طالبت مجموعة من منظمات المجتمع المدني بالولايات المتحدة إدارةَ الرئيس جو بايدن بالتوقف عن تزويد إسرائيل بقذائف المدفعية، في تأكيد للضغوط المتزايدة التي تواجهها واشنطن بسبب دعمها للعدوان الإسرائيلي على غزة، وفق ما نقلت صحيفة The Washington Post الأمريكية، الإثنين 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
وفي رسالة إلى وزير الدفاع، لويد أوستن، أعربت أكثر من 30 منظمة إغاثية وحقوقية ودينية مقرها الولايات المتحدة، مثل منظمة "أوكسفام أمريكا" ومنظمة "العفو الدولية" و"مركز المدنيين في الصراع" (CIVIC)، عن قلقها إزاء اعتزام البنتاغون تزويد قوات الدفاع الإسرائيلية بقذائف مدفعية عيار 155 ملم من مخزون أسلحة أمريكية خاص في إسرائيل.
تقويض حماية المدنيين
وكتبت مجموعة المنظمات في خطابها: "في ظل الظروف الحالية، فإن منح حكومة إسرائيل هذه الذخائر سيقوّض حماية المدنيين، واحترام القانون الإنساني الدولي، ومصداقية إدارة بايدن. وباختصار، من الصعب تصوّر سيناريو يمكن فيه استخدام قذائف مدفعية شديدة الانفجار من عيار 155 ملم في غزة بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني".
وفي خطابها إلى أوستن، نوّهت المنظمات بالظروف الإنسانية شديدة التدهور في غزة، حيث يواجه السكان صعوبة شديدة في الحصول على الغذاء والماء والكهرباء.
وأشارت المنظمات أيضاً إلى تأييد الحكومة الأمريكية للإعلان الدولي لعام 2022 الذي يهدف إلى الحد من استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق الحضرية، وأشارت إلى إطلاق إسرائيل عشرات الآلاف من قذائف المدفعية في صراعاتها السابقة مع حماس في 2008-2009 و2014.
وكتبت المنظمات: "هذه الذخائر تضرب المدارس والأحياء والمستشفيات والملاجئ ومخيمات اللاجئين، ما يسفر عن مقتل وجرح وتشريد عشرات المدنيين. واستخدام الجيش الإسرائيلي في السابق للمدفعية في غزة يؤكد مخاوفنا".
دعم أمريكي عسكري لإسرائيل
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، سارعت إدارة بايدن إلى تقديم الدعم العسكري لإسرائيل، حليفتها الرئيسية في المنطقة وأكبر متلقٍّ للمساعدات العسكرية الأمريكية السنوية منذ عقود، وأرسلت حاملتَي طائرات أمريكيتين إلى المنطقة في محاولة لمنع تفاقم الصراع.
وتشمل المساعدات العسكرية المقدمة منذ الهجوم بموجب برنامج واشنطن للمبيعات التجارية المباشرة قنابل صغيرة القُطر ومعدات لصنع ذخائر موجهة بدقة وذخائر أخرى.
وقال المسؤولون أيضاً إنهم سيقدمون قذائف مدفعية عيار 155 ملم من مخزون احتياطي الحرب في إسرائيل، الذي كان الهدف منه تزويد الجيش الأمريكي بأسلحة جاهزة في المنطقة ولتمكين واشنطن أيضاً من تسليح القوات الإسرائيلية بسرعة.
وفي السابق، استخدمت إدارة بايدن هذا الاحتياطي لتجديد المخزونات الأمريكية في أوروبا، تحت ضغوط الحرب في أوكرانيا، ولا يُعرف إن كانت قذائف 155 ملم قد أُرسلت من هذا الاحتياطي إلى إسرائيل بالفعل.
وتسعى إدارة بايدن للحصول على موافقة الكونغرس على تقديم 14 مليار دولار من المساعدات العسكرية الإضافية للقوات الإسرائيلية وتجديد الأسلحة الأمريكية المقدمة لها في الأسابيع الأخيرة، وفق "واشنطن بوست".
ويعكس هذا الخطاب القلق العام المتزايد إزاء مواصلة العدوان الإسرائيلي على غزة، كما أنه يأتي بعد مذكرة احتجاج داخلية بوزارة الخارجية الأمريكية انتقدت موقف بايدن من العدوان الإسرائيلي على غزة، واتهمته بـ"نشر معلومات مضللة" عن الحرب، وأوضحت أن إسرائيل ارتكبت "جرائم حرب" في غزة.