دان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في بيان له يوم الثلاثاء 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بأشد العبارات، استخدام الجيش الإسرائيلي مسناً فلسطينياً -تعرض لإعدام ميداني- في دعايته حول "الممر الآمن" للنزوح إلى منطقة جنوب وادي غزة، وذلك للتغطية على ارتكابه جرائم وفظائع مروعة بحق النازحين.
وتابع الأورومتوسطي نشر الجيش الإسرائيلي صورة تظهر أحد جنوده وهو يتحدث مع المسن "بشير حجي" (79 عاماً) من سكان حي الزيتون في مدينة غزة، أثناء عبوره طريق "صلاح الدين" الرئيسي للادعاء بمساعدته المدنيين الفلسطينيين وتوفير الحماية لهم أثناء نزوحهم.
إسرائيل تنفذ عملية إعدام ميداني بحق فلسطيني
وثق المرصد تعرض المسن "حجي" لحالة إعدام ميداني صباح يوم الجمعة 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 بما يكشف عملية تزييف الحقائق التي يمارسها الجيش الإسرائيلي بشكل صارخ.
وأفادت "هالة حجي" وهي حفيدة المسن "حجي" لفريق الأورومتوسطي بأن جدها الذي ظهر في صورة نشرها الجيش الإسرائيلي، قد تعرض للقتل العمد بإطلاق عدة أعيرة نارية عليه في منطقة الرأس والظهر وإعدامه خلال عبور طريق النزوح بطريقة بشعة.
وسبق أن وثق الأورومتوسطي عشرات حالات إعدام الجيش الإسرائيلي نازحين فلسطينيين باستهدافهم بإطلاق الرصاص الحي وفي بعض الأحيان بقذائف مدفعية بغرض القتل العمد خلال محاولتهم النزوح بطلب إسرائيلي إلى منطقة جنوب وادي غزة.
ويجدد المرصد الأورومتوسطي مطالبته الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية بفتح تحقيق عاجل ومستقل في جرائم الإعدام التي تعرض ولا يزال لها نازحون فلسطينيون ومحاسبة مرتكبيها ومن أصدر الأوامر بشأنها لإنصاف الضحايا.
جدير بالذكر أن إحدى النازحات الفلسطينيات إلى مستشفى ناصر جنوب قطاع غزة، قد سبق أن قالت إن الجيش الإسرائيلي "تعمد" إذلالهم أثناء خروجهم من غزة، باتجاه الجنوب عبر "الممرات الآمنة".
وأضافت: "عناصر الجيش الإسرائيلي طلبوا منا الخروج عبر الممر الآمن، من الساعة التاسعة إلى الساعة العاشرة بتوقيت فلسطين (من شمال قطاع غزة إلى جنوبه)".
وأوضحت أنه "أثناء سيرنا طلبوا منا رفع الرايات البيضاء، بعد أن تم تجميعنا، واستهزأوا بنا، وتعمدوا إذلالنا بعدما أطلقوا الرصاص نحونا، واعتقلوا عدداً من الشباب". وأشارت إلى أن "الجيش الإسرائيلي استهدفنا بعد تحركنا عبر الممر الآمن، بصاروخ سقط على بعد أمتار منا".
وبدموع تُعبر عن القهر الشديد، قالت: "زوجي أصيب أثناء النزوح جراء الصاروخ، ونعاني الآن من وضع صعب للغاية لا يمكن تخيله، لأنه كأهوال يوم القيامة".
وتابعت: "لا نعلم إلى أين نذهب، فنحن عائلة مكونة من 40 فرداً، بيننا مريضة بالكلى، وهي تتعالج عادة في مجمع الشفاء الطبي، ولا يمكنها الذهاب بسبب القصف الشديد؛ ما يعرّض حياتها للخطر".
من جانبه، قال نازح آخر للأناضول: "وضعنا مأساوي للغاية، حسبنا الله ونعم الوكيل".
ومنذ 39 يوماً، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت 11 ألفاً و329 قتيلاً بينهم 4.650 طفلاً و3.145 امرأة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول وفق المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة.