نقل موقع "أكسيوس" الأمريكي عن 3 مصادر مطلعة، أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، حذر المسؤولين الإسرائيليين من أن الضغط العالمي سيزيد كلما استمرت الحرب على غزة، وذلك خلال محادثات معهم، الخميس 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
لكن بلينكن لم يطلب من المسؤولين الإسرائيليين الذين التقاهم وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وقف عملية محتملة على جنوب غزة، حيث يوجد أكثر من مليوني إنسان معظمهم نازحون، لكنه أعرب عن "قلقه" من زيادة الضغوط الدولية على الولايات المتحدة.
عملية عسكرية بجنوب غزة
في سياق متصل، أفاد الموقع بأن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي، أبلغ بلينكن أن "العملية العسكرية في غزة" وضمن ذلك الجزء الجنوبي، من المتوقع أن تستغرق "أكثر من بضعة أسابيع إضافية".
والتقى بلينكن، الخميس، نتنياهو وأعضاء حكومته الحربية بالقدس، وكان احتمال شن عملية إسرائيلية في جنوب غزة موضوعاً رئيسياً للمناقشة، وفقاً لمصدرين مطلعين على الأمر بشكل مباشر.
ووصف أحد المصادر المناقشة بأنها "تبادل صريح لوجهات النظر"، في إشارة إلى تزايد الخلافات بين واشنطن وتل أبيب حول كيفية المضي قدماً عندما يتعلق الأمر بعملية الجيش الإسرائيلي في غزة.
وقال اثنان من المصادر لـ"أكسيوس"، إن بلينكن هو من بدأ المحادثة عندما طلب اطلاعه على خطط الجيش الإسرائيلي لجنوب غزة، متسائلاً "إلى متى تعتقد إسرائيل أن العملية العسكرية ستستمر في نطاقها الحالي؟".
وطلب بلينكن، في حديثه أمام مجلس الوزراء الحربي، من إسرائيل اتخاذ خطوات إضافية للتأكد من أن العملية العسكرية في جنوب غزة لن تؤدي إلى عدد أكبر من الضحايا المدنيين، وفقاً للمصادر الثلاثة للموقع.
وقالت المصادر الثلاثة إن نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت وهاليفي أبلغوا بلينكن أن العملية البرية في جنوب غزة ستتسبب في سقوط عدد أقل من الضحايا المدنيين مقارنة بالضربات الجوية.
من غير الواضح ما إذا كان المسؤولون الإسرائيليون يلمحون إلى أن إسرائيل لن تقوم بغارات جوية، إضافة إلى عملية برية على المستوى نفسه الذي فعلته في الشمال.
وقال نتنياهو في بيان بعد الاجتماع مع بلينكن، إن إسرائيل ستواصل الحرب حتى تحقق ثلاثة أهداف: "تحرير جميع الرهائن، والقضاء التام على حماس، وضمان عدم وجود أي تهديد مثل هذا من غزة مرة أخرى"، مضيفاً: "قلت لبلينكن: لقد أقسمنا على القضاء على حماس. لن يوقفنا شيء".
يأتي ذلك بينما يشعر البيت الأبيض بقلق متزايد بشأن العملية الإسرائيلية المحتملة في جنوب قطاع غزة، ومن شأنها أن تؤدي إلى مزيد من الضحايا المدنيين وتعميق الأزمة الإنسانية في القطاع.
وفي وقت مبكر من الحرب على غزة، أجبرت إسرائيل أكثر من مليون فلسطيني على إخلاء شمال غزة والانتقال إلى الجنوب قبل بدء التوغل البري، كما منعت الفلسطينيين من العودة إلى الشمال خلال الهدنة الإنسانية التي بدأت الجمعة 24 نوفمبر/تشرين الثاني.
وحذر الرئيس الأمريكي جو بايدن رئيسَ الوزراء الإسرائيلي نتنياهو هذا الأسبوع، من أن الطريقة التي تعمل بها إسرائيل في شمال غزة، والتي تضمنت هجوماً واسع النطاق وثلاث فرق مدرعة ومشاة، لا يمكن تكرارها في الجزء الجنوبي من القطاع، حسبما أفاد موقع أكسيوس سابقاً.