وجّه ناشط إسرائيلي أمريكي وخبير بشؤون الأسرى، انتقادت لاستراتيجية تل أبيب في التفاوض مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس"، مشيراً إلى أن "هذه هي المفاوضات الأكثر غرابة لأنك تتفاوض بشكل أساسي مع الأشخاص الذين تخطط لقتلهم"، بحسب ما نقلت صحيفة The Times البريطانية.
حيث قال غيرشون باسكن، الذي ساعد في تحرير جلعاد شاليط، الجندي الإسرائيلي الذي ظل في الأسر لمدى خمس سنوات حتى أُطلِقَ سراحه عام 2011، إنه "ليس هناك اتفاق حتى يتم التوصل إلى اتفاق".
ويضيف: "ليس هناك اتفاق حتى يتم ذلك فعلياً ويأتي الرهائن عبر الحدود من غزة إلى الحرية"، في حين تشير صحيفة "التايمز" إلى أن أي إسرائيلي لا يعرف طبيعة الحديث مع حماس أكثر من باسكن.
والأربعاء 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أعلنت دولة قطر نجاح جهود الوساطة المشتركة مع مصر والولايات المتحدة بين إسرائيل وحركة حماس، والتي أسفرت عن التوصل إلى اتفاق سيتم الإعلان عن توقيت بدئه خلال 24 ساعة.
وعبّر باسكن عن انزعاجه أيضاً من الافتراضين اللذين تعتمدهما الحكومة؛ حول أن الضغط العسكري سوف يعيد المزيد من الأسرى بسرعة أكبر، وأن الدافع الأساسي ليحيى السنوار، زعيم حماس، هو بقاؤه السياسي.
حيث يقول: "كلا الافتراضين مجرد مقامرة، وهما مؤشر على مدى ضآلة فهم كل جانب للآخر" على حد قوله.
أضاف: "لا أتفق أبداً مع كلا الافتراضين"، لافتاً إلى أن رئيس حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، وهو أكبر أسير من حماس لدى إسرائيل، أُطلِقَ سراحه مقابل شاليط، وعندما أُفرِجَ عنه قال: "لقد تركت رفاقي خلفي وأعد الآن بأنني سأطلق سراح جميع الأسرى".
وأردف باسكن: "هذه هي مهمة حياته. يعلم السنوار جيداً أنه سيُقتل، لكن مهمته قبل أن يموت هي تحرير السجناء"، وفق تعبيره.
تفاصيل صفقة الأسرى
وكانت حماس أكدت، في وقت سابق، التوصل لاتفاق هدنة، يشمل وقف إطلاق النار من الطرفين، ووقف كل الأعمال العسكرية لجيش الاحتلال في كافة مناطق قطاع غزة، ووقف حركة آلياته العسكرية المتوغلة في قطاع غزة.
كما أكدت حماس أن الاتفاق يشمل إدخال مئات الشاحنات الخاصة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود، إلى كل مناطق قطاع غزة بلا استثناء شمالاً وجنوباً.
وأوضحت حماس أن الأسرى الذين سيُفرج عنهم هم دون سن 19 عاماً، وذلك كله حسب الأقدمية.
ويشمل الاتفاق "إطلاق سراح 50 من محتجزي الاحتلال من النساء والأطفال دون سن 19 عاماً، مقابل الإفراج عن 150 من النساء والأطفال من أبناء شعبنا من سجون الاحتلال دون سن 19 عاماً، وذلك كله حسب الأقدمية".
وتتضمن الهدنة أيضاً وقف حركة الطيران في جنوب القطاع على مدار الأيام الأربعة، ووقف حركة الطيران في شماله لمدة 6 ساعات يومياً من الساعة العاشرة صباحاً حتى الساعة الرابعة مساء.
كما شددت حماس على أنه "خلال فترة الهدنة يلتزم الاحتلال بعدم التعرض لأحد أو اعتقال أحد في كل مناطق قطاع غزة"، فضلاً عن ضمان حرية حركة الناس من الشمال إلى الجنوب على طول شارع صلاح الدين (شرق القطاع).
وختمت الحركة الفلسطينية بيانها بالقول إنه "في الوقت الذي نعلن فيه التوصل لاتفاق الهدنة، فإننا نؤكد أن أيدينا ستبقى على الزناد، ونَعِدُ شعبنا بأنَّنا سنبقى الأوفياء لدمائهم وتضحياتهم وتطلعاتهم في التحرير والحرية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".