كثرت الشائعات في الآونة الأخيرة حول العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، خاصة فيما يتعلق باقتراب قوات الاحتلال من مركز مدينة غزة، وبالتحديد من مستشفى الشفاء، حيث يسعى الاحتلال للوصول إليه بسبب ادعاءاته المتكررة أن مركز قيادة حماس واقع في تلك المنطقة.
في هذا التقرير نرصد لكم أهم التطورات على الأرض، ونكشف عن المدى الذي وصلت إليه الآليات العسكرية.
الأماكن التي وصل لها الاحتلال في غزة
يواصل الاحتلال تقدمه البطيء داخل قطاع غزة، في اليوم الخامس والثلاثين للحرب، ويحاول أن يضيق الخناق على مدينة غزة بالتحديد، وأفادت العديد من المصادر الصحفية أن الاحتلال يقترب من إحكام حصاره على مدينة غزة، ويحاول التقدم كي تلتقي قواته المتوغلة من الشمال الغربي لمدينة غزة، مع القوات المتقدمة من الجنوب الغربي.
وبالنظر إلى العديد من الفيديوهات التي رصدناها، والتي التقطتها كاميرات الصحفيين الموجودة بالقرب من مستشفى الشفاء، فإن أصوات الاشتباكات تسمع بوضوح من المستشفى، ما يعني أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تقترب شيئاً فشيئاً من مركز المدينة.
بحسب شهود عيان من غزة، فقد أكدوا أن القوات الإسرائيلية موجودة بالقرب من ميناء غزة، من الجهة الجنوبية الغربية، إضافة إلى منطقة الجامعات، حيث تدور اشتباكات عنيفة في تلك المنطقة.
لكن لابد من الإشارة إلى أن المناطق الجنوبية الغربية لمدينة غزة، تعتبر خاصرة رخوة للمقاومة، بسبب قلة المباني فيها، ووضعها الجغرافي المكشوف للطيران الحربي الذي لا يتوقف عن قصف المدينة.
أما في الشمال الغربي لمدينة غزة، فيبدو أن قوات الاحتلال تتعثر في هذا المحور، إلا أنه وبحسب شهود عيان من الميدان، تأكَّد وصول دبابات الاحتلال إلى مستشفى النصر، وأظهرت بعض الفيديوهات وجود القوات في تلك المنطقة.
كما أفاد مدير مستشفى الرنتيسي للأطفال مصطفى كحلوت، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تحاصر المستشفى منذ مساء الخميس، مع الإشارة إلى أن المستشفى يقع بجانب مركز النصر الطبي، الذي تمت الإشارة له في الخريطة السابقة.
وأظهرت لقطات نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي عشرات المدنيين المحاصرين داخل المشفى، بينهم الأطفال والنساء والمرضى.
الهدف مستشفى الشفاء
وتوضح حركة قوات الاحتلال في القطاع، أن الهدف الرئيسي لها، هو الوصول إلى مستشفى الشفاء، حيث يدعي قادة الاحتلال أن حركة حماس وجناحها العسكري، يعملون داخل وأسفل هذا المستشفى، إضافة لمستشفيات أخرى.
لذلك نلاحظ أن الاحتلال يستهدف في الساعات الماضية بشكل مباشر المستشفيات المحيطة بالمكان بالصواريخ، وتسعى لإفراغ المنطقة من المدنيين الذين لجأوا إلى هذه الأماكن هرباً من القصف العشوائي الذي يستهدف القطاع منذ بداية الحرب.
من جانبها نفت حركة حماس والسلطات الصحية ومديرو مستشفى الشفاء إخفاء الحركة بنية تحتية عسكرية داخل مجمع المستشفى أو تحته، وقالوا إنهم سيرحبون بتفتيش دولي للمنشأة، لكن الاحتلال لا يعطي أية أهمية لهذه الدعوات.
وقامت إسرائيل خلال الساعات الماضية بقصف موقع قرب مدخل مستشفى الشفاء، ما أسفر عن استشهاد 15 شخصاً، وفقاً لوزارة الداخلية في القطاع.
وتقول الأمم المتحدة إن حوالي 60 ألف شخص يحتمون بالمستشفى، بعد أن نزحوا من منازلهم التي استهدفها الطيران خلال الأسابيع الماضية.
لماذا التركيز على مدينة غزة؟
تعتبر مدينة غزة في القطاع، أهم المدن الرئيسية، وهي بمثابة العاصمة للقطاع، ففيها تتواجد المقار الحكومية الرئيسية إضافة إلى وجود مجمع الشفاء الطبي الذي يعتبر أكبر مستشفى في القطاع.
لذلك تنظر إسرائيل إلى مدينة غزة، على أنها معقل حركة حماس، ومركز القيادة للحكومة في القطاع، ففيها المقار الأمنية الرئيسية، والتي تتبع جميعها لحركة حماس.
هذه الأهمية الاستراتيجية للمدينة، يجعلها مركز العمليات البرية للاحتلال، فمن الملاحظ أن جميع القوات الإسرائيلية تركز في هجومها على المدينة، وتسعى بشتى الوسائل للوصول إلى مركزها.