كشف تحليل أجرته صحيفة Politico الأمريكية، الخميس 7 ديسمبر/كانون الأول 2023، أن منظمات المناصرة التي تدعم إسرائيل أنفقت ما يقرب من 100 مرة أكثر على الإعلانات عبر منصات التواصل الاجتماعي التابعة لشركة ميتا، مقارنةً بالجماعات المؤيدة للفلسطينيين والعرب، وذلك في الوقت الذي تراجع فيه المؤيدون للكيان داخل أمريكا بنسبة 66%، وفق استطلاع أجري الشهر الماضي.
يُظهر الإنفاق المشترك لأكثر من مليوني دولار على فيسبوك وإنستغرام، رغم عدم التنسيق، كيف تحاول الجماعات المؤيدة لإسرائيل تشكيل الرأي العام بين الأمريكيين، خاصةً الأجيال الشابة التي تشكك بشكِّل متزايد في إسرائيل.
أكثر من مليوني دولار
تأتي جهود هذه الجماعات، ومن ضمنها جماعة أنفقت ما يقرب من نصف مليون دولار على منصات ميتا خلال تلك الفترة، في الوقت الذي يدرس فيه المشرعون الأمريكيون والدوليون إضافة شروط إلى الدعم الإضافي لإسرائيل حيث تسببت حملتها العسكرية في مقتل ما لا يقل عن 17 ألف فلسطيني، وفقاً للسلطات الصحية في قطاع غزة الذي تديره حركة حماس.
قامت صحيفة Politico بتحليل مكتبة إعلانات شركة ميتا، أو قاعدة البيانات عبر الإنترنت التي تتتبع المجموعات التي تشتري الرسائل المدفوعة على كل من فيسبوك وإنستغرام خلال فترات زمنية محددة. تعد شركة التكنولوجيا العملاقة واحدة من شركات التواصل الاجتماعي القليلة، إلى جانب جوجل، التي تكشف عن تفاصيل حول أرقام شراء الإعلانات.
فقد قامت صحيفة Politico بمراجعة الإعلانات التي عُرِضَت في الفترة بين 2 نوفمبر/تشرين الثاني و1 ديسمبر/كانون الأول، بناءً على انتماءات مجموعات المناصرة إما للقضايا الإسرائيلية أو الفلسطينية.
على منصات ميتا، التي تعد مجتمعةً أكبر مواقع التواصل الاجتماعي في العالم من حيث عدد المستخدمين، تضم المجموعات التي تشتري الإعلانات الداعمة لإسرائيل أسماء معروفة مثل لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية وكذلك مؤسسة مكافحة معاداة السامية، وهي مجموعة أسسها الملياردير روبرت كرافت.
صحيفة Politico، وجدت أن الإنفاق المشترك البالغ 2.2 مليون دولار تجاوز تقريباً أي كيان آخر خلال تلك الفترة، باستثناء منفذ الأخبار المحافظ ديلي واير وحسابات ميتا التابعة له التي أنفقت ما يقرب من 3 ملايين دولار.
فارق كبير
بالمقارنة، أنفقت المجموعات الداعمة للفلسطينيين والمسلمين والعرب أقل من 20 ألف دولار في الفترة نفسها على الإعلانات الوصفية، حسبما وجدت صحيفة Politico.
كانت اللجنة الأمريكية العربية لمكافحة التشهير أكبر منفق على الإعلانات من بين مجموعات المناصرة المؤيدة للفلسطينيين. أنفقت المجموعة ما يقل قليلاً عن 10 آلاف دولار على منصات ميتا في الفترة ما بين 2 نوفمبر/تشرين الثاني و1 ديسمبر/كانون الأول، رغم أن جميع رسائلها المدفوعة تقريباً لم تذكر الصراع في الشرق الأوسط على وجه التحديد.
جاء في أحد إعلانات اللجنة الأمريكية العربية: "ساعدونا في حماية حقوق العرب الأمريكيين"، وشوهِدَ 50 ألف مرة، من قِبَلِ مستخدماتٍ نساء في الغالب، تتراوح أعمارهن بين 25 و54 عاماً في ولايات، من بينها كاليفورنيا ونيويورك وتكساس، وفقاً لبيانات ميتا.
في السياق، قال عابد أيوب، المدير التنفيذي الوطني للجنة الأمريكية العربية: "الغرض من إعلاناتنا هو أن يعرف الناس أننا هنا لحمايتهم". وعندما سُئل عن سبب تأخر الإنفاق على الإعلانات المؤيدة للفلسطينيين عن أولئك الذين يدافعون عن إسرائيل، اعتبر أيوب أن "تغيير آراء الناس حول الكذب يتطلب كثيراً من المال".
تراجع التأييد للكيان
يتزامن الإنفاق غير المتوازن على الإعلانات، التي يستهدف العديد منها المستخدمين الأصغر سناً، مع تزايد الشكوك حول إسرائيل بين الشباب الأمريكيين. وأظهر استطلاع للرأي أجرته جامعة كوينيبياك صدر الشهر الماضي، أن 66% من المشاركين الذين تقل أعمارهم عن 35 عاماً، قالوا إنهم لا يوافقون على رد إسرائيل على هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، مقارنةً بالأمريكيين الأكبر سناً الذين كانوا أكثر دعماً لإسرائيل.
كان أكبر معلن مؤيد لإسرائيل في الفترة ما بين 2 نوفمبر/تشرين الثاني و1 ديسمبر/كانون الأول هو منظمة تسمى "حقائق من أجل السلام"، والتي أنفقت أكثر من 450 ألف دولار لاستهداف مستخدمي ميتا الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً في المدن الأمريكية الكبرى مثل هيوستن وأتلانتا ولوس أنجلوس.
وجمعت المجموعة أيضاً، في غضون شهر، أكثر من 18 ألف متابع على تيك توك، الذي لا يوفر الشفافية بشأن عمليات شراء الإعلانات في الولايات المتحدة.
حملة منظمة
في سياق متصل، أعلنت "لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية" (أيباك) في وقت سابق، عن تعاونها مع طائفة متنوعة من المنظمات اليهودية المؤيدة لإسرائيل، في إطلاق حملةٍ منظمة تسعى إلى إعادة تشكيل الرواية المتداولة في وسائل الإعلام الأمريكية بشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حسب ما نشره موقع Middle East Eye البريطاني.
أطلقت اللجنة، التي توصف بأنها أكبر مجموعة ضغط مناصرة للاحتلال في الولايات المتحدة، على هذه الحملة اسم "مشروع 7/10″، وتشاركها فيه "اللجنة اليهودية الأمريكية"، و"الاتحادات اليهودية في أمريكا الشمالية"، و"رابطة مكافحة التشهير"، و"مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى".
إذ قالت المنظمات المشاركة في الحملة إنها ترمي بها إلى تمكين الدعم المتواصل من الحزبين الأمريكيين البارزين (الديمقراطي والجمهوري) لحرب الاحتلال الإسرائيلي على غزة؛ وتشكيل التغطية الإعلامية للحرب؛ و"حشد مزيد من الاهتمام" بقضية المحتجزين والأسرى الذين احتجزتهم حماس بعد هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول.