قال مصدران مطلعان إنه من المتوقع أن يجتمع مدير وكالة التجسس الإسرائيلية (الموساد) ديفيد بارنيع مع رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في أوروبا، خلال أيام؛ لمناقشة استئناف المفاوضات بشأن اتفاق لتأمين إطلاق سراح المحتجزين الذين تحتجزهم حماس في غزة، وذلك وفق تقرير نشره موقع "أكسيوس" الأمريكي مساء الجمعة 15 ديسمبر/كانون الأول 2023.
وسيكون هذا أول اجتماع بين كبار المسؤولين الإسرائيليين والقطريين منذ انهيار وقف إطلاق النار الذي استمر سبعة أيام والذي أدى إلى توسيع العملية العسكرية الإسرائيلية إلى جنوب غزة. وتشير عودة إسرائيل إلى طاولة المفاوضات إلى أنها مستعدة لمحاولة استكشاف صفقة محتجزين جديدة.
انهيار الهدنة في غزة بسبب إسرائيل
في حين خرجت الصفقة السابقة عن مسارها قبل أسبوعين بعد أن رفضت حماس إطلاق سراح النساء المتبقيات اللاتي تحتجزهن كرهائن، وألقت حماس باللوم على إسرائيل في الانهيار، وقالت إن النساء اللواتي اقترحت إسرائيل إطلاق سراحهن كن جنديات في جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، يوم الجمعة، عن مقتل 3 رهائن إسرائيليين عن طريق الخطأ في غزة برصاص جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، وقال في بيان، إن الثلاثة ربما تمكنوا من الفرار أو تركهم أسرى حماس خلال قتال عنيف في شمال غزة.
وبعد وقت قصير من بيان جيش الاحتلال الإسرائيلي، دعا العديد من أفراد عائلات المحتجزين الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس، الحكومة علناً إلى تقديم خطة جديدة لصفقة جديدة؛ لضمان إطلاق سراحهم في أقرب وقت ممكن. ولا تزال حماس تحتجز أكثر من 130 رهينة، وتم إطلاق سراح أكثر من 100 شخص كجزء من صفقة أوقفت القتال في غزة لمدة سبعة أيام.
وقد اتصل وسطاء قطريون بمسؤولين إسرائيليين في الأيام الماضية؛ لمعرفة ما إذا كانت هناك مصلحة في إعادة إطلاق المحادثات غير المباشرة مع حماس بشأن صفقة جديدة، حسبما أفاد موقع أكسيوس في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وتحقق الوسطاء من فريق التفاوض الإسرائيلي بشأن ما إذا كانت إسرائيل ستوافق على صفقة تسمح بالإفراج عن الرهائن المتبقيات مقابل وقف القتال لمدة أطول من يوم واحد، بحسب مصادر إسرائيلية.
تفاصيل صفقة تبادل جديدة
قال أحد المصادر إن مثل هذا الاتفاق يمكن أن يشمل "عناصر إنسانية"، مثل إطلاق سراح كبار السن وذوي الحالات الطبية الخطيرة، أو إطلاق سراح الرهائن الذين أصيبوا بجروح خطيرة. ورفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، التعليق.
في سياق متصل قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، الجمعة، إن بلاده تحث إسرائيل على تركيز الحرب في غزة على الاستهداف الدقيق لقيادة حماس بدلاً من القصف والعمليات البرية واسعة النطاق، وسط علامات على وجود خلاف على التوقيت.
وقاومت إسرائيل حتى الآن الضغوط العالمية المتزايدة لكبح هجومها الذي أودى بحياة نحو 19 ألف فلسطيني منذ أن شنت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) هجوماً على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر /تشرين الأول، أسفر عن مقتل 1200 شخص، بحسب الأرقام الإسرائيلية.
وقال سوليفان للصحفيين خلال زيارة لإسرائيل: "سيكون هناك انتقال إلى مرحلة أخرى في هذه الحرب، مرحلة تركز بطرق أكثر دقة على استهداف القيادة وعلى العمليات المستندة إلى المعلومات الاستخباراتية".
وأضاف: "متى سيحدث ذلك بالضبط وتحت أي ظروف تحديداً؟ سيكون ذلك محل مناقشات مكثفة مستمرة بين الولايات المتحدة وإسرائيل". وذكر سوليفان أنه ناقش توقيت هذا التحول في اجتماعاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومة الحرب والقادة العسكريين، الخميس.
الحرب ستستمر في غزة!
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز وموقع أكسيوس أن مسؤولين أمريكيين كباراً قالوا قبل اجتماعات سوليفان، إن المرحلة الأقل شدة ينبغي أن تبدأ في غضون أسابيع، لكن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أبلغ سوليفان أن الحرب ستستمر "أكثر من عدة أشهر".
وقال سوليفان أيضاً في تعليقاته الجمعة، إن الحرب ستستمر لأشهر، لكنه ذكر أن الأساليب ستتطور خلال ذلك الإطار الزمني.
وأحجم سوليفان عن الإجابة عندما سُئل عما إذا كانت الولايات المتحدة قد تجمد المساعدات العسكرية إذا لم تدخل الحرب مرحلة أقل حدة تقل فيها أعداد الضحايا المدنيين، قائلاً إن أفضل طريقة للتوصل إلى اتفاق هي المناقشة خلف الأبواب المغلقة.
وتزامنت زيارة سوليفان مع إعلان إسرائيل فتحها معبراً حدودياً ثانياً مع غزة لدخول المساعدات الإنسانية، في تحرك رحبت به واشنطن.
واجتمع سوليفان أيضاً مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الجمعة. وأفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) بأن عباس شدد أيضاً لسوليفان على "ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني من خلال الوقف الفوري لإطلاق النار، وحرب الإبادة الجماعية، خاصة في قطاع غزة".
ضغوط أمريكية على إسرائيل
في السياق ذاته ذكر مسؤولون أمريكيون أن البيت الأبيض يضغط خلف الأبواب المغلقة من أجل نهاية أسرع للمرحلة بالغة الشدة من الحرب.
وقال جون كيربي المتحدث باسم البيت الأبيض، للصحفيين خلال إفادة، الخميس، إن سوليفان بحث حدوث التحول "في المستقبل القريب". وذكر كيربي، الجمعة، أن هناك اتفاقاً عاماً على التحول إلى العمليات الأقل شدة.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز، نقلاً عن أربعة مسؤولين أمريكيين، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، يريد من إسرائيل تبديل أساليبها خلال ثلاثة أسابيع. وحذر بايدن من أن الرأي العام الدولي يتحول ليصبح ضد إسرائيل، بسبب ارتفاع عدد الضحايا المدنيين في غزة.
ووفق إحصاءات إسرائيلية قتلت "حماس" خلال هجومها، في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، على مستوطنات ونقاط عسكرية في غلاف غزة نحو 1200 إسرائيلي وأصابت نحو 5431 وأسرت قرابة 239 بادلت العشرات منهم، خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام حتى 1 ديسمبر/كانون الأول 2023، مع إسرائيل التي تحتجز في سجونها 7800 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.
جدير بالذكر أنه ومنذ 7 أكتوبر /تشرين الأول 2023، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلّفت حتى الجمعة 18 ألفاً و800 قتيل و51 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.