بحث فيل غوردون، مستشار نائبة الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن الوطني، مع مسؤولين فلسطينيين، في مدينة رام الله بالضفة الغربية، مساء الخميس 7 ديسمبر/كانون الأول 2023، "إعادة تنشيط السلطة الفلسطينية"، فيما كشفت صحيفة بريطانية أن فريقاً عسكرياً بريطانيّاً يعمل في الضفة الغربية على إعداد السلطة الفلسطينية لتولي إدارة قطاع غزة.
بحسب بيان للبيت الأبيض، فقد اجتمع غوردون مع كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، ورئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية ماجد فرج، وقادة أعمال فلسطينيين.
وقال البيت الأبيض إن غوردون "توجه إلى رام الله بعد زيارته لإسرائيل، لإطلاع المسؤولين الفلسطينيين على مستجدات اجتماعاته، ومواصلة استشاراتنا مع المسؤولين الفلسطينيين بشأن النزاع الدائر بين إسرائيل وحركة حماس والوضع في الضفة الغربية".
وشدد غوردون، خلال اجتماعاته في رام الله، على "التزام إدارة بايدن بدعم الشعب الفلسطيني وحقه في الأمن والكرامة وحق تقرير المصير"، وفقاً للبيت الأبيض
وتابع البيان: "كما شدد على التزامنا بإقامة دولة فلسطينية في المستقبل (…) وناقش غوردون في هذا الصدد إعادة تنشيط السلطة الفلسطينية".
وأكد "ضرورة تمتع السلطة الفلسطينية، التي يعاد تنشيطها، بالقدرة على حكم غزة والضفة الغربية وتعزيز قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية حتى تتحمل المسؤوليات الأمنية في غزة بنهاية المطاف".
فريق عسكري بريطاني
من جانبها، قالت صحيفة The Times البريطانية، مساء الخميس 7 ديسمبر/كانون الأول 2023، إن فريقاً عسكرياً بريطانياً يعمل في الضفة الغربية على إعداد السلطة الفلسطينية لتولي إدارة قطاع غزة.
ونقلت الصحيفة عن وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس، قوله إنه يجب أن تتولى السلطة الفلسطينية المسؤولية في غزة بعد الحرب.
وأضاف شابس أن لندن تعمل مع واشنطن لتحسين قدرات السلطة الفلسطينية، مشيراً إلى أنه ناقش الأمر مع نظيره الأمريكي لويد أوستن.
وكان العضو البارز في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد مجدلاني، قد قال إن السلطة الفلسطينية مستعدة لاستعادة السيطرة الكاملة على قطاع غزة بمجرد انتهاء الحرب الإسرائيلية على القطاع.
وأوضح مجدلاني، في تصريح لمجلة "نيوزويك"، أن السلطة الفلسطينية ستقبل اقتراح إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بإعادة توحيد قطاع غزة والضفة الغربية تحت سيطرة السلطة، إذا دعم المجتمع الدولي إعادة إعمار غزة ودفع إسرائيل إلى الموافقة على حل الدولتين.
وقال إن السلطة مستعدة لإجراء أول انتخابات وطنية لها منذ عام 2006 كجزء من اتفاق سلام طويل الأمد أوسع نطاقاً، وأضاف: "نحن مستعدون لأجندة سياسية إصلاحية من خلال انتخابات عامة حرة وديمقراطية".
وأشار إلى أن السلطة الفلسطينية يمكن أن تبدأ حكم غزة بمجرد انتهاء الصراع الحالي، ويمكن أن تجري انتخابات بعد "فترة انتقالية" من عام إلى عامين.
وتقول إسرائيل إن أحد أهداف الحرب الراهنة هو إنهاء حكم "حماس" لغزة، فيما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مراراً، في الأسابيع الأخيرة، رفضه عودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع.
ويوجد تباين بين واشنطن وتل أبيب بشأن عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة، على الرغم من أن بايدن قدَّم لإسرائيل أقوى دعم عسكري ودبلوماسي ممكن منذ اندلاع الحرب.
ورداً على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته"، شنت حركة "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي هجوماً استهدف مستوطنات وقواعد عسكرية بمحيط غزة، وقتلت نحو 1200 إسرائيلي وأصابت نحو 5431 وأسرت 239، بادلت العشرات منهم، خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام حتى 1 ديسمبر/كانون الأول الجاري، مع إسرائيل التي تحتجز في سجونها 7800 فلسطيني.
ومنذ ذلك اليوم، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً على غزة خلّفت حتى مساء الثلاثاء 16 ألفاً و248 شهيداً، بينهم 7112 طفلاً و4885 امرأة، إضافة إلى 43 ألفاً و616 جريحاً، فضلاً عن دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.