يعتبر الصداع النصفي المزمن واحداً من بين الأمراض التي لم يتمكن الأطباء حول العالم من إيجاد علاج نهائي لها، على الرغم من الأبحاث المستمرة التي تدور حوله.
إلا أن حقن البوتوكس تعتبر من بين أحدث العلاجات التي تم التوصل إليها، وقد تمت الموافقة على البوتوكس من قبل إدارة الغذاء والدواء (FDA)، ابتداء من سنة 2010، لوقف الصداع النصفي لفترة معينة، عند البالغين.
وهنا يمكن طرح عدة أسئلة لفهم هذا العلاج الجديد، والتي تتمثل في علاقة البوتوكس بالصداع النصفي، والجرعة اللازمة له، ومدى فعاليته، ثم أعراضه الجانبية المحتملة.
البوتوكس.. الجرعة اللازمة لعلاج الصداع النصفي
البوتوكس (OnabotulinumtoxinA)، عبارة عن مادة بيولوجية تنتمي إلى فئة أدوية تسمى السموم العصبية التي تمنع الأعصاب من أداء وظيفتها.
ويأتي في حالتنا هذه على شكل حقنة ذات علامة تجارية موصوفة، للمساعدة في منع الصداع لدى البالغين المصابين بالصداع النصفي المزمن.
وتعتبر الجرعة الموصى بها طبياً من أجل علاج الصداع النصفي هي 155 وحدة إجمالية مقسمة إلى 31 حقنة.
ويتم حقن البوتوكس في سبع مناطق عضلية محددة بكل من الرأس والرقبة، وذلك لأن كل منطقة عضلية من هذه تحتوي على عدد من المواقع المرتبطة بالصداع، حيث يتم حقن 0.1 ملليلتر من البوتوكس في كل مرة.
طريقة ومواقع حقن البوتوكس
يأتي البوتوكس على شكل مسحوق في قارورة تستخدم لمرة واحدة، إذ يتم خلطه مع محلول سائل ليكون صالحا للحقن في العضلات المحددة، لوقف الصداع النصفي.
ونظراً إلى أن الحقن العضلي يتم عن طريق الحقن المباشرة، فإنه يتم تحديد مجموعة من النقاط، التي لها علاقة بوقف الصداع النصفي، وهي كالتالي:
بين الكتفين والرقبة على الجانبين الأيمن والأيسر.
في الجزء الخلفي من رقبتك، يتم الحقن عند قاعدة الجمجمة على الجانبين الأيمن والأيسر.
الجزء الخلفي من الرأس، خلف الأذنين.
منتصف الجبهة، فوق كل عين.
الجزء السفلي من الجبين، أي فوق الأنف مباشرةً.
الجزء السفلي من الجبين، بالقرب من الحافة الداخلية لكل حاجب.
خلف كل صدغ، فوق الأذن.
كم مرة يتم حقن البوتوكس؟
تختلف طبيعة الاستجابة من مريض لآخر، إلا أنه بشكل عام، يتم إعطاء حقن البوتوكس كل 12 أسبوعاً للوقاية من الصداع النصفي لدى البالغين، إذ يجب الالتزام بجدول الجرعات التي يوصي بها الطبيب.
إذ حسب تجربتين سريريتين، تبينت فعالية حقن البوتوكس في الوقاية من الصداع النصفي، إذ تلقى مجموعة أولى من المشاركين حقن البوتوكس، فيما تلقت المجموعة الثانية حقن وهمية خالية من الدواء، وتمت مقارنتها لمدة 3 أشهر.
وقد تبين للباحثين أن الأشخاص الذين تلقوا البوتوكس كانوا يعانون في المتوسط من أيام صداع أقل من الأشخاص الذين تلقوا علاجاً وهمياً.
كيف يمنع البوتوكس الصداع النصفي؟
يعمل البوتوكس، الذي يأتي على شكل سم عصبي، من أجل منع الأعصاب من أداء وظائفها، والتي في العادة تتواصل مع مناطق أخرى من الجسم باستخدام الأسيتيل كولين، وهو ناقل عصبي.
إذ إن هذه المادة تمنع الأعصاب من إطلاق الأسيتيل كولين، الأمر الذي يجعلها غير قادرة على إخبار العضلات بالتشنج الذي يحصل خلال الصداع، وحجب الإشارات العصبية التي تسبب الألم.
وفي بعض الحالات، يتمكن الأشخاص الذين يتلقون حقن البوتوكس من تحسن حالتهم خلال أسبوعين إلى 4 أسابيع.
متى يمكن اللجوء إلى البوتوكس لعلاج الصداع النصفي؟
ليست كل حالات الصداع النصفي تحتاج لطريقة العلاج نفسها، إذ إن حقن البوتوكس مناسبة للأشخاص الذين يعانون من صداع بشكل يومي أو متناوب، ويدوم من 4 ساعات وما أكثر.
كما أن اللجوء إليه يكون في حالة فقدان تأثير الأدوية الفموية الأخرى بمختلف أنواعها، وعدم تمكن العلاجات الطبيعية كذلك من الحد من الألم مهما كانت فعاليتها المتوقعة.
الآثار الجانبية للبوتوكس
يمكن للبوتوكس الذي يحقن من أجل علاج الصداع النصفي، أن يكون له عدة أعراض جانبية، تختلف حدتها من شخص لآخر، إذ تتنوع بين خفيفة أو خطيرة.
إذ إنها مثل الأدوية الأخرى، يمكن أن تسبب حقن البوتوكس آثاراً جانبية خفيفة ومؤقتة، تستمر بضعة أيام أو أسابيع، والتي تتمثل في:
- الجفون المتدلية
- صداع كامل
- تصلب العضلات أو التشنجات أو الضعف بالقرب من مواقع حقن البوتوكس
- الم الرقبة
- ألم في مواقع حقن البوتوكس
في حال طالت مدة ظهور هذه الآثار الجانبية، يكون من الجيد استشارة الطبيب المختص؛ من أجل معرفة الأسباب وعلاجها بشكل عاجل.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.