دعا نقيب الصحفيين المصريين، خالد البلشي يوم الثلاثاء 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 "أحرار العالم والشرفاء"، الذين آلمهم الحصار الوحشي المفروض على الفلسطينيين العزل، ومشاهدة أشلاء الأطفال فى غزة، التي مزقتها أسلحة الترسانة الإسرائيلية إلى التحرك في أقرب وقت ممكن من كل أماكنهم، والتجمع برفح في قافلة (ضمير العالم)، من أجل كسر الحصار على قطاع غزة والمساهمة في فتح معبر رفح بشكل دائم.
وقال خالد البلشي، نقيب الصحفيين المصريين خلال كلمته بالمؤتمر الصحفي للجنة توثيق جرائم الاحتلال الصحفيين في نقابة الصحفيين، يوم الثلاثاء 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 إن أكثر من مليونين من الفلسطينيين العزل في قطاع غزة يتعرضون للإبادة المنهجية على أيدى جيش الاحتلال الصهيونى، والذي يوجّه أشرس أسلحته ضد الأطفال، والعجائز والعزل، في الوقت الذي يتمتع فيه الاحتلال بدعم مطلق وغير مشروط من الدول والقوى العالمية الكبرى، التي لا تتردد في حماية جرائم الاحتلال والدفاع عنها.
خالد البلشي ينتقد الجرائم الإسرائيلية بحق شعب فلسطين
أضاف أنه في الوقت الذي يواجه الشعب الفلسطيني في غزة ليس فقط أشد أسلحة الترسانة الإسرائيلية فتكاً، بل يُحرم أيضاً من أبسط مقومات الحياة المتمثلة في المياه والغذاء، والدواء والوقود، عبر حصار وحشي تفرضه آلة حرب نازية، تمارس عملية إبادة ممنهجة، في محاولة لتهجير أصحاب الأرض، وتصفية القضية الفلسطينية، وهي الجريمة التي ستبقى وصمة على جبين جانب كبير من هذا العالم، الذي وقف إما عاجزاً أو متفرجاً أو مبرراً وداعماً للمجازر اليومية، التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى أغلبهم من الأطفال.
نقيب الصحفيين في مصر قال: "في هذا الوقت من القرن الحادي والعشرين، وبينما تزدحم القوانين والاتفاقيات والمواثيق الدولية بقواعد حماية المدنيين، وتجريم الإبادة الجماعية، ومنع حصارهم وتجويعهم، وبينما مجازر العدوان مستمرة ضد كل حي على أرض فلسطين، يواصل جيش الاحتلال تصعيد جرائم استهدافه للمستشفيات، وسيارات الإسعاف، والمدارس، والمخابز، وأماكن العبادة، ومراكز الإيواء، وخزانات المياه، وألواح الطاقة، وأماكن احتماء المواطنين، الذين أجبروا على ترك منازلهم، وصولاً للتهديد باستخدام السلاح النووي، لكسر إرادة شعب لا يريد إلا البقاء على أرضه".
وتابع: "في هذا الوقت، الذي فاق فيه حجم القذائف التي ألقاها الاحتلال وجيشه على غزة قنبلتي هيروشيما وناجازاكي، بمعدل أكثر من 12 كيلوغراماً من المتفجرات لكل إنسان في غزة، لا سبيل أمامنا ولا سبيل أمام أهل فلسطين إلا الاحتماء بالإنسانية، وبأصحاب الضمائر، فهل يمكن أن يوقظ العار، الذي صار يلاحقنا جميعاً، ويلاحق الجماعة الإنسانية، ضمائر الشرفاء والأحرار في العالم ليتحركوا، ونتحرك معاً لإيقافه؟".
كذلك فقد قال: "نتوجه بهذه الرسالة لكل القوى الحية والحرة، ولكل قوى الحرية والإنسانية، ولكل أصحاب الضمائر في العالم، نراهن عليكم جميعاً، على كل ضمير ما زال تخجله هذه الجرائم، هنا من نقابة الصحفيين في مصر نبعث رسالة لكل هؤلاء، للعمل معاً لكسر الحصار القاتل على غزة، الذي تفرضه آلة الحرب الصهيونية الوحشية، هذه دعوة موجهة لكل هؤلاء لمواجهة تحالف الإبادة الجماعية، والتهجير الوحشي، ومحاولة تصفية قضية شعب يدافع عن حريته وأرضه، وتثبيت دعائم احتلال همجي ووحشي بمساندة ودعم من أمريكا، وكبرى دول العالم".
استكمل: "ندعو كل الأحرار والشرفاء في العالم، الذين آلمهم الحصار الوحشي المفروض على الفلسطينيين العزل، ومشاهدة أشلاء الأطفال في غزة، التي مزقتها أسلحة الترسانة الإسرائيلية إلى التحرك في أقرب وقت ممكن من كل أماكنهم، والتجمع برفح في قافلة (ضمير العالم)، لإرسال رسالة واحدة تطالب بوقف الحرب، وتسعى محمية بأجسادنا جميعاً لكسر الحصار القاتل، الذي تفرضه دولة الاحتلال وآلة حربها الوحشية، التي تستهدف إبادة الفلسطينيين، وتهجيرهم بمنع وصول مواد الإغاثة لهم في واحدة من أكبر جرائم الحرب في القرن الحالي"".
استشهاد آلاف الأطفال في غزة
نقيب الصحفيين اختتم كلمته بالقول: "كل دقيقة استغرقها ضمير هذا العالم ليصحو، ويدرك حجم الجريمة، وكل دقيقة يستغرقها ليتحرك، دفع ويدفع ثمنها عشرات الأطفال من حياتهم تحت القصف الوحشي لجيش الاحتلال، وهو ما يستدعي أن نتجمع في أقرب وقت ممكن، في قافلة دروع بشرية تضم كل هؤلاء لوقف كل هذه الوحشية والممارسات النازية ضد أهل فلسطين في غزة، هذه دعوة موجهة لنا، ولكم جميعاً، ولكل القوى الحية، وقوى الحرية والإنسانية في العالم، للأحرار ومنظمات الإغاثة، والمنظمات الدولية، وحكماء العالم، والقوى الناعمة في كل مكان، أسمي كلاً منها باسمه فلم تعد هناك مساحات للشجب والإدانة، ونضال أضعف الإيمان، ولا سبيل إلا السعي المشترك لوقف هذه الحرب الوحشية، وإنقاذ ما تبقى من إنسانيتنا، ومن شعب كل جريمته أنه يدافع عن أرضه، وعن حريته وحقه في دولته الحرة المستقلة، لأكثر من 75 عاماً، فمعاً لوقف الحرب، وكسر الحصار، وإنقاذ أطفال فلسطين، ويسقط الاحتلال.. الحرية لفلسطين.. المجد لأرواح الشهداء".
في حين لاقت دعوة خالد البلشي ترحيباً كبيراً من نشطاء كثر على مواقع التواصل الاجتماعي والذين طالبوا ببذل كل الجهود من أجل إنجاح المبادرة التي أطلقها نقيب الصحفيين في مصر.
يأتي ذلك في الوقت الذي قالت فيه رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن حجم المساعدات التي تدخل غزة "أصغر من أن تتناسب مع الاحتياجات الإنسانية الهائلة".
وأضافت فون دير لاين، في كلمتها أمام مؤتمر سفراء الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل، إن "المساعدات تدخل الآن إلى غزة عبر معبر رفح الحدودي، لكن الكميات لا تزال قليلة جداً ولا تتناسب مع الاحتياجات الإنسانية الهائلة".
وشددت فون دير لاين على أن "مساعدة المدنيين في غزة أمر ضروري وسط وضع إنساني خطير". وأكدت أن "عدد القتلى ومعاناة المدنيين الفلسطينيين مأساوي".
مساعدات أوروبية لغزة
كما أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية عن "دعم إضافي قدره 25 مليون يورو كمساعدات إنسانية إلى غزة، ليصل إجمالي المساعدات خلال العام الجاري إلى 100 مليون يورو".
وقالت: "في حين أن لإسرائيل الحق في محاربة حماس، فمن الضروري أيضاً أن تسعى جاهدة لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين". وأضافت المسؤولة الأوروبية: "حياة كل إنسان مهمة". وقالت إنه "لا يوجد حل دائم آخر لهذه المشكلة سوى حل الدولتين". واختتمت فون دير لاين حديثها بالقول إنه "لا ينبغي أن يكون هناك تهجير قسري للفلسطينيين من غزة ولا حصار مستدام لها".
ومنذ 32 يوماً، يشن جيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، قتل فيها 10 آلاف و328 فلسطينياً، بينهم 4237 طفلاً و2719 سيدة، وأصاب نحو 26 ألفاً، كما قتل 163 فلسطينياً واعتقل 2215 في الضفة الغربية، بحسب مصادر رسمية.
بينما قتلت حركة "حماس" أكثر من 1538 إسرائيلياً وأصابت 5431، وفقاً لمصادر إسرائيلية رسمية، كما أسرت ما لا يقل عن 242 إسرائيلياً، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.