صادق الكونغرس الأمريكي، الأربعاء 6 ديسمبر/كانون الأول 2023، على مشروع قرار ينص أحد بنوده على المساواة بين معاداة الصهيونية ومعاداة السامية، إذ صوّت في الكونغرس الذي يشكّل الأعضاء الجمهوريون غالبيته 311 نائباً لصالح مشروع القرار مقابل 14 صوتوا ضده.
فيما امتنع 92 نائباً ديمقراطياً عن التصويت لمشروع القرار، وصوّت الأعضاء ذوو الأصول الفلسطينية ضده.
مشروع القرار غير الملزم قانونياً أشار إلى تنامي تصاعد معاداة اليهود في الولايات المتحدة وحول العالم، كما تطرّق إلى الهجوم الذي نفّذته حركة "حماس" على المستوطنات الإسرائيلية في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتسبب مشروع القرار بانتقادات واسعة، لمساواته بين معاداة الصهيونية ومعاداة السامية اللتين برزتا كعنصرين مستقلين عن بعضهما البعض على مر التاريخ.
وفي معرض تعليقها على الأمر، قالت رشيدة طليب، فلسطينية الأصل عضو الكونغرس عن الديمقراطيين، إن معارضة السياسات المتطرفة للحكومة الإسرائيلية ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو لا تعد معاداة للسامية.
والحركة الصهيونية أيديولوجية تدعم وتدافع عن إقامة دولة يهودية على الأراضي الفلسطينية، بتحويل القومية اليهودية إلى حركة سياسية بعد قيام الدولة.
وتُعرف معاداة الصهيونية بأنها حركة معارضة لفكرة إقامة دولة يهودية على الأراضي الفلسطينية، والسياسات التي تنتهجها إسرائيل في سبيل ذلك. أما معاداة السامية فهي تعني التحيز ضد الشعب اليهودي والتعامل معه استناداً إلى أحكام مسبقة.
فيما تعارض العديد من المنظمات اليهودية حول العالم الصهيونية وممارساتها، التي أدت لطرد أكثر من 750 ألف فلسطيني من أراضيهم في حرب 1948، والمزاعم التي تقول إن لليهود حقوقاً أكثر من غيرهم في فلسطين.
ويأتي هذا في وقت يشن فيه الاحتلال الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت حتى مساء الثلاثاء 16 ألفاً و248 قتيلاً، بينهم 7112 طفلاً و4885 امرأة، بالإضافة إلى 43 ألفاً و616 جريحاً، فضلاً عن دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.
ورداً على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته"، شنَّت "حماس" في اليوم ذاته هجوماً استهدف مستوطنات وقواعد عسكرية بمحيط غزة، فقتلت نحو 1200 إسرائيلي وأصابت حوالي 5431 وأسرت قرابة 239، بادلت العشرات منهم، خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام حتى 1 ديسمبر/كانون الأول الجاري، مع إسرائيل التي تحتجز في سجونها 7800 فلسطيني.