منذ بدء عملية "طوفان الأقصى"، وما تلاها من حربٍ إسرائيلية أقرب إلى إبادة جماعية في قطاع غزة، ونحن نبحث عن أفضل المنصات لمتابعة أخبار فلسطين بعدما أثبت الإعلام الغربي تحيّزه إلى السردية الإسرائيلية بشكلٍ فاضح.
جاء هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ليكشف زيف الموضوعية التي لطالما تغنى بها الإعلام الغربي، ويهدم المصداقية التي حاول أن يبنيها على مدار سنوات طويلة، حتى بتنا لا نسمع إلا سؤالاغ وحيداً يتكرر دائماً: "هل تدين حماس؟".
أفضل المنصات لمتابعة أخبار فلسطين
هذا الإعلام الذي يعيد ويكرر رواية واحدة وملفقة عن أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، استمرّ في تبني السردية الإسرائيلية خلال الحرب التي شنّها الاحتلال على قطاع غزة، مبرراً له كل الجرائم التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني.
في المقابل، برزت منصات عربية أثبتت مصداقيتها خلال هذه الفترة وتميّزت بأسلوبٍ جديد ومصداقية عالية. ولعلّ أهمية هذه المنصات تأتي من كونها مقاوِمة للسرديات المضللة، والتعتيم الإعلامي على المحتوى الفلسطيني.
جمعنا لكم أفضل المنصات لمتابعة أخبار فلسطين، والتي تقدّم محتوى فلسطينياً موثوق المصادر، أو تعمل على التحقق من الأخبار المتداولة عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. إليك أبرزها:
1- إيكاد
إيكاد هي منصة استقصائية تعتمد على المصادر المفتوحة، مثل التفاعلات على السوشيال ميديا والمقالات ووسائل الإعلام وتوظفها لكشف الحقيقة. وعكس العمل الاستخباراتي، لا تلتزم هذه المنصة بالسرية، بل إن جميع مصادرها متاحة للجمهور.
انطلقت إيكاد منذ نحو 3 سنوات، وهي موجودة على تويتر وإنستغرام وفيسبوك ويوتيوب. وفي فيديو تعريفي عنها، تخبرنا المنصة بأنها لجأت إلى المعجم الوسيط لاختيار اسمها، وأن "آكَدَهُ إيكاداً" يعني وثّقه وأحكمه.
إلى جانب الأخبار الموثوقة، تواظب إيكاد -منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023- على نشر فيديوهات ومعلومات مفصّلة تكشف فيها تلاعب الإسرائيليين وبعض المؤسسات الإعلامية والحسابات المزيفة بالحقيقة على السوشيال ميديا.
في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 مثلاً، أشارت إيكاد إلى عودة الإعلام الإسرائيلي لتكرار رواية اغتصاب الإسرائيليات في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، كاشفةً أن الادعاءات كاذبة وأن المقابلة التي نشرها حساب "إسرائيل بالعربية" مع الطبيبة التي تؤكد سردية الاغتصاب، مبنية على شهادات سمعتها الطبيبة من دون معاينتها شخصياً على أرض الواقع.
والأسبوع الماضي، نشرت تحقيقاً كشف وجود حسابات إسرائيلية تدّعي أنها فلسطينية، تحاول الإيقاع بين السعوديين والفلسطينيين؛ ما يجعل إيكاد واحدة من أفضل المنصات لمتابعة أخبار فلسطين الموثوقة.
2- مسبار
هي منصة عربية للتحقق من الأخبار المنتشرة، بدأت نشاطها في العام 2020 في الكشف عن التضليل في الفضاء العمومي من خلال متابعة الأخبار والحسابات المريبة على وسائل التواصل الاجتماعي، وكشف مصداقيتها.
تستخدم منصة مسبار أدوات الذكاء الاصطناعي، وتركز منذ عملية طوفان الأقصى على كشف زيف المعلومات الصادرة عن الإعلام الغربي، حول كل ما يتعلق بأخبار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والمقاومة الفلسطينية.
وإضافةً إلى الأخبار، يعمل مسبار على كشف التضليل الذي تمارسه أي حسابات وهمية، من خلال المعلومات أو الصور والمقاطع المصورة المركبة؛ ومن دون شك هي واحدة من أفضل المنصات لمتابعة أخبار فلسطين.
فخلال صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، كشفت المنصة لماذا تتجنب وسائل إعلام غربية ذكر الأطفال عند الحديث عن الأسرى الفلسطينيين، كما أجاب على سؤال "لماذا تصدر الكثير من المعلومات المضلّلة حول فلسطين من الهند؟".
3- حبر
هي مؤسسة إعلامية ومجلة إلكترونية انطلقت من الأردن عام 2007، وكانت أقرب إلى إعلام المواطن وتُدار بشكلٍ تطوعي. لكنها تحولّت في العام 2012 إلى مجلة احترافية تُنتج صحافة معمّقة حول قضايا سياسية واجتماعية وثقافية وفكرية.
ما يميّز حبر أنها، ومنذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وما تلاه من حربٍ إسرائيلية على غزة، لا تركز فقط على تقديم محتوى إخباري آني. ولكن المنصة تواظب على نشر مقالات عن تاريخ فلسطين، لتعريف القارئ بقضية الشعب الفلسطيني.
في عامي 2013 و2014، حجبت الحكومة الأردنية موقع حبر مرّات عدة، لكونه غير مرخّص وفق تعديلات قانون المطبوعات والنشر لعام 2012. ونتيجة لذلك، اضطرت المنصة إلى الحصول على ترخيص للموقع من هيئة الإعلام الأردنية في نهاية 2014.
تعلن منصة حبر على موقعها عن الممولين الرئيسيين لها، وحالياً هي مدعومة من المؤسسة الأوروبية من أجل الديمقراطية (EED)، ومؤسسة دعم الإعلام الدولي IMS، إضافةً إلى السفارة الهولندية في عمان، ومؤسسة المجتمع المنفتح (OSF)، والسفارة السويسرية في عمان.
4- متراس
هي منصة إعلام رقميّ تصنع محتوى منذ العام 2018 عن فلسطين وكل ما يمكن أن يتقاطع معها إقليمياً، وهي منحازة إلى المقاومة بكافة تعابيرها، وتقدّم معلومات في قالبٍ استقصائي.
تتميز متراس بأنها منصة تنتج مواد معرفية، وليس خبرية، بمعنى أنها تشرّح الخبر وتحللها ونقدّمها إلى القارئ مع خلفيات سياسية واجتماعية مع إحاطة تاريخية وثقافية. وهذا ما كثفته منذ عملية طوفان الأقصى.
يمكن للقارئ عبر منصة متراس أن يقرأ تحقيقاً مفصلاً عن استهداف التجمعات البدوية في أراضي الضفة الغربية، وهدم مساكنهم والتضييق على مساحات الرعي ومنعهم من مدّ شبكات المياه والكهرباء.
كما يمكن أن يقرأ عن "الحملة المسعورة" التي يقودها الاحتلال الإسرائيلي لاعتقال مئات الشبان والشابات منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بهدف السيطرة على الضفة الغربية وضمان عدم تحوّلها إلى جبهة قتال ثانية.
5- مؤسسة الدراسات الفلسطينية
أُنشئت عام 1963 في بيروت، وهي أول مؤسسة عربية علمية مستقلة، غايتها التوثيق والبحث العلمي في مختلف جوانب القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، وإطلاع الرأي العام العربي والدولي على حقائق القضية وأبعاد هذا الصراع.
تُعتبر مؤسسة الدراسات الفلسطينية مرجعاً موثوقاً ومصدراً رئيسياً للمعلومات والتحليل المعمّق بشأن قضية فلسطين. ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تنتج مواد معرفية عن كل ما يتعلق بالحرب على غزة مع نظرة على تاريخ الصراع مع الاحتلال.
ومن المنصات التابعة لمؤسسة الدراسات الفلسطينية، يُنصح بتصفّح الموسوعة التفاعلية للقضية الفلسطينية، وهي منصة ضمن مشروعٍ مشترك مع المتحف الفلسطيني، تتبع تاريخ فلسطين الحديث منذ نهاية الحقبة العثمانية وحتى اليوم.
توفر الموسوعة موادها كافة باللغتين العربية والإنجليزية؛ وإضافةً إلى الجمهور، تستهدف الأكاديميين والطلاب والإعلاميين والجمهور، وتسعى إلى أن تقدم الفلسطينيين كما هم -حسب وصفها- "أناساً فاعلين ومبادرين، وليسوا مجرد ضحايا".