أعلنت مملكة بليز، إحدى دول منطقة الكاريبي، في 15 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، عن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، بسبب هجماتها المتواصلة على قطاع غزة، وأفادت حكومة بليز بأنها اتخذت قرارها بقطع العلاقات مع إسرائيل، لأن الأخيرة لم تقبل دعوات وقف إطلاق النار، ومنعت دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأضافت أنه "رغم مطالبنا لم تضع إسرائيل حداً لانتهاكاتها الدولية لحقوق الإنسان، ولم تسمح في الوقت نفسه لفرق الإغاثة بالدخول للتخفيف من معاناة سكان غزة، ولهذا السبب قررنا تنفيذ سلسلة من التدابير".
اقرأ أيضاً
سكنتها حضارة المايا لأوّل مرة، وتصارعت عليها إسبانيا وبريطانيا لعقود طويلة
استقرت حضارة المايا القديمة في المنطقة حوالي 10 قرون قبل الميلاد، ليكونوا بذلك أوّل سكان لمملكة بليز، وخلالها بنت حضارة المايا مدناً رائعة، وأنشأت مجتمعاً متطوراً يتمتع بنظام متطور للغاية في الكتابة والفن والرياضيات وعلم الفلك، في بليز.
في القرن السادس عشر وصل الإسبان إلى أمريكا الوسطى، وشرعوا في غزوها، ومع ذلك، وبسبب مقاومة المايا بشدة للغزو الإسباني، لم تُقم إسبانيا وجوداً قوياً في المنطقة التي تُعرف الآن باسم مملكة بليز.
من ناحية أخرى، أنشأ البريطانيون بدءاً من القرن السابع عشر عدة مستوطنات بالمنطقة، من أجل استغلال موارد الغابات مثل خشب الجذوع.
وفقاً لـbelizeadventure في البداية جلب البريطانيون العبيد الأفارقة للعمل في صناعة الأخشاب، وبدأ استقرارهم في بليز يأخذ منحى تصاعدياً.
مع نمو المستوطنات البريطانية هاجم الإسبان بليز عدة مرات، في محاولة للاحتفاظ بأراضيهم، حتى تلقوا هزيمة كبيرة على يد البريطانيين عام 1798، فيما يُعرف باسم معركة سانت جورج كاي، والتي صارت بموجبها مملكة بليز مستعمرةً بريطانية خالصة.
اقرأ أيضاً
هندوراس البريطانية التي استقلت قبل 41 سنة
عُرفت بليز لفترةٍ طويلةٍ باسم هندوراس البريطانية حتى عام 1973، بحكم أنها كانت آخر مستعمرة بريطانية في البر الرئيسي الأمريكي، إذ بقيت هذه المستعمرة تحت الحكم البريطاني منذ القرن السابع عشر وحتى ثمانينيات القرن الماضي، وذلك وفقاً للموسوعة البريطانية.
إذ تم الاعتراف بالمنطقة رسمياً مستعمرةً للتاج البريطاني، وسُميت هندوراس البريطانية منذ العام 1862، وتعد سانت جورج كاي ومدينة بليز أمثلة على المستوطنات البريطانية الأولى.
وقد تميز مسارها الطويل نحو الاستقلال بحملة دولية فريدة من نوعها- حتى عندما كانت لا تزال مستعمرة بريطانية- ضد المطالبات الوحدوية لجارتها غواتيمالا.
خلال الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين شهدت هندوراس البريطانية زيادةً في النشاط السياسي، مصحوبةً بدفعة قوية للتحرر من الحكم البريطاني.
وأدى هذا الجهد إلى تحقيق "الحكم الذاتي" في عام 1964، وبلغ ذروته في نهاية المطاف بالاستقلال الكامل عن المملكة المتحدة، في 21 سبتمبر/أيلول 1981، لكنها احتفظت بارتباطها التاريخي بالمملكة المتحدة من خلال عضويتها في الكومنولث، كما أنها الدولة الوحيدة في المنطقة التي تتحدث اللغة الإنجليزية.
مع ذلك، وفي إشارة إلى الانفصال عن ماضيها الاستعماري، تم تغيير اسم البلاد رسمياً إلى بليز، ويعتقد أن الاسم له أصول لحضارة المايا، نابعة من كلمة "باليكس"، والتي تعني "المياه الموحلة" في لغة المايا، في إشارة إلى نهر بليز، إذ كان الهدف من الارتباط بتاريخ السكان الأصليين في المنطقة هو عكس التراث والهوية المتنوعة للأمة، ولعلَّ هذا النزاع يكون أحد الأسباب التي دفعت مملكة بليز إلى قطع علاقاتها مع إسرائيل، التي تحاول محو أي ارتباط عربي فلسطيني بالأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو الأمر نفسه الذي عاشته بليز مع الاحتلال البريطاني.