تواجه العلامات التجارية الأمريكية والأوروبية، ضغوطاً من حملة المقاطعة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، حيث يلجأ المستهلكون إلى البدائل المحلية، احتجاجاً على دعم الحكومات الغربية لإسرائيل التي تشن حرباً مدمرة على قطاع غزة منذ أكثر من شهر، تسببت باستشهاد آلاف المدنيين.
صحيفة The Daily Telegraph البريطانية ذكرت، الأحد 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أن بعض العلامات التجارية الشهيرة بأمريكا، مثل ماكدونالدز وستاربكس وكوكاكولا ودومينوز بيتزا، استهدفت من خلال حملات المقاطعة، إلى جانب شركة بوما الألمانية وسلسلة المتاجر الفرنسية كارفور.
أشارت الصحيفة إلى أنه اعتباراً من هذا الأسبوع، فإن الساسة الأتراك لن يستخدموا بعد الآن مشروب كوكاكولا، ولن يتناولوا وجبات خفيفة من شركة نستله السويسرية الصنع، بعد إزالة العلامات التجارية الغربية من مباني البرلمان.
الجمعية الوطنية الكبرى في تركيا قالت في بيان، إنه "لن تُباع منتجات الشركات التي تدعم إسرائيل في المطاعم والكافيتريات والمقاهي في حرم البرلمان".
كذلك تُشير ملصقات موجودة على أعمدة الإنارة ومحطات الحافلات في إسطنبول، حيث نسبة كبيرة من السكان مؤيدون لفلسطين، إلى أنَّ "ستاربكس تقف إلى جانب إسرائيل"، ويُعتقَد أنَّ هذه الخطوة مستوحاة من الإجراء القانوني، الذي اتخذته شركة القهوة ضد نقابة عمالها لنشرها بياناً مؤيداً للفلسطينيين على الشبكات الاجتماعية.
هذه المقاطعة للعلامات التجارية الكبرى، تعني إعطاء دفعة لبعض العلامات التجارية الإقليمية، ولفتت الصحيفة إلى أن أحد الفائزين الكبار هو صانع المشروب الغازي المصري سبيرو سباتس.
تأسست الشركة عام 1920، وتلاشت شعبية منتجاتها على مر العقود، بينما كانت تكافح للتنافس مع المنتجين الأجانب، لكنها شهدت الآن ارتفاعاً في المبيعات بنسبة 300% نتيجة للمقاطعة، وفقاً لوسائل الإعلام المصرية.
كانت شركة ماكدونالدز قد تعرضت لانتقادات الشهر الماضي، عندما قالت شركة الامتياز الإسرائيلية، إنها تبرعت بآلاف الوجبات المجانية للجنود الإسرائيليين، وفي حين يمكن رؤية أقواس ماكدونالدز الذهبية في جميع أنحاء العالم، لكن مطاعمها العالمية تكون في بعض الأحيان مُدارة بحق امتياز ممنوح لشركات محلية "فرنشايز".
على سبيل المثال، قالت شركة ماكدونالدز في الكويت، في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني، إنها تبرعت بمبلغ 250 ألف دولار (204.532 جنيه إسترليني) للهلال الأحمر الكويتي لجهود الإغاثة في غزة، مضيفة أنها "شركة كويتية 100%، تملكها وتديرها شركة المعوشرجي للتموين، التي تذهب إليها كل أرباحنا".
شركة ماكدونالدز الكويتية قالت أيضاً في بيان، يُظهِر العلم الفلسطيني، على الإنترنت: "ماكدونالدز على المستوى العالمي لا تحصل على أي نصيب من هذه الأرباح. منذ تأسيسنا ونحن نفتخر بهويتنا الكويتية والعربية والإسلامية".
من جانبها، قالت شركة ماكدونالدز إنها "تشعر بالفزع من المعلومات المضللة والتقارير غير الدقيقة المتعلقة بموقفها رداً على الصراع في الشرق الأوسط… نحن لا نمول ولا ندعم أية حكومات متورطة في هذا الصراع".
أضافت أنَّ أفعال الشركاء المحليين أصحاب حق الامتياز "اتخذوها منفردين دون موافقة من ماكدونالدز أو بالاتفاق معها. قلوبنا مع جميع المجتمعات والأسر المتضررة من هذه الأزمة".
ليست هذه هي المرة الأولى التي تقع فيها العلامات التجارية الأمريكية في مرمى النيران مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، ففي السنوات السابقة، أجبر متظاهرون في لبنان وحتى في لندن بعض مقاهي ستاربكس على الإغلاق بسبب اتهامات كاذبة بأنَّ السلسلة تدعم إسرائيل. ونفت الشركة هذه الاتهامات وقالت إنها "منظمة غير سياسية".
في المملكة المتحدة كذلك، تعرضت شركة "ماركس آند سبنسر" مؤخراً لانتقادات بسبب إعلان عيد الميلاد الذي أظهر قبعات الأعياد الحمراء والخضراء والفضية في المدفأة، التي قال بعض الأشخاص على الشبكات الاجتماعية إنها ترمز لعلم فلسطيني محترق.
لكن الشركة قالت إنَّ الإعلان كان يهدف إلى عكس مظاهر الاحتفال بالأعياد، واعتذرت "عن وقوع أي ضرر غير مقصود".
يأتي هذا فيما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 38 يوماً شن حرب جوية وبرية وبحرية على غزة، "دمر خلالها أحياءً على رؤوس ساكنيها"، وقتل أكثر من 11180 شهيداً فلسطينياً بينهم 4609 أطفال و3100 سيدة و678 مسناً، وأصاب أكثر من 27490 بجراح مختلفة، بحسب مصادر رسمية، حتى الأحد 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
- هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Daily Telegraph البريطانية.