استقال عمران حسين، عضو مجلس العموم البريطاني، من حزب العمال المعارض من منصب سياسي احتجاجاً على رفض رئيس الحزب المطالبة بوقف إطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة (حماس) في قطاع غزة.
ويرفض رئيس حزب العمال، كير ستارمر، حتى الآن النداءات المتزايدة في حزبه للمطالبة بوقف إطلاق النار، معلناً دعمه لهدنة إنسانية فورية للتخفيف من المعاناة في غزة.
وسيظل حسين عضواً منتخباً من حزب العمال في مجلس العموم، لكنه يستقيل من منصبه كوزير لشؤون العمل والبطالة في حكومة الظل.
وكان حزب العمال، الذي تشير استطلاعات الرأي إلى أن لديه فرصة قوية لتشكيل الحكومة البريطانية المقبلة في الانتخابات المتوقعة عام 2024، قد واجه في السابق شكاوى من معاداة السامية داخل صفوفه في عهد رئيسه السابق جيريمي كوربين.
فيما سعى ستارمر إلى تخليص الحزب من صورته المعادية لليهود منذ توليه منصبه في عام 2020، وحذا حذو رئيس الوزراء ريشي سوناك بشأن الصراع في الشرق الأوسط، قائلاً إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ضد حماس.
إقالة نائب بريطاني دعم فلسطين!
وفي وقت سابق، كشفت صحيفة الغارديان البريطانية، عن إقالة نائب بريطاني (من حزب المحافظين) من منصبه الحكومي؛ بعد أن خالف توجهات الحزب ودعا رئيسَ الوزراء ريشي سوناك علناً إلى دعم وقف دائم لإطلاق النار في غزة.
الصحيفة قالت في تقريرها: "تم فصل بول بريستو من منصبه كمساعد وزاري في وزارة العلوم والابتكار والتكنولوجيا، بعد أن كتب إلى رئيس الوزراء للدعوة إلى إنهاء الأعمال العدائية بين إسرائيل وحماس لإنقاذ الأرواح".
كما دعا بول بريستو، "سوناك" إلى وقف القتال في غزة للسماح بوصول مزيد من المساعدات الإنسانية بأمان إلى أولئك الذين ليس لديهم طعام أو ماء أو دواء، لكنه لم يصل إلى حد الضغط من أجل وقف كامل لإطلاق النار.
وقال "بريستو" إنه أُقيل لأن تعليقاته "لم تكن متسقة مع مبادئ المسؤولية الجماعية"، وهو أول نائب على جانبي مجلس العموم يفقد وظيفته بسبب الدعوة إلى إنهاء الأعمال العدائية.
تضييقات على الداعمين لفلسطين
من جهة أخرى، اعتبرت وزيرة الداخلية البريطانية، سويلا برافرمان، في وقت سابق أن المظاهرات المؤيدة لفلسطين في العاصمة لندن "مسيرات كراهية".
تصريح برافرمان جاء بعد اجتماع مجلس الوزراء الطارئ في لندن، برئاسة رئيس الوزراء ريشي سوناك، لمناقشة تأثير الصراع الإسرائيلي الفلسطيني على المجتمعات في البلاد. وأشارت إلى مشاركة عشرات الآلاف في مسيرات بعد اندلاع الصراع في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقالت: "في رأيي، هناك طريقة واحدة فقط لتعريف هذه المسيرات، بأنها مسيرات كراهية". وأوضحت أن الحكومة البريطانية تراجع القوانين المتعلقة بالتظاهرات، وقالت: "إذا كنا بحاجة إلى تغيير القوانين، كما فعلنا العام الماضي لمنع الاحتجاجات، فلن أتردد في اتخاذ الإجراءات".
وفي بيان صادر عن الوزيرة البريطانية في 11 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ذكرت فيه أن "التلويح بالعلم الفلسطيني قد لا يكون قانونياً"، ورغم تصريحها ذلك، يشارك المتظاهرون في مسيرات أسبوعية يرفعون فيها عشرات الآلاف من الأعلام الفلسطينية، تضامناً مع سكان قطاع غزة.
يأتي هذا في وقت يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي، منذ 33 يوماً، شن حرب مدمرة على القطاع، استُشهد فيها أكثر من 10 آلاف و328 فلسطينياً، بينهم 4237 طفلاً و2719 سيدة، وأُصيب نحو 26 ألفاً، كما قتل 163 فلسطينياً واعتقل 2215 في الضفة الغربية، بحسب مصادر رسمية.