عقد الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينغ، الأربعاء 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، اجتماعاً في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية، هو الأول لهما منذ عام، بحثا فيه العلاقات المتوترة بين الجانبين، حيث تشوبها العديد من المسائل الشائكة، إلى جانب مناقشة قضايا دولية مثل تايوان وإيران والحرب على غزة.
وأكد بايدن خلال بداية الاجتماع على أن لقاءاته مع نظيره الصيني "كانت دائماً صريحة ومباشرة ومفيدة"، بينما قال شي إنه يتطلع لإجراء محادثات "معمقة" مع بايدن.
شي "ديكتاتور"
مع ذلك فإن بايدن لم يتردد بإعادة وصف نظيره الصيني بأنه "ديكتاتور"، حيث قال في مؤتمر صحفي عقده منفرداً بعد لقاء دام 4 ساعات، إنه لم يغير وجهة نظره بأن الرئيس شي "ديكتاتور في الواقع"، وهو تصريح من المرجح أن يلقى صدى في بكين، بعد قمة مباشرة بين الزعيمين إثر أشهر من التحضيرات.
حيث سئل بايدن في نهاية المؤتمر الصحفي عما إذا كان لا يزال يرى أن شي ديكتاتور، وهو ما سبق أن قاله في يونيو/حزيران الماضي، ليردّ بايدن "انظر، إنه كذلك، إنه ديكتاتور بمعنى أنه رجل يدير دولة شيوعية تقوم على شكل حكومة مختلف تماماً عن نظامنا".
ولم يصدر على الفور رد فعل من الوفد الصيني، الذي جاء إلى الولايات المتحدة لحضور قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي في سان فرانسيسكو.
وعندما صدرت تصريحات مماثلة عن بايدن في يونيو/حزيران، وصفتها الصين بأنها سخيفة واستفزازية، لكن الخلاف لم يمنع الجانبين من إجراء محادثات موسعة تهدف إلى تعزيز العلاقات المتوترة.
تايوان القضية الأخطر
خلال المباحثات التي جاءت بعد أشهر من التحضيرات والتوتر، ركّز الرئيس الصيني على ملف تايوان، التي تعتبرها بكين جزءاً من أراضيها، وقال لنظيره الأمريكي إن تايوان هي "القضية الأكبر والأخطر في العلاقات الأمريكية الصينية"، وفق ما أفاد به مسؤول أمريكي كبير الصحفيين.
ونقل المسؤول عن شي قوله إن الصين تفضّل إعادة توحيد سلمية مع جزيرة تايوان التي تقول بتبعيتها لها، لكنها تواصل الحديث عن الظروف التي يمكن فيها استخدام القوة.
في الوقت ذاته، أفاد المسؤول الأمريكي أن بايدن طلب من الصين أن تستخدم ثقلها لدى إيران، وأن تحثها على تجنب الخطوات التي يمكن اعتبارها "استفزازية" في الشرق الأوسط.
أضاف المسؤول أن مسؤولين صينيين ينخرطون في مناقشات مع إيران بشأن المخاطر بالمنطقة.
المنافسة لا النزاع
بدور، لخّص بايدن الرهان من لقائه شي بعبارة واحدة "التأكد من عدم تحول المنافسة إلى نزاع"، فيما حذّر شي من التداعيات "التي لا تحتمل" لأي مواجهة بين القوتين العظميين، وفق "فرانس 24".
وعبر مصافحة بينهما عند مدخل مقر يقع في ريف ولاية كاليفورنيا، استأنف الرئيسان مساراً حوارياً بينهما توقف منذ أكثر من عام.
ولم يتحادث الزعيمان بشكل مباشر منذ اجتماع طويل عقداه على هامش قمة مجموعة العشرين في بالي، وتخلل هذه الفترة توتر متنامٍ بين البلدين.
وجلس الرئيس الأمريكي إلى طاولة خشبية طويلة قبالة نظيره الصيني يحيط به وفده، ودعا في تصريح مقتضب إلى إدارة المنافسة بشكل "مسؤول".
من جانبه، اعتبر شي أن من واجب الصين والولايات المتحدة "ألا يدير أحدهما ظهره للآخر"، وقال إن "الكوكب كبير بما يكفي ليزدهر بلدانا"، في ظل تنافس حاد بين واشنطن وبكين على الصعد الاقتصادية والتكنولوجية والاستراتيجية والعسكرية.
في حين دعا بايدن إلى بذل "جهود مشتركة" لمكافحة تهريب المخدرات والتعامل بحكمة مع الذكاء الاصطناعي.
وحرص كل من الرجلين على التذكير بأن علاقتهما بدأت قبل أن يصل الرئيس الديمقراطي (80 عاماً) إلى البيت الأبيض، فيما أكد بايدن: "لقاءاتنا كانت دائماً صريحة ومباشرة ومفيدة"، مضيفاً: "من الحيوي أن يفهم كل منا الآخر بوضوح"، وردّ شي "أؤمن بشدة بمستقبل واعد للعلاقة الثنائية".