قال مستشار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، طاهر النونو، إن هناك العديد من الخروق للاتفاق من قِبل الجانب الإسرائيلي في الهدنة التي بدأت الجمعة وتستمر 4 أيام، مشيراً إلى أن حماس منفتحة على مقترحات الوسطاء، ومستعدة للبحث بشكل جاد للتوصل إلى صفقات جديدة.
وأوضح النونو لقناة الجزيرة الفضائية، السبت 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أن الاحتلال الإسرائيلي خرق الاتفاق عبر إطلاق النار في أكثر من موقع بغزة، مما أدى إلى استشهاد اثنين، مشيراً إلى أن إسرائيل لم تلتزم بالمعايير التي اتفق عليها لإطلاق الأسرى.
النونو أضاف أيضاً أن الاحتلال لم يلتزم بالبنود المتعلقة بإدخال الشاحنات، لافتاً إلى أنه إذا لم يلتزم بإيصال المساعدات إلى شمال غزة، فإن ذلك يهدد الاتفاق برمّته.
كما أشار مستشار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس: "ما زلنا نراقب بنود الاتفاق، ونوجّه رسالة إلى الاحتلال والأمم المتحدة بأن أي أعذار غير مقبولة".
اقرأ أيضاً
"صفقات جديدة"
في السياق ذاته، قال النونو: "منفتحون على دور الوسطاء، ومستعدون للبحث بشكل جاد للتوصل إلى صفقات جديدة"، موضحاً: "قدمنا أموراً لم تكن مشمولة بالصفقة، مثل إطلاق سراح التايلانديين.
كما جدد النونو "أن كلام الاحتلال عن إعادة احتلال غزة خداع، وحماس موجودة ومتأصلة في الشعب الفلسطيني".
ودخلت الهدنة المؤقتة في قطاع غزة يومها الثاني، والتي يستمر بموجبها وقف إطلاق النار بعد 7 أسابيع من القصف الإسرائيلي العنيف على القطاع المحاصَر، فيما يتواصل بالتوازي مع ذلك تدفق الشاحنات المحمّلة بالمواد الإغاثية والوقود بوتيرة أكبر عبر معبر رفح البري.
ويترقب السبت أن يتم الإعلان عن الدفعة الثانية من الأسرى الفلسطينيين والمحتجزين الإسرائيليين المفرَج عنهم، وذلك بموجب اتفاق الهدنة الإنسانية في غزة، الذي توصلت إليه إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" بوساطة دولة قطر، وجمهورية مصر العربية، والولايات المتحدة الأمريكية.
وينص الاتفاق الخاص بالهدنة بشكل عام على تبادل 50 من الأسرى من النساء المدنيات والأطفال في قطاع غزة في المرحلة الأولى، مقابل إطلاق سراح عدد من النساء والأطفال الفلسطينيين المحتجَزين في السجون الإسرائيلية، على أن تزيد أعداد المفرَج عنهم في مراحل لاحقة من تطبيق الاتفاق.
كما تسمح الهدنة، التي تستمر 4 أيام قابلة للتجديد، بدخول عدد أكبر من القوافل الإنسانية والمساعدات الإغاثية، بما فيها الوقود المخصص للاحتياجات الإنسانية.
وقد جرى الجمعة تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، حيث تم إطلاق سراح أول 39 امرأة وطفلاً فلسطينياً من السجون الإسرائيلية، ولمّ شملهم مع عائلاتهم، كما أفرجت حركة "حماس" عن 13 أسيراً إسرائيلياً من أطفال ونساء، ضمن صفقة التبادل.
وتُعد هذه الهدنة الأولى من نوعها منذ بدء العدوان الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي، والذي أسفر حتى الآن عن استشهاد أكثر من 15 ألف فلسطيني، بينهم 6150 طفلاً، وأكثر من 4 آلاف امرأة، بالإضافة إلى أكثر من 36 ألف جريح.
وقد شهد سكان قطاع غزة، الجمعة، مع بدء سريان الهدنة، أول ليلة خالية من القصف الإسرائيلي المدمر منذ 7 أكتوبر الماضي، وسط آمال بأن تكون مقدمة لإنهاء هذا العدوان.