أظهر استطلاع للرأي نُشرت نتائجه، الأربعاء 13 ديسمبر/كانون الأول 2023، ارتفاعاً في الدعم لحركة حماس حتى في قطاع غزة المدمَّر، ورفض ساحق للرئيس الفلسطيني محمود عباس المدعوم من الغرب.
وتشير النتائج، التي توصل إليها استطلاع الرأي الذي أجراه "المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية"، بالتعاون مع مؤسسة "كونراد أديناور" في رام الله، إلى المزيد من الصعوبات التي تواجه رؤية إدارة بايدن لغزة بعد الحرب، وتثير تساؤلات حول هدف "إسرائيل" المعلن المتمثل في إنهاء قدرات حماس العسكرية وإدارتها.
ودعت واشنطن السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، التي يقودها عباس حالياً، إلى تولي السيطرة على غزة في نهاية المطاف، وإدارة المنطقتين تمهيداً لإقامة الدولة. وقال مسؤولون أمريكيون إنه يجب إعادة تنشيط السلطة الفلسطينية، دون الكشف عمّا إذا كان ذلك يعني تغييرات في القيادة.
مزيد من التآكل في شرعية السلطة
ومع أنَّ نتائج الاستطلاع تشير إلى مزيد من التآكل في شرعية السلطة الفلسطينية، في وقت لا يوجد فيه طريق واضح نحو استئناف مفاوضات ذات مصداقية بشأن الدولة الفلسطينية، فإنَّ الوضع المُفترَض في غزة ما بعد الحرب هو احتلال إسرائيلي مفتوح، كما قال خبير الاستطلاع خليل الشقاقي.
وقال الشقاقي لوكالة "The Associated Press"، قبل أن ينشر المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية نتائج الاستطلاع، إنَّ "إسرائيل عالقة في غزة".
وأُجرِي الاستطلاع في الفترة من 22 نوفمبر/تشرين الثاني إلى 2 ديسمبر/كانون الأول 2023، وشمل 1231 شخصاً في الضفة الغربية وقطاع غزة، وبلغ هامش الخطأ فيه 4 نقاط مئوية. وفي غزة، أجرى العاملون في الاستطلاع 481 مقابلة شخصية خلال وقف إطلاق النار الذي استمر أسبوعاً وانتهى في الأول من ديسمبر/كانون الأول 2023.
وقال الشقاقي، الذي يدير استطلاعات رأي منتظمة، إنَّ هامش الخطأ كان أعلى بنقطة مئوية واحدة من المعتاد، بسبب الاضطرابات الناجمة عن النزوح الجماعي للسكان خلال الحرب بين إسرائيل وحماس.
ولم يُجرِ موظفو الاستطلاع المقابلات إلا في وسط وجنوب غزة، بما في ذلك مع النازحين؛ لأنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى الشمال أثناء وقف إطلاق النار.
وقدم الاستطلاع نظرة ثاقبة حول وجهات نظر الفلسطينيين بشأن عملية "طوفان الأقصى" والحرب الإسرائيلية اللاحقة على قطاع غزة، التي دخلت الآن شهرها الثالث.
وقال الشقاقي إنَّ سكان غزة ينتقدون حماس أكثر من سكان الضفة الغربية، ويرتفع الدعم لحماس عادةً خلال فترات النزاع المسلح قبل أن يستقر.
وعلى الرغم من الدمار، فإنَّ 57% من المشاركين في الاستطلاع في غزة و82% في الضفة الغربية يعتقدون أنَّ حماس كانت على حق في شن عملية طوفان الأقصى، بحسب الاستطلاع.
أغلبية كبيرة تصدق حماس بشأن "طوفان الأقصى"
وتصدق أغلبية كبيرة ما قالته حركة حماس، بأنها تحركت للدفاع عن ضريح إسلامي كبير (المسجد الأقصى) في القدس ضد المتطرفين اليهود، والفوز بصفقة إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، وقالت أغلبية كبيرة إنهم لم يشاهدوا مقاطع الفيديو المزعومة التي تُظهِر المسلحين وهم يرتكبون فظائع.
ويريد 88% استقالة عباس، بزيادة 10 نقاط مئوية عمّا كان عليه قبل 3 أشهر. وفي الضفة الغربية، دعا 92% إلى استقالة الرئيس الثمانيني الذي ترأس إدارة يُنظَر إليها على نطاق واسع على أنها فاسدة واستبدادية وغير فعالة.
وفي الوقت ذاته، قال 44% في الضفة الغربية إنهم يؤيدون حماس، مقارنة بـ12% فقط في سبتمبر/أيلول 2023. وفي غزة، حصلت حماس على تأييد بنسبة 42%، بارتفاع طفيف عن 38% قبل 3 أشهر.
وكشف الشقاقي عن أن دعم السلطة الفلسطينية تراجع أكثر، إذ يقول نحو 60% الآن إنه يجب حلها. وفي الضفة الغربية، لا يحظى التنسيق الأمني المستمر بين عباس وجيش الاحتلال الإسرائيلي ضد حماس، بشعبية كبيرة.
إحباط تجاه المجتمع الدولي
وأشار الاستطلاع إلى إحباط واسع النطاق تجاه المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة والدول الأوروبية الرئيسية وحتى الأمم المتحدة.
وأضاف الشقاقي أن "مستوى معاداة أمريكا ومعاداة الغرب مرتفع بين الفلسطينيين، بسبب المواقف التي اتخذوها تجاه انتهاكات القانون الإنساني الدولي وما يحدث في غزة".