كان مخيم المغازي من بين المناطق التي استهدفتها طائرات قوات الاحتلال الإسرائيلي، وقامت بقصفها بشكل عنيف، خلال الحرب التي تشنها على غزة، بعد عملية "طوفان الأقصى"، التي نظمتها حماس يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
إذ ترتب على قصف المخيم، الذي تم ظهر يوم الأحد يوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، سقوط أكثر من 50 شهيداً، أغلبهم من النساء والأطفال، بعد استهداف المنازل المأهولة بالسكان.
ويعتبر هذا المخيم من بين أصغر مخيمات اللجوء في قطاع غزة، حسب المساحة، فيما يعيش فيه أزيد من 33 ألف شخص، حسب أحدث إحصائيات، وهو ما يجعله من بين أكثر المناطق كثافة سكانية في غزة.
تأسس سنة 1949.. مخيم المغازي
تأسس مخيم المغازي بعد النكبة الفلسطينية، وبالضبط سنة 1949، وسط مدينة غزة، إلى الجنوب عند مخيم البريج القريب من خط الهدنة.
يحد المخيم من الغرب قرية الزوايدة ومن الجنوب مدينة دير البلح، ومساحته لا تتعدى 0.6 كيلومتر، والتي كانت أكبر بقليل عند الإنشاء، وتقلصت مع مرور الوقت.
يتم تصنيف مخيم المغازي على أنه أصغر مخيمات اللجوء في قطاع غزة من حيث المساحة، إذ يعرف بأزقته الضيقة جداً، والمنازل الشاهقة التي يعيش فيها أعداد كبيرة من الفلسطينيين.
فيما تنقسم أراضي المخيم إلى جزأين هما: الجزء الزراعي، وهو الذي يأخذ القسم الأكبر، ثم الجزء السكني.
سكان أصغر مخيمات غزة
تعتبر الكثافة السكانية في مخيم المغازي هي الأعلى في قطاع غزة، مقارنة بالمساحة الصغيرة التي خصصت للمخيم.
إذ في سنة 2003، كان يعيش في المخيم وسط غزة حوالي 22266 نسمة، فيما أصبح عدد السكان اليوم، حسب آخر الإحصائيات التي نشرتها الأونروا 33500 نسمة.
ويعتبر أغلب سكان مخيم المغازي ذي أصول تنحدر من القرى الواقعة جنوب ووسط فلسطين، من بينها بئر السبع، وأسدود، وعاقر، وجولس، وبيت دراس، وهي الأراضي التي أصبحت تحت سلطة الاحتلال بعد الاستيطان، وتهجير المواطنين الأصليين منها.
إذ تمت الهجرة إلى غزة والاستقرار في وسط المدينة من طرف العائلات والأفراد بعد النكبة، هرباً من عدوان قوات المنظمات الصهيونية، التي شنت عدة حروب ومعارك على أصحاب الأرض.
محدودية فرص الشغل وارتفاع البطالة
كما هو الحال في باقي مخيمات اللجوء في قطاع غزة، فإن سكان مخيم المغازي يعانون من ارتفاع معدل البطالة بسبب محدودية القطاعات الاقتصادية وفرص الشغل.
إذ تعتبر الزراعة، التي تعتمد على مياه الآبار والعيون والأمطار، من أهم الحرف التي يمارسها سكان المخيم، وتشتهر بمحاصيل الحمضيات والزيتون والخضار، وهذا ما يفسر سبب تخصيص المساحة الأكبر من المخيم لهذا النشاط الاقتصادي.
فيما يوجد بالمخيم مجموعة من مصانع البلاط، ومزارع الدجاج، وبعد الشركات الصغرى الخاصة بتصنيع المواد الغذائية، إلا أنها لا توفر فرص العمل الكافية لجميع المواطنين المتواجدين بالمخيم.
إذ يصبح من الضروري على أبناء مخيم المغازي الخروج إلى المدن المجاورة، أو محاولة عبور معبر بيت حانون للدخول إلى الأراضي المحتلة، حيث توجد فرص شغل أكثر هناك.
إلا أن التضييق على مواطني قطاع غزة، من طرف سلطة دولة الاحتلال، ومنع تقديم تصاريح العبور إلا للحالات الاستثنائية، يجعل مهمة إيجاد فرصة عمل جد صعبة.
مشاكل مخيم المغازي الكبرى
يعاني مخيم المغازي من عدة مشاكل كبرى ورئيسية، أولاها ارتفاع الكثافة السكانية وانتشار البطالة كما تم الذكر سابقاً.
وإضافة إلى كل هذا، فإن المخيم يفتقر إلى صرف صحي، وسوء البنية التحتية، وسوء بناء الطرق والأزقة، التي تعرقل الحركة بين المباني، خصوصاً مع الاكتظاظ السكاني.
كما أن السكان يعانون بشكل مستمر من مشاكل انقطاع الكهرباء في المخيم، بسبب نقص التزويد الكافي بمصادر الطاقة.
وفي سياق ذي صلة، فإن المخيم دائماً ما كان يغيب عنه مرافق الترفيه، والفضاءات الاجتماعية، سواء تلك الخاصة بالأطفال أو البالغين.
في الوقت الذي توفر فيه وكالة الأمم المتحدة للإغاثة "الأونروا" مجموعة مرافق أساسية، وهي 5 مدارس، ومركز توزيع أغذية واحد مشترك مع مخيم دير البلح، ومركز صحي واحد، ومكتب إغاثة وخدمات اجتماعية، ومكتب صيانة وصحة بيئية.