريكي بتل أبيب: "بوسعي القول لكم إننا سنستطيع قريباً التمييز بين مناطق مختلفة في غزة".
وقال غالانت: "في كل منطقة نكمل فيها مهمتنا، سنكون قادرين على الانتقال تدريجياً إلى المرحلة التالية والبدء في العمل على إعادة السكان… هذا يعني أنه يمكن تحقيق ذلك ربما في وقت أقرب بشمال غزة وليس الجنوب".
ضغوط على إسرائيل لوقف الحرب
في حين زادت الضغوط الدولية على إسرائيل من أجل وقف إطلاق النار؛ بعد سقوط أكثر من 19 ألف قتيل من المدنيين نتيجة لحملة القصف المكثفة والحرب البرية التي تستهدف القضاء على حركة حماس التي تدير قطاع غزة وتقاتل بأسلوب حرب العصابات من خلال شبكة من الأنفاق.
وبينما تمد الولايات المتحدة إسرائيل بالأسلحة والدعم الدبلوماسي وتقاوم دعوات وقف إطلاق النار، فقد شددت لهجتها تجاه حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في الآونة الأخيرة. وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، قبل أيام، إن إسرائيل تخاطر بخسارة الدعم الدولي بسبب ما وصفه بالقصف "العشوائي".
غير أن أوستن قال يوم الإثنين: "الدعم الأمريكي لأمن إسرائيل لا يتزعزع. إسرائيل ليست وحدها". ودعا عدد من المسؤولين الأمريكيين إسرائيل إلى التركيز على استهداف قادة حماس بناءً على معلومات مخابراتية.
وأضاف أوستن إنه لم يأتِ لإسرائيل لإملاء أي جدول زمني أو شروط تتعلق بالحملة العسكرية الإسرائيلية، لكنه بحث إمكانية الانتقال إلى عمليات أقل كثافة. وأضاف: "هذا لا يشير إلى انتهاء العملية، بل يعني في بعض الأحيان أن تكون أكثر دقة وأن تركز بشكل أكبر على مجموعة أهداف محددة".
جدير بالذكر أنه ومنذ 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن الجيش الإسرائيلي عملية توغل بري بقطاع غزة، بدأت بمنطقة الشمال قبل أن تتوسع إلى وسط وجنوب القطاع، وسط مقاومة شرسة من حركة "حماس" والفصائل الفلسطينية المسلحة، وفق اعتراف مسؤولين إسرائيليين، قالوا إن جيش بلادهم يدفع "ثمناً باهظاً" في غزة.