أعاد جيش الاحتلال الإسرائيلي، الخميس 14 ديسمبر/كانون الأول 2023، انسحابه من مخيم جنين شمالي الضفة الغربية، بعد أقل من ساعة من إعادة اقتحامه له؛ إثر عملية عسكرية استمرت 3 أيام، وأدت إلى استشهاد 12 فلسطينياً، كان آخرهم أحد المصابين الذي استُشهد متأثراً بإصابته بقصف مسيَّرة تابعة للاحتلال مساء الأربعاء.
وكانت القوات الإسرائيلية قد عاودت اقتحام المخيم، وسُمع تبادل لإطلاق النار بعد انسحابها الأول، ثم انسحبت بشكل كامل فيما بعد.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو نشرها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي من جنين آثار الدمار الكبير الذي خلَّفه جنود وآليات الاحتلال على البنى التحتية في المخيم.
كذلك، أشار شهود إلى أن مئات الأهالي بدأوا بالعودة إلى المخيم وتفقُّد منازلهم وممتلكاتهم.
اشتباكات مع مقاومين
قبل الانسحاب، استقدمت قوات الاحتلال، صباح الخميس، تعزيزات وآليات إضافية إلى محيط الحي الشرقي، وسط تصاعد في حدة الاشتباكات مع المقاومين من أبناء المدينة.
ونشرت وسائل إعلام فلسطينية مقاطع فيديو لآثار تفجير الاحتلال لأحد المنازل في شارع مهيوب قرب مخيم جنين، خلال العملية العسكرية المستمرة لليوم الثالث.
في مقطع فيديو آخر، أظهر مواصلة قوات الاحتلال عرقلة عمل مركبات الإسعاف، قرب مستشفى جنين الحكومي.
كما واصل الاحتلال انتهاكاته في المخيم؛ حيث وثَّق فيديو آخر ظهور جنود الاحتلال وهم يغنون أغاني (طلاسم تلمودية) عبر مكبرات الصوت في مسجد بجنين.
في غضون ذلك، قالت منظمة "أطباء بلا حدود" إن "الناس يموتون في جنين شمال الضفة الغربية؛ لعدم تمكنهم من الوصول إلى المستشفيات؛ بسبب عملية عسكرية إسرائيلية".
ارتفاع عدد الشهداء
الخميس، قالت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان، إن "عدد شهداء مدينة جنين ومخيمها شمالي الضفة الغربية ارتفع منذ الثلاثاء، إلى 12 فلسطينياً، سقطوا برصاص الجيش الإسرائيلي".
بذلك يرتفع عدد القتلى الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 287.
الجيش الإسرائيلي كان قد نفَّذ عملية عسكرية واسعة في جنين ومخيمها فجَّر خلالها 20 منزلاً واعتقل 700 فلسطيني، أفرج عن غالبيتهم بعد تحقيق استمر لساعات، وفق كمال أبو الرب، القائم بأعمال محافظ جنين لـ"الأناضول".
فيما يكثف الجيش الإسرائيلي عمليات اقتحام واعتقال وقتل في بلدات ومدن الضفة الغربية، بموازاة حرب مدمرة يشنها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.