احتجَّ موظفو شركة "جوجل" على تورط الشركة في توفير التكنولوجيا لإسرائيل، وذلك خلال وقفة احتجاجية أُقيمت في لندن، الأربعاء 13 ديسمبر/كانون الأول 2023، لتأبين زميلة لهم من فلسطين قتلتها غارة للاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، بحسب ما نشره موقع Middle East Eye البريطاني.
وأُقيمت الوقفة الاحتجاجية تكريماً لذكرى مهندسة البرمجيات مي عبيد، التي تخرجت في مبادرة تدريب البرمجة الممولة من جوجل، "غزة سكاي جيكس"، وشاركت في عام 2020 في هذا البرنامج الذي يعمل على تحفيز الشركات الناشئة في غزة، وتسهم جوجل في رعايته بالشراكة مع شركات تكنولوجية أخرى ومنظمة المانحين الدوليين "ميرسي كوربس".
قتلت غارة الاحتلال الإسرائيلي مي وعائلتها بأكملها، في 31 أكتوبر/تشرين الأول، في غمار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
"لا تكنولوجيا لنظام الفصل العنصري"
فيما نظَّم موظفو جوجل وحملة "لا تكنولوجيا لنظام الفصل العنصري" هذه الوقفة الاحتجاجية خارج مكاتب الشركة، بالقرب من محطة "كينغز كروس" للسكك الحديدية في لندن، وتأتي الوقفة في أعقاب احتجاجات مماثلة جرت في مدينتي سياتل ونيويورك بالولايات المتحدة.
لم يرغب أي من الأشخاص الذين قابلهم موقع Middle East Eye البريطاني خلال الوقفة في استخدام أسمائهم الكاملة ولا مسمياتهم الوظيفية الرسمية خشية التعرض لعواقب، لكن جوزيف، الذي وصف نفسه بأنه مدير تنفيذي في فرع شركة جوجل في لندن، قال: "أرى أن كثيرين منا اجتمعوا اليوم لإحياء ذكرى [مي عبيد]، ولزيادة الوعي بما يحدث، ولكي نُظهر لقيادة شركة جوجل وشركة (أمازون) أن كثيرين منا يهتمون بهذه القضية، ويتضامنون مع الفلسطينيين، وأننا لن نسمح بأن تُستخدم التكنولوجيا في مواجهة المدنيين الأبرياء".
لَطالما احتجَّ موظفو جوجل على العلاقات التجارية للشركة مع إسرائيل، وانتقدوا خصوصاً مشروع "نيمبوس"، وهو اتفاق بقيمة 1.2 مليار دولار بين جوجل وأمازون لتزويد إسرائيل وجيشها بخدمات الحوسبة السحابية.
ورغم أن جوجل شددت من قبل على أن المشروع لا يقدم سوى خدمات "تجارية" لمجموعةٍ من وزارات الحكومة الإسرائيلية، فإن وزارة المالية الإسرائيلية قالت عند الإعلان عن الصفقة إن أمازون وجوجل ستقدمان أيضاً خدمات لـ"مؤسسة الدفاع" في إسرائيل.
وشارك في الوقفة الاحتجاجية حاخام يهودي وشيخ مسلم، وأقاما الصلوات والأدعية حداداً على 18,608 من ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة، ونحو 1200 إسرائيلي وأجنبي قتلوا في الهجوم الذي شنَّته المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
مطالبات بفرض الرقابة على استخدام التكنولوجيا
قال موظفو جوجل في الوقفة الاحتجاجية إنهم غاضبون من احتمال استخدام الأدوات التكنولوجية التي طوَّرتها شركتهم في حرب إسرائيل، وقالوا إنه يجب أن تُفرض المزيد من الرقابة على استخدام التكنولوجيا الجديدة.
قالت ألما، وهي متخصصة في الصحة والسلامة المهنية بشركة جوجل "لا أظن أنه من المقبول استخدام المنتجات التي نبنيها في هذه الأغراض، وأرى أننا نحاول التعبير عن وجهة نظرنا داخل (جوجل)، لكننا نشعر بأننا لا يُستمع إلينا".
وأوضحت ألما: "نحن لا نوافق على استخدام منتجات جوجل في قتل المدنيين ولا غير المدنيين، ولا أي إنسان، نحن لسنا موافقين على استخدام الذكاء الاصطناعي في الحرب لاتخاذ قرارات الحياة والموت".
شهدت شركة جوجل شكاوى من موظفين كثيرين قبل زمن طويل من هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، احتجوا فيها على عدم تسامح الشركة مع الأصوات المؤيدة للفلسطينيين، وبعضهم اشتكى من سوء المعاملة داخل الشركة.
في الشهر الماضي حذرت منظمة "لا تكنولوجيا لنظام الفصل العنصري" في عريضة نشرتها، من "الكراهية والإساءة والانتقام"، التي يتعرض لها الموظفون الفلسطينيون والعرب والمسلمون في جوجل، واتهمت المديرين بالشركة بملاحقة هؤلاء الموظفين بوسائل "الإخبار عن موظفي جوجل المسلمين والعرب والفلسطينيين الذين يصرّحون بتعاطفهم مع محنة الشعب الفلسطيني المحاصر، واستجوابهم والسعي لإقالتهم من عملهم".
وقال جوزيف إن كثيرين ممن صرحوا بآراء مؤيدة للفلسطينيين تعرضوا لـ"ضغوط" في الشركة، وصار "على كلٍّ منا أن يتحرى الحذر الشديد فيما يقوله، لكي لا يصنف معادياً للسامية"، إلا أنني "أرى أن كثيرين منا سئموا الصمت كذلك".
تَواصل موقع MEE مع شركة جوجل للتعليق على ما ورد في هذا التقرير، لكنهم لم يردّوا حتى وقت النشر.