منعت الحكومة الأمريكية وزير خارجية فلسطين رياض المالكي، عضو مجموعة الاتصال التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية، من الإدلاء بتصريح خلال مباحثاته في العاصمة واشنطن، الجمعة 8 ديسمبر/كانون الأول 2023.
جاء ذلك خلال عقد أعضاء المجموعة مؤتمراً صحفياً في فندق "فور سيزن" بواشنطن.
وعقب توجيه أحد الصحفيين سؤالاً للمالكي، بدأ وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، الكلام وقال: "السيد المالكي، لا يستطيع الإجابة عن سؤالك، فالحكومة الأمريكية تفرض قيوداً عليه، ولا يستطيع التواصل مع الصحافة".
ومن المنتظر أن تلتقي مجموعة الاتصال مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.
ومن المخطط أن تتوجه المجموعة إلى كندا، السبت، لإجراء مباحثات.
وتشكلت المجموعة بقرار من القمة العربية الإسلامية، بالعاصمة السعودية الرياض، في 11 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لبحث سبل وقف الحرب في غزة.
تحضير لقيادة غزة
والخميس، بحث فيل غوردون، مستشار نائبة الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن الوطني، مع مسؤولين فلسطينيين، في مدينة رام الله بالضفة الغربية، "إعادة تنشيط السلطة الفلسطينية"، فيما كشفت صحيفة بريطانية أن فريقاً عسكرياً بريطانيّاً يعمل في الضفة الغربية على إعداد السلطة الفلسطينية لتولي إدارة قطاع غزة.
بحسب بيان للبيت الأبيض، فقد اجتمع غوردون مع كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، ورئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية ماجد فرج، وقادة أعمال فلسطينيين.
وقال البيت الأبيض إن غوردون "توجه إلى رام الله بعد زيارته لإسرائيل، لإطلاع المسؤولين الفلسطينيين على مستجدات اجتماعاته، ومواصلة استشاراتنا مع المسؤولين الفلسطينيين بشأن النزاع الدائر بين إسرائيل وحركة حماس والوضع في الضفة الغربية".
وشدد غوردون، خلال اجتماعاته في رام الله، على "التزام إدارة بايدن بدعم الشعب الفلسطيني وحقه في الأمن والكرامة وحق تقرير المصير"، وفقاً للبيت الأبيض.
وتابع البيان: "كما شدد على التزامنا بإقامة دولة فلسطينية في المستقبل (…) وناقش غوردون في هذا الصدد إعادة تنشيط السلطة الفلسطينية".
وأكد "ضرورة تمتع السلطة الفلسطينية، التي يعاد تنشيطها، بالقدرة على حكم غزة والضفة الغربية وتعزيز قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية حتى تتحمل المسؤوليات الأمنية في غزة بنهاية المطاف".
من جانبها، قالت صحيفة The Times البريطانية إن فريقاً عسكرياً بريطانياً يعمل في الضفة الغربية على إعداد السلطة الفلسطينية لتولي إدارة قطاع غزة.
ونقلت الصحيفة عن وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس، قوله إنه يجب أن تتولى السلطة الفلسطينية المسؤولية في غزة بعد الحرب.
وأضاف شابس أن لندن تعمل مع واشنطن لتحسين قدرات السلطة الفلسطينية، مشيراً إلى أنه ناقش الأمر مع نظيره الأمريكي لويد أوستن.
وتقول إسرائيل إن أحد أهداف الحرب الراهنة هو إنهاء حكم "حماس" لغزة، فيما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مراراً، في الأسابيع الأخيرة، رفضه عودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع.
ويوجد تباين بين واشنطن وتل أبيب بشأن عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة، على الرغم من أن بايدن قدَّم لإسرائيل أقوى دعم عسكري ودبلوماسي ممكن منذ اندلاع الحرب.
ورداً على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته"، شنت حركة "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي هجوماً استهدف مستوطنات وقواعد عسكرية بمحيط غزة، وقتلت نحو 1200 إسرائيلي وأصابت نحو 5431 وأسرت 239، بادلت العشرات منهم، خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام حتى 1 ديسمبر/كانون الأول الجاري، مع إسرائيل التي تحتجز في سجونها 7800 فلسطيني.
ومنذ ذلك اليوم، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً على غزة خلّفت حتى مساء الثلاثاء 16 ألفاً و248 شهيداً، بينهم 7112 طفلاً و4885 امرأة، إضافة إلى 43 ألفاً و616 جريحاً، فضلاً عن دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.