زعم بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، الأحد 17 ديسمبر/كانون الأول 2023، أنه حصل على تفويض تام من ذوي جنود الاحتلال الذين قضوا في غزة من أجل "مواصلة الحرب"، وقرأ رسالة في بداية اجتماع مجلس الحرب، قال إنها من توقيع مجموعة أطلقت عن نفسها "منتدى الأبطال" تضم عائلات مجموعة من أهالي الجنود القتلى في غزة.
وفق ما نقله موقع "واللا" الإسرائيلي، فقد قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن الرسالة جاءت عقب اجتماع لهم معهم، وزعم أنهم "طالبوه بمواصلة القتال في غزة إلى غاية القضاء على حماس، وإعادة الرهائن".
كما قال أيضاً إن " الاهالي أخبروه بأن هذه رغبة أبنائهم الجنود القتلى في غزة وليست رغبتهم".
تصريح نتنياهو تزامن مع إعلان الجيش الإسرائيلي، الأحد، سقوط جنديين إسرائيليين آخرين لقيا مصرعهما خلال قتال في قطاع غزة.
وقال الجيش إن 121 جندياً لقوا حتفهم منذ أن شنت إسرائيل هجومها البري على غزة في 27 أكتوبر/تشرين الأول.
فيما تواجه الحكومة الإسرائيلية ضغوطاً متزايدة للتوصل إلى اتفاق جديد لتبادل الأسرى مع "حماس"، في ظل سلسلة تظاهرات انطلقت منذ مساء 15 ديسمبر/كانون الأول الجاري في تل أبيب ومدن أخرى.
وكانت التظاهرات انطلقت بعد إعلان الجيش الإسرائيلي قتله 3 أسرى إسرائيليين "بالخطأ" في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، منتصف الشهر الجاري، بينما كانوا يرفعون الراية البيضاء ويطلبون النجدة بالعبرية.
اعتراف نتنياهو
خطوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بشأن عائلات القتلى في غزة من الجنود، جاءت بعد يوم واحد من اعترافه بقتل قواته للمحتجزين الإسرائيليين الثلاثة في غزة عن طريق الخطأ، وبرر الحادث بـ"الظروف الصعبة التي يقاتل فيها الجنود بالمعركة"، واصفاً الحادث بأنه "مأساوي".
جاء ذلك مؤتمر صحفي عقده نتنياهو بمشاركة وزير الدفاع يوآف غالانت، وعضو المجلس الوزاري الحربي بيني غانتس، للحديث عن آخر التطورات على الجبهتين الجنوبية (قطاع غزة) والشمالية (لبنان).
وقال نتنياهو، خلال المؤتمر: "حادث مقتل الرهائن الثلاث عن طريق الخطأ مأساوي، ويعتصر له القلب، ولكن يجب أن نذكر الظروف الصعبة التي يقاتل فيها الجنود في المعركة".
وجدد نتنياهو، خلال المؤتمر، تأكيده "استمرار المعركة في غزة حتى تحقيق أهدافها كاملة".
وأوضح أن هذه الأهداف تتلخص بـ"تفكيك سلطة حماس، وإعادة المخطوفين، وإبقاء السيطرة الأمنية في القطاع بأيدي الجيش، وإنشاء نظام في القطاع يعتني بشؤون السكان ولا يربي أطفاله على محو إسرائيل".
دعوة لتنحي نتنياهو
بينما يصر نتنياهو على استمرار الحرب، من أجل "القضاء على حماس"، اعتبر زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، الأحد، أن رئيس الوزراء "لا يمكنه الاستمرار في منصبه"، داعياً إلى إجراء انتخابات خلال الحرب المتواصلة على قطاع غزة منذ أكثر من شهرين.
وهذه أول دعوة من مسؤول إسرائيلي كبير لإجراء انتخابات خلال الحرب، إذ اقتصرت الدعوات السابقة على الدعوة إلى إجراء انتخابات بعد الحرب.
قال لابيد، في مقابلة مع موقع "واي نت" التابع لصحيفة "يديعوت أحرونوت": "لا يمكن لنتنياهو أن يستمر في منصب رئيس الوزراء"، وإنه "يمكن إجراء الانتخابات خلال الحرب".
يحدث هذا في وقت تتصاعد فيه توقعات داخل إسرائيل بأن تحقيقات مرتقبة بعد الحرب بشأن الإخفاق العسكري والاستخباراتي أمام حركة "حماس" ستكتب نهاية حياة نتنياهو السياسية.
وقتلت "حماس" نحو 1200 إسرائيلي وأصابت نحو 5431 وأسرت قرابة 239 بادلت العشرات منهم، خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام حتى 1 ديسمبر/كانون الأول الجاري، مع إسرائيل التي تحتجز في سجونها أكثر من 7800 فلسطيني.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلّفت حتى منتصف الشهر الجاري، 18 ألفاً و800 شهيد، و51 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية.