ما زالت قضية الدولي الجزائري ولاعب نيس الفرنسي يوسف عطال، تصنع الحدث في فرنسا والجزائر، بعد توقيفه مؤخراً ثم الإفراج عنه مقابل كفالة بلغت 80 ألف يورو، قبل محاكمته في 18 ديسمبر/كانون الأول 2023.
وتمت متابعة يوسف عطال، الذي يعيش في فرنسا، بسبب تضامنه مع المدنيين في غزة، ونشره فيديو على حسابه في الإنستغرام للداعية الفلسطيني محمود حسنات.
وأخذت قضية المدافع الأيمن لفريق كرة القدم الجزائري حيزاً كبيراً من الاهتمام لدى الإعلام والجمهور الرياضي الجزائري، كما حملت عدة تساؤلات عن دور السلطات الجزائرية السياسية والرياضية المتمثلة في الاتحاد الجزائري لكرة القدم.
ماذا حصل بين يوسف عطال والاتحاد الجزائري؟
وحسب مصادر مطلعة لـ"عربي بوست"، فإن رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم وليد صادي، تحدث مع يوسف عطال قبل مباراة مصر الودية بأبوظبي بعد توعد عمدة نيس بمتابعته قضائياً عقب نشر اللاعب الجزائري فيدو عبر خاصية "ستوري" على حسابه بموقع إنستغرام يعبر عن تضامنه مع غزة، حيث تحدث صادي عن استعداد الاتحاد لتقديم المساعدة له.
وأضافت المصادر أن عطال أخبر صادي بأنه سيحل الموضوع ودياً مع العمدة والنادي، ولا يريد تضخيم القضية تفادياً لاستغلال اليمين الفرنسي المتطرف للقضية وجعلها قضية رأي عام، وهو ما دأب عليه خاصة إذا ما تعلقت القضية بمواطن جزائري على حد تعبيره.
وفعلاً قام عطال بتنزيل اعتذار كما طلب عمدة نيس، أوضح فيه أنه ضد العنف، وأنه ضد القتل، متمنياً أن تتوقف الحرب ويعم السلام، ولم يشفع هذا الاعتذار للاعب المنتخب الجزائري، حيث تمت متابعته قضائياً كما تم إيقافه عن اللعب مع النادي لسبع مباريات كاملة.
وقالت مصادر مطلعة من محيط عطال لـ"عربي بوست" إن اللاعب ندم على رفضه مساندة الاتحاد الجزائري لكرة القدم منذ البداية، وأنه أخطأ التقدير حين اعتقد أن بوسعه السيطرة على القضية ودفنها في مهدها بمجرد حذف ما نشره وتقديم الاعتذار.
ويعتقد اللاعب الجزائري أن تدخل الاتحاد مع بداية الأزمة كان يمكن أن يشكل ضغطاً إيجابياً يجنبه التصعيد الفرنسي ضده.
لماذا يوسف عطال؟
ينشر الكثير من المشاهير واللاعبون في فرنسا صوراً عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، يعبرون فيها عن تضامنهم مع غزة، ولكنهم لم يتعرضوا لما تعرّض له اللاعب الجزائري، فما السبب؟
ويعتقد كثير من المتابعين لقضية عطال أن سبب متابعته كانت الصورة التي نشرها عقب مباراة المنتخب الجزائري والرأس الأخضر الودية، وهو يتوشح علم فلسطين.
لكن في الحقيقة أن سبب المتابعة هو الفيديو الذي شاركه عبر حسابه بموقع إنستغرام ثم حذفه، وهو دعاء للداعية الفلسطيني محمود الحسنات، يدعو فيه على اليهود وليس إسرائيل، وهو ما تم استغلاله في المتابعة القضائية، حيث وُجهت إليه تهم التحريض على الكراهية.
وقالت مصادر لـ"عربي بوست" إن الاتحاد الجزائري أدرك خطورة القضية وتحرك مع السلطات الدبلوماسية في فرنسا، ووكل هيئة دفاع من محامين وقانونيين على أعلى مستوى من أجل الدفاع عن عطال وتبرئته من التهمة المنسوبة إليه.
وفي السياق قال الناطق باسم الاتحاد الجزائري لكرة القدم صالح باي عبود للإذاعة الجزائرية، إن هناك عملاً تم القيام به في الخفاء من طرف الجهات الوصية، والتي سمحت للاعب الدولي الجزائري بتفادي مأساة أخرى دون أن يكشف تفاصيل عن ذلك.
تضامن كبير
وحظي المدافع الأيمن لمحاربي الصحراء بتضامن كبير من رفقائه في المنتخب، وعلى رأسهم قائد المنتخب رياض محرز، الذي كتب على حسابه بموقع إنستغرام "كن قوياً عطال، كل الدعم في محنتك غير المنطقية" .
كما تضامن مع عطال جميع زملائه في المنتخب، مثل إسلام سليماني وراميز زروقي وسفيان فيغولي وفارس شايبي، كما نال لاعب نيس الفرنسي تعاطفاً من لاعبين من تونس والمغرب ومختلف البلدان العربية.
أما أكبر الدعم، فقد تحصّل عليه عطال من مدربه جمال بلماضي، الذي أشركه في مباراتين مهمتين لحساب تصفيات كأس العالم 2026 كأساسي، رغم تعرّضه للعقوبة مع ناديه، حيث لا يشارك في مباريات الدوري منذ أكثر من شهر.