كشف الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني (حكومي)، الخميس 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أن 807 آلاف شخص ما زالوا يقيمون في محافظتي غزة وشمال غزة، في حين نزح نحو 400 ألف نسمة إلى محافظات وسط وجنوب القطاع، في وقت قالت فيه منظمة الصحة العالمية إنها تشعر بقلق بالغ من انتشار الأمراض في قطاع غزة؛ حيث تسبب القصف الإسرائيلي المستمر منذ أسابيع في تكدس السكان في الملاجئ مع نقص شديد في الغذاء والمياه النظيفة.
ريتشارد بيبركورن، ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية، قال: "نشعر بقلق بالغ بخصوص انتشار الأمراض عند حلول موسم الشتاء"، وأضاف أنه جرى رصد أكثر من 70 ألف حالة عدوى تنفسية حادة وما يربو على 44 ألف حالة إسهال في القطاع المكتظ بالسكان، مشيراً إلى أن الأعداد أعلى بكثير من المتوقع.
وفي وقت سابق، حذرت حركة حماس من استمرار الوضع الكارثي بقطاع غزة، وأكدت أن المياه الصالحة للشرب في القطاع المُحاصر، مفقودة بنسبة تزيد على 90٪، في حين أكدت منظمة الصحة العالمية أنها وثقت 108 هجمات على المرافق الصحية بغزة.
القيادي في الحركة، باسم نعيم، قال في مؤتمر صحفي بالعاصمة اللبنانية بيروت: "نحذّر من استمرار الوضع الكارثي في غزة، حيث إن المياه الصالحة للشرب مفقودة بنسبة تزيد على 90٪، ما يدفع المواطنين إلى استخدام مياه ملوثة، أو مياه البحر أحياناً على قلتها، ما سيتسبب في تفشي الأمراض والأوبئة".
نعيم أضاف أنهم يُحمّلون وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" وإدارتها "مسؤولية النكبة الإنسانية، خاصة لسكان مناطق مدينة غزة وشمالها، والتي انصاعت لإملاءات الاحتلال، وخرجت من مواقعها وتخلت عن مسؤولياتها، تجاه مئات الآلاف من السكان واللاجئين وتركتهم دون مأوى أو غذاء أو ماء أو علاج، رغم أنها مكلفة برعاية وحماية أكثر من 70٪ من قطاع غزة، وهم اللاجئون".
أكثر من 800 ألف فلسطيني في شمال غزة
وبالتزامن كشف مركز الإحصاء الفلسطيني في بيان له: "قُدر عدد السكان المقيمين في محافظتي غزة وشمال غزة حتى مساء 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 بـ 807 آلاف فرد، يمثلون نحو 152 ألف أسرة، وذلك من أصل 1.2 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في تلك المحافظات عشية عدوان الاحتلال (الإسرائيلي)".
وأضاف أن العدد يعني أن "نحو ثلثي سكان محافظتي الشمال ما زالوا يقيمون في مناطق شمال القطاع، في حين نزح نحو ثلث سكان محافظتي الشمال، أي ما يقارب 400 ألف نسمة إلى محافظات وسط وجنوب قطاع غزة"، مشيراً إلى أن "وجود الفلسطينيين الذين ما زالوا يقيمون في محافظتي غزة والشمال يتركز في تجمعات: أم النصر، القرية البدوية، بيت لاهيا، بيت حانون، جباليا ومخيمها، مخيم الشاطئ، مدينة غزة، مدينة الزهراء، المغراقة، وجحر الديك".
وذكر أنه عمل على إعداد تقديرات لأعداد المواطنين المقيمين في محافظتَي غزة وشمال غزة "وفق أسس تستند على مجموعة بيانات فعلية رصدت الواقع في قطاع غزة قبل وأثناء العدوان على القطاع، باستخدام بيانات شركات الاتصالات الفلسطينية ووزارة الاتصالات".
ومنذ 41 يوماً، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت 11 ألفاً و500 شهيد، بينهم 4710 أطفال و3160 امرأة، فضلاً عن 29 ألفاً و800 مصاب، 70% منهم أطفال ونساء، وفق مصادر رسمية فلسطينية.