تظاهر المئات من المصريين والعرب والأتراك أمام القنصلية المصرية في مدينة إسطنبول التركية مساء يوم الثلاثاء 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، مطالبين السلطات المصرية بفتح معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة والسماح بدخول كامل المساعدات الإنسانية والتي يحتاج إليها القطاع في ظل الحرب الإسرائيلية المشتغلة والمستمرة منذ أكثر من شهر وخلفت آلاف الشهداء وعشرات الآلاف من المصابين والنازحين.
ندد المتظاهرون بموقف السلطات المصرية من الأزمة في غزة، واتهموا الحكومة المصرية بإغلاق معبر رفح في وجه المساعدات الإنسانية وهاجم المتظاهرون الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وحمَّلوه مسؤولية استشهاد الآلاف في قطاع غزة.
مطالب بفتح معبر رفح
تزامن ذلك مع تسلم سفارة مصر في عمّان بياناً موجهاً لجمهورية مصر العربية ممثلة بسعادة السفير محمد سمير مرزوق. يأتي هذا البيان كجزء من تحرك عالمي لفتح معبر رفح بشكل دائم ومباشر، دون شرط أو تدخل إسرائيلي أو أمريكي أو أوروبي، بما يسمح بدخول المساعدات الإنسانية والوفود الطبية وخروج المرضى والحالات الإنسانية لمصر وخارجها.
تضمن الوفد الذي سلم البيان في عمّان قياديات من اتحاد المرأة الأردني، ومن أحزاب أردنية، وجمعية النساء العربيات، وطبيبات من مجلس نقابة الأطباء الأردنية، ومدافعات عن حقوق الإنسان أردنيات.
وقع على البيان أكثر من ألف من الساسة والنقابيين والأطباء وقادة مجتمع مدني ونشطاء، ومن بينهم من الأردن: عمر الرزاز ومروان المعشر وإبراهيم نصر الله وناديا شمروخ وعازم القدومي وزياد الزعبي، ومن فلسطين شخصيات مثل حنان عشراوي وحنين الزعبي وعمر البرغوثي وناديا حبش وأمل خريشة ومي عودة، وشخصيات ذات وزن من 43 دولة أخرى.
مصر تنفي إغلاق معبر رفح
في المقابل أكدت مصر أن معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة، "مفتوح ولم يتم إغلاقه في أي مرحلة من بداية الأزمة بالقطاع"، مشددة على أن إسرائيل هي من "تعيق دخول المساعدات".
جاء ذلك في بيان للمتحدث باسم الخارجية المصرية، الإثنين، السفير أحمد أبو زيد، قال إنه "رداً على ادعاءات يتم الترويج لها".
ومعبر رفح المصري هو الوحيد المتصل بالقطاع الذي يواجه منذ 38 يوماً قصفاً إسرائيلياً، وتعبر من خلاله شاحنات مساعدات إغاثية عربية ودولية، وصلت عبر مطار العريش الدولي القريب من المعبر.
وقال أبو زيد: "معبر رفح مفتوح ولم يتم إغلاقه في أي مرحلة من المراحل منذ بداية الأزمة في قطاع غزة". وأضاف: "من يعيق دخول المساعدات إلى قطاع غزة هو الجانب الإسرائيلي من خلال الإجراءات والشروط المعيقة والمبررات الواهية".
وأعرب متحدث الخارجية المصرية عن "الاستنكار الشديد لكل الادعاءات التي يتم الترويج لها بخلاف ذلك". ودعا من "يروج أو يدعى بغلق المعبر، إلى الرجوع إلى البيانات الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة ومسؤولي الإغاثة الدولية الذين قاموا بزيارة المعبر".
وقال متحدث الخارجية المصرية، إن تلك البيانات الأممية والدولية "أكدت جميعها أن الجانب المصري قام بكل الإجراءات التي تكفل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع بأسرع وقت وبشكل مستدام".
وأوضح أن "الإجراءات الإسرائيلية المعيقة هي السبب في تأخر وصول المساعدات إلى مستحقيها من أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة".
ومنذ 39 يوماً، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت أوضاعاً إنسانية وصحية كارثية، إذ نزح نحو 1.5 مليون نسمة من أصل 2.3 مليون من منازلهم جراء القصف المتواصل ومنع إمدادات الغذاء والماء والأدوية والكهرباء والوقود.