طالب رؤساء أكبر المنظمات الإنسانية في العالم، الرئيس الأمريكي جو بايدن، بالتوقف عن معارضة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ودعوا إدارة الرئيس الأمريكي إلى الاعتراف بأن "التعامل الوحشي والهمجية التي تعرض لها شعب أوكرانيا"، ينطبق أيضاً على غزة حيث استشهد أكثر من 18400 فلسطيني بسبب العدوان الإسرائيلي.
المقال الذي نشرته صحيفة "New York Times" الأمريكية، الإثنين 11 ديسمبر/كانون الأول 2023، كتبه كل من ميشيل نان الرئيسة والمديرة التنفيذية لمنظمة كير، وتجادا دوين ماكينا الرئيسة التنفيذية لمؤسسة ميرسي كوربس.
إضافة إلى جان إيغلاند الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، وآبي ماكسمان الرئيسة والمديرة التنفيذية لمنظمة أوكسفام الأمريكية، وجيريمي كونينديك رئيس منظمة اللاجئين الدولية، وجانتي سويريبتو الرئيسة والمديرة التنفيذية لمنظمة إنقاذ الطفولة الأمريكية.
حيث طالب رؤساء المنظمات إدارة الرئيس الأمريكي بإنهاء تدخلاتها الدبلوماسية في الأمم المتحدة، وعرقلة الدعوات من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي يشهد كارثة إنسانية غير مسبوقة جراء تواصل العدوان.
كما شددوا على أن الدبلوماسية الأمريكية لم تحقق حتى الآن في الحرب الدائرة بقطاع غزة، الأهداف التي نقلها بايدن، وهي: حماية المدنيين الأبرياء، والالتزام بالقانون الإنساني، وتقديم المزيد من المساعدات.
وقف إطلاق النار في قطاع غزة
فيما أشاروا إلى ضرورة اتخاذ إدارة بايدن تدابير ملموسة -كما تفعل في صراعات أخرى- من أجل وقف ما وصفوه بالسقوط الحر المروع في قطاع غزة.
بينما نوّه رؤساء المنظمات الإنسانية إلى أن أكثر من 80% من سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة أصبحوا نازحين، في حين يجبرهم الهجوم الإسرائيلي الأخير على التجمع في قطعة صغيرة من الأرض، بحسب تعبيرهم.
كما لفتوا إلى أن موظفي المنظمات الحقوقية في غزة ليسوا آمنين جراء قصف الاحتلال المتواصل، موضحين أن زملاءهم في القطاع يتخذون القرار بالبقاء مع عائلاتهم في مكان واحد، حتى يتمكنوا من الموت معاً أو الخروج للبحث عن الماء والطعام.
المقال جاء فيه أيضاً: "نحن لسنا غرباء على المعاناة الإنسانية، والصراعات، والكوارث الطبيعية، وبعض من أكبر وأخطر الكوارث في العالم. كنا هناك عندما اندلع القتال في الخرطوم بالسودان، ومع سقوط القنابل على أوكرانيا، وعندما ضربت الزلازل جنوب تركيا وشمال سوريا، وعندما واجه القرن الأفريقي أسوأ موجة جفاف منذ سنوات، والقائمة تطول".
أضافوا: "لكن باعتبارنا قادة بعض أكبر المنظمات الإنسانية العالمية في العالم، فإننا لم نرَ شيئاً مثل الحصار المفروض على غزة. في أكثر من شهرين منذ الهجوم المروع على إسرائيل، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 1200 شخص وأدى إلى اختطاف حوالي 240 شخصاً، قُتل حوالي 18000 من سكان غزة -بما في ذلك أكثر من 7500 طفل- وفقاً لوزارة الصحة في غزة".
كما أشار رؤساء المنظمات الإنسانية العالمية في المقال الذي نشرته "نيويورك تايمز" لحث بايدن على دعم وقف إطلاق النار في قطاع غزة، إلى أنه تم الإبلاغ عن مقتل عدد أكبر من الأطفال في هذا الصراع مقارنة بجميع الصراعات العالمية الكبرى مجتمعة في العام الماضي".