استعرضت الأسيرة الفلسطينية المحررة إسراء الجعابيص، أمام زوارها في منزلها بمدينة القدس، الأحد 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، مشغولات يدوية أنجزتها أثناء وجودها في سجون الاحتلال الإسرائيلي، رغم الحروق البالغة في كلتا يديها والتي أصيبت بها بعد إطلاق قوات الاحتلال النار عليها قبل سنوات.
"تلفزيون فلسطين" الحكومي بث مقطع فيديو التقطته إحدى زائراتها، وسألتها فيه عن عمل فني جميل مشغول على القماش كانت تفرده أمام الحاضرين، فأجابت الجعابيص بأنها مَن أنجزته.
أعرب الحضور عن إعجابهم به وبغيره من مشغولات يدوية أنجرتها بيديها، اللتين تظهر في الفيديو إصاباتهما الجسيمة جراء حروق أدت إلى تآكل جزء من أطرافها؛ بسبب إطلاق قوات إسرائيليةٍ النار عليها في عام 2016.
وفجر الأحد، وصلت الجعابيص إلى منزلها في بلدة جبل المكبر، جنوب مدينة القدس، وسط تشديد أمني إسرائيلي، بعد الإفراج عنها ضمن صفقة تبادل أسرى بين الاحتلال وحركة "حماس"، كجزء من اتفاق هدنة إنسانية مؤقتة بين الجانبين، بدأ في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، ويستمر 4 أيام قابلة للتمديد.
قبل الإفراج عنها، اشترطت الشرطة الإسرائيلية، ليل السبت/الأحد، إخلاء منزل الجعابيص، من الصحفيين لمنع مظاهر الاحتفال بخروجها من سجون الاحتلال، وقالت الأسيرة المحررة، في أول حديث لها أمام وسائل الإعلام بعد تحررها، أمس السبت: "نخجل أن نفرح وفلسطين كلها جريحة".
قضت الجعابيص 7 سنوات داخل السجون الإسرائيلية، من أصل 11 سنة قضت المحكمة الإسرائيلية بها، وهي واحدة من 6 أسيرات شملهن اتفاق تبادل الأسرى بين "حماس" والاحتلال، ضمن "الدفعة الثانية".
في 11 أكتوبر/تشرين الأول 2015 وفي أثناء عودة إسراء من مدينة أريحا إلى القدس، وقرب حاجز الزعيم تعطلت سيارتها، فأطلقت قوات الاحتلال النيران على السيارة، مما أدى إلى انفجار أسطوانة غاز كانت فيها ونشوب حريق كبير، وفقاً لما أوردته عائلتها عن تفاصيل الحادثة.
تعرضت إسراء نتيجة ذلك لحروق تراوحت بين الدرجتين الأولى والثالثة طالت 50% إلى 60% من جسدها، وفقدت أصابع يديها كافة، وتشوه وجهها، والتصقت أذناها برأسها، وفقدت قدرتها على رفع يديها نتيجة لالتصاقات الجلد في مناطق مختلفة.
لكن سلطات الاحتلال اعتقلتها بتهمة محاولة قتل جندي إسرائيلي، وحكمت عليها بالسجن 11 عاماً، ومنعتها من تلقي العلاج الذي تحتاجه، وتعمدت إهمالها على الرغم من حاجتها لثماني عمليات جراحية.
كما منع الاحتلال عن الأسيرة المحررة المسكنات والأدوية التي تحتاجها، واكتفت السلطات بتوفير مرهم لتبريد الحروق لا تزيد سعته على 20 ملم يصرف لها كل 3 أيام، وهي كمية قليلة لا تكفي لتغطية كافة مناطق الحروق في جسد إسراء.
حاولت عائلة إسراء عن طريق مؤسسات إنسانية محلية ودوليةٍ الحصول على إذن لإدخال طبيب لمعالجة ابنتهم متكفلين بكافة المصاريف، لكن إدارة السجون الإسرائيلية رفضت ذلك، وقد أطلق الناشطون عدة حملات إلكترونية، ونشروا عدة وسوم على موقع "إكس"؛ في محاولة للإفراج عنها، لكن كل المحاولات قوبلت بالرفض.
يُشار إلى أن اتفاق الهدنة الإنسانية يتضمن إطلاق سراح 50 أسيراً إسرائيلياً من غزة، مقابل إطلاق سراح 150 أسيراً فلسطينياً من السجون الإسرائيلية، إلى جانب إدخال مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات والوقود إلى كافة مناطق القطاع.
ولمدة 48 يوماً حتى 23 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، شن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلّفت 14 ألفاً و854 شهيداً فلسطينياً، بينهم 6 آلاف و150 طفلاً وما يزيد على 4 آلاف امرأة، إضافة إلى أكثر من 36 ألف جريح، بينهم ما يزيد على 75% أطفال ونساء، وفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.