دعا زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، الأربعاء 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى "ضبط النفس" في الضفة الغربية، محذراً من خوض تل أبيب "حرباً على 3 جبهات"، وذلك في وقت يصعّد فيه الاحتلال من اعتداءاته على الفلسطينيين في مناطق مختلفة بالضفة.
لابيد وفي تصريحات للقناة "12" الإسرائيلية، قال إن "جزءاً من المشكلة هو الخوف من اندلاع أعمال شغب في يهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة الغربية)"، وأوضح أن سبب تلك المخاوف هو "انعدام مسؤولية رهيب (كبير) من جانب المستوطنين المتطرفين الذين يحاولون إشعال النار في المنطقة".
أضاف لابيد أن هناك أحزاباً إسرائيلية، لم يسمها، "تشجع ناخبيها على أعمال الشغب" في الضفة الغربية، ووجّه كلامه لحكومة نتنياهو بضرورة "ضبط النفس هناك (في الضفة الغربية) وإلا فسنخوض حرباً على ثلاث جبهات"، في إشارة إلى الحرب الدائرة في غزة والمواجهات على الحدود اللبنانية.
تأتي تصريحات لابيد، فيما تشهد أنحاء متفرقة من الضفة الغربية والقدس يومياً حملات مداهمة واقتحامات للقرى والبلدات من جانب الجيش الإسرائيلي، تصحبها مواجهات واعتقالات وإطلاق للرصاص الحي.
في وقت سابقٍ الأربعاء 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أعلن نادي الأسير الفلسطيني (مستقل)، أن إسرائيل اعتقلت فجراً 65 فلسطينياً على الأقل بالضفة الغربية المحتلة، ما يرفع عدد المعتقلين فيها إلى 2280 منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ومنذ حرب الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شن المستوطنون اعتداءات في مختلف محافظات الضفة الغربية، ويأتي ذلك، وسط مخاوف رسمية وشعبية فلسطينية من تنفيذ مخطط إسرائيلي دعا إليه وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، يقضي بإقامة معازل حول المستوطنات بالضفة الغربية المحتلة، على حساب الأراضي الفلسطينية.
في هذا الصدد، حذرت الأمم المتحدة، الأربعاء 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، من "تزايد كبير" في اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين بالضفة الغربية المحتلة، بحسب بيان أصدره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا".
أشار المكتب فيه إلى نزوح 820 فلسطينياً في الضفة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأضاف المكتب أن متوسط اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية ارتفع من 3 إلى 7 اعتداءات يومياً.
كذلك أفاد المكتب بأن هذه الفترة شهدت تسجيل 171 اعتداء من قبل مستوطنين على الفلسطينيين، وتسببت اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين في خسائر بالأرواح والممتلكات، إلى جانب تقييدها وعرقلتها حرية تنقُّل الفلسطينيين.
أدت قيود التنقل هذه إلى توقف المساعدات الإنسانية، بحسب بيان "أوتشا"، الذي ختمته بالإشارة إلى مواصلة المستوطنين تهديد الفلسطينيين عبر استخدام الأسلحة أيضاً.
كان مستوطنون إسرائيليون متطرفون في الضفة الغربية المحتلة، قد وزعوا منشورات تهديدية على السيارات، وألقوا دمى ملوثة بالدماء أمام مدارس أطفال لإنذار الفلسطينيين بالرحيل وإما التعرض للقتل.
وحتى قبل الهجوم المباغت الذي شنته "حماس" وفصائل المقاومة، في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كان المستوطنون يضايقون الفلسطينيين، ويعتدون عليهم بشكل يومي تحت حماية الجيش الإسرائيلي، وتصاعدت حدة هذه المضايقات في الأيام العشرين الماضية.
يأتي هذا، فيما يواصل جيش الاحتلال منذ 33 يوماً، شن حرب على غزة دمر خلالها أحياء سكنية على رؤوس ساكنيها، وقتل فيها 10 آلاف و569 شهيداً فلسطينياً، بينهم 4324 طفلاً و2823 سيدة، وأصيب 26 ألفاً و475، كما قتل 163 شهيداً فلسطينياً واعتقل 2280 في الضفة الغربية، بحسب مصادر رسمية.
