هاجم الملياردير الأمريكي إيلون ماسك العلامات التجارية التي سحبت إعلاناتها من "إكس" (تويتر سابقاً) بعد أن أيد نظرية مؤامرة معادية للسامية على منصته للتواصل الاجتماعي، حيث وجّه لهم "توبيخاً قاسياً" بلفظ خارج عن الحدود اللائقة.
واعتذر ماسك عن المنشور في قمة ديلبوك في نيويورك، الأربعاء 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، لكنه قال إن المعلنين كانوا يحاولون "ابتزازه".
وكانت رسالته لتلك العلامات التجارية بسيطة: "لا تعلن"، وكرر كلمة بذيئة عدة مرات للتأكيد على وجهة نظره، وفق ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز".
وسأل كاتب العمود في صحيفة "نيويورك تايمز"، أندرو روس سوركين، ماسك في قمة DealBook الأربعاء، عما إذا كانت رحلته الأخيرة إلى إسرائيل "جولة اعتذار" مدفوعة بمزاعم معاداة السامية على إكس، والتي دفعت العديد من المعلنين الرئيسيين إلى مغادرة المنصة.
ورد ماسك بالقول: "آمل أن يتوقفوا. لا تعلنوا. إذا كان شخص ما سيحاول ابتزازي بالإعلانات، أو ابتزازي بالمال؟، فليذهب إلى الجحيم".
واشترى ماسك "تويتر" العام الماضي مقابل ما يقدَّر بنحو 44 مليار دولار، معترضاً على الرقابة المفروضة على المنصة. ومنذ ذلك الحين، أعاد تغيير علامته التجارية إلى "إكس"، وطرد الكثير من الموظفين، ورفع الحظر عن العديد من الحسابات باسم الترويج لحرية التعبير.
"الكراهية ضد البيض"
وتوقف حوالي 200 من كبار المعلنين، بما في ذلك ديزني وآبل وآي بي أم، عن الإنفاق على "إكس" بعد أن اتفق ماسك مع منشور يتهم المجتمعات اليهودية بدفع "الكراهية ضد البيض".
وأيّد ماسك منشوراً على موقع "إكس" يؤشر إلى نظرية مؤامرة قديمة، وإلى أن لليهود خطة سرية لتشجيع الهجرة غير الشرعية إلى الدول الغربية بهدف إضعاف هيمنة الغالبية البيضاء هناك. وكتب ماسك مخاطباً صاحب المنشور "لقد قُلت الحقيقة الفعلية".
يُذكر أنه في حال استمرار تجميد الإعلانات، فقد يكلف ذلك الشركة ما يصل إلى 75 مليون دولار في هذا الربع من العام، وفقاً لوثائق داخلية اطلعت عليها صحيفة "نيويورك تايمز".
وتمثل الإعلانات معظم إيرادات "إكس"، ورغم أن ماسك أقر بأن المقاطعة يمكن أن تفلس المنصة، فإنه اقترح أن الناس ستلوم العلامات التجارية وليس هو على انهيارها.
وقال ماسك في وقت لاحق، إنه لم يكن ينبغي له الرد على هذا المنشور بالذات، و"كان يجب أن أكتب بإسهاب أكبر ما قصدته"، لافتاً إلى أنه سلّم بذلك مسدساً محمّلاً لأولئك الذين يكرهونه، ولأولئك المعادين للسامية، ولهذا "أنا آسف جداً".
ماسك زار إسرائيل
وزار ماسك إسرائيل يوم الإثنين الماضي، والتقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس إسحاق هرتسوغ. وألقى نتنياهو محاضرة على ماسك حول "عبادة الموت" التابعة لحماس، في حين أصرّ هرتسوغ على أنه يجب على X اتخاذ إجراءات صارمة ضد "كراهية اليهود".
كما زار ماسك المستوطنة القريبة من غزة، التي تعرضت لهجوم في 7 أكتوبر، وعُرض عليه فيلم مدته 44 دقيقة أعدته إسرائيل لتسليط الضوء على الفظائع التي ترتكبها حركة حماس.
وبعد أن قارن نتنياهو الأنشطة العسكرية الإسرائيلية في غزة بما كان على الحلفاء فعله مع ألمانيا واليابان في الحرب العالمية الثانية، وافق ماسك على الحاجة إلى "القضاء على الإرهابيين، وأولئك الذين ينوون القتل"، لكنه قال إن إسرائيل عليها "مساعدة ما تبقى، وهو ما حدث في ألمانيا واليابان".
وفي يوم الثلاثاء، أصدرت حماس دعوة علنية لماسك لزيارة غزة، من أجل "الموضوعية والمصداقية". ورد قائلاً: "يبدو الأمر خطيراً بعض الشيء في الوقت الحالي".