أظهرت تفاصيل جديدة نشرها موقع Walla الإسرائيلي، الأربعاء 13 ديسمبر/كانون الاول 2023، عن الكمين "المميت" الذي وقع فيه جنود الاحتلال في حي الشجاعية شمال غزة، أن كتائب القسام أوهمت جيش الاحتلال بخلو المنطقة وانسحاب المقاتلين قبل أن تهاجم المتوغلين فجأة، مستخدمةً بنادق مطابقة لأسلحة الاحتلال، وهو ما أوقع إرباكاً بين قوات الاحتلال.
واعترف الجيش الإسرائيلي، فجر الأربعاء، بمقتل 10 جنود وضباط إسرائيليين، من بينهم عقيد، وقائد فرقة في حي الشجاعية، بعد كمين مزدوج ومحكم أوقعتهم به كتائب القسام، ليوصف هذا الحادث بـ"الكارثي"، وأحد أسوأ المعارك التي وقعت منذ بدء الحرب على غزة بُعيد انطلاق معركة "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
بحسب موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي، ففي الوقت الذي بدأ فيه فريق قتالي من الكتيبة 53 في لواء غولاني بالعمل في منطقة القصبة بحي الشجاعية، فقد تبين له أن غالبية البنايات التي دخلها كانت فارغة، إذ عثر جنود الاحتلال فيها على بنادق القناصة في مواقعها، وعبوات ناسفة جاهزة للاستخدام، وكاميرات موجهة صوب المداخل، ورشاشات آلية جاهزة لإطلاق النار.
بحسب الموقع، فقد اعتقد قادة الاحتلال أن رجال المقاومة قد هجروا العديد من تلك المواقع، وهذا ما انطبق على البناية التي دخلها الفريق القتالي، حيث أظهر التمشيط الأوّلي أن المكان يبدو خاوياً.
ولكن فجأة فُتِحَت النيران على الموجودين داخل البناية، مع تفجير عبوة ناسفة، وإلقاء بعض القنابل اليدوية. فتعرض الجنود الأربعة للإصابة، وحاولت القوات الموجودة في الخارج مداهمة البناية، لكنهم تعرضوا لإطلاق النار أيضاً.
استمر القتال لأكثر من ساعتين ونصف، بحسب موقع "واللا"، وقد اندفع اثنان من ضباط وحدة الإنقاذ 669 عبر واحدة من فتحات البناية.
بحسب الموقع، فقد انضم مقاومون آخرون من أحياء الزيتون والتفاح إلى القتال، وكانوا مسلحين ببنادق إم-16 التي يستخدمها جنود جيش الاحتلال، وقد أسفر ذلك عن زيادة صعوبة المعركة نتيجة استحالة تحديد هوية من يطلق النار على من، ولم يعد واضحاً ما إذا كان الرصاص يصيب المقاومين أم الجنود.
"كابوس الشجاعية"
من جانبه، قال محلل عسكري إسرائيلي، إن العديد من الفخاخ المتفجرة والعبوات الناسفة في حي الشجاعية شمال قطاع غزة، ألحقت خسائر فادحة بصفوف الجيش الإسرائيلي.
وكتب رون بن إيشاي، المحلل العسكري بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أنه "في الحي المحاصَر المليء بالفخاخ المتفجرة والعبوات الناسفة، تسبب العديد منها في خسائر فادحة بصفوف القوات الإسرائيلية".
وأضاف في إشارة إلى مقاتلي "حماس": "قاموا بتفخيخ المباني التي كانوا يتحصنون فيها؛ على أمل إغراء أكبر عدد من جنود الجيش الإسرائيلي بالموت، وهو ما فعلوه".
وتابع: "قُتل ما لا يقل عن 10 ضباط من (فرقة) غولاني والوحدة 669، في أثناء محاولتهم الوصول إلى موقع كان من الممكن أن يشتبكوا منه بشكل مباشر مع المسلحين".
كما أشار بن إيشاي إلى أنه "نظراً إلى كون المنطقة كثيفة البناء، ومترامية الأطراف مع مجموعة من المباني والأزقة الضيقة بشكل غير مريح، فمن المستحيل تقريباً إدخال جرافة في هذه الأجزاء الخانقة من الفضاء".
وتابع: إن إدخال جرافة "كان من شأنه أن يخدم الجيش الإسرائيلي جيداً في تطهير خطوط الرؤية، مما يسمح بمزيد من التقدم وزيادة التخطيط والرعاية التي كان من الممكن أن تمنع إسرائيل من خسارة 9 من خيرة محاربيها".
وبشأن القصف الجوي على المقاتلين الفلسطينيين، قال إن "خيار إمطارهم بالجحيم كان سيخدم قليلاً، لأن حماس على دراية جيدة بهذا النوع من التهديد، حيث تندفع تحت الأرض قبل أن تسقط القنابل وتطفو على السطح مرة أخرى عندما ينتهي التهديد".
وتابع: "داخل أحشاء الشجاعية، يُنصح المرء بعدم دخول أي مبنى من المدخل الأمامي، مع تخفيف المقاومة داخل المبنى من خلال السماح لدبابة بتفجير المدخل المذكور، مما قد يؤدي إلى مقتل أي مسلحين ينتظرون نصب كمين للجنود بمجرد دخولهم".
وأضاف مستدركاً: "لكن نعم، إن إدخال دبابة في وضع يسمح لها بإطلاق النار على المبنى في المقام الأول اقتراح صعب، والإصرار على القيام بذلك قد يؤدي إلى إبطاء الأمور بشدة، مما يمنح المسلحين مزيداً من الوقت لنصب مزيد من الفخاخ".
وقالت حركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، الأربعاء، إن إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل 10، أغلبهم ضباط، يؤكد حجم خسارة وفشل قادة الكيان وجيشه في "مواجهة بأس المقاومة"، وذلك بعد إعلان جيش الاحتلال مقتل جنود له في حي الشجاعية بغزة بكمين لـ"حماس".
وأكدت حركة المقاومة الفلسطينية أن "مجاهدي كتائب القسام يوفون بوعدهم بجعل غزة مقبرة للغزاة"، مضيفة: "نقول للصهاينة إن قيادتكم الفاشلة لا تلقي أي اعتبار لحياة جنودكم، ولا خيار لكم سوى الانسحاب من غزة".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت حتى الأربعاء 18 ألفاً و608 شهداء و50 ألفاً و594 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، وفق مصادر فلسطينية، ودماراً هائلاً في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر أممية.