مع دخول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يومها الأول من الشهر الثاني، واصل طيران الاحتلال، فجر الإثنين 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، شن سلسلة غارات على مناطق متفرقة من قطاع غزة، ما تسبب بسقوط عدد من الشهداء والجرحى، في وقت تعاني فيه مستشفيات القطاع من تدهور حاد في إمكانياتها.
وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أفادت بـ"استشهاد 3 مواطنين بينهم طفل، فجر اليوم الإثنين، خلال غارة شنتها طائرات الاحتلال الحربية على منزل في مدينة خان يونس".
الوكالة نقلت عن مصادر محلية، قولها: "إن طائرات الاحتلال قصفت منزلاً في شارع المحافظة بمدينة خان يونس، ما أدى لاستشهاد ثلاثة مواطنين بينهم طفل وإصابة آخرين، إضافة إلى وجود عدد من المواطنين تحت الركام".
وبالتزامن مع مدفعية الاحتلال، تشن الطائرات الحربية الإسرائيلية، غاراتها العنيفة منذ ساعات على غرب غزة تحديداً في مخيم الشاطئ، حيث تم استهداف مربعات سكنية بأكملها، إضافة إلى قصف محيط مستشفى الشفاء.
في وسط قطاع غزة أيضاً، تم قصف منزل على الأقل في دير البلح؛ ما أدى لاستشهاد وإصابة أكثر من 15 مواطناً غالبيتهم من الأطفال والنساء، كما شنت الطائرات عدة غارات أيضاً على شرق مخيم البريج، ومخيم المغازي.
كما قصفت الطائرات الإسرائيلية منزلاً لعائلة مشمش في منطقة الزوايدة وسط قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد 10 مواطنين وإصابة آخرين.
بالتزامن مع ذلك، قصفت طائرات الاحتلال الحربية منزلاً في تل السلطان غربي مدينة رفح، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عدد من المواطنين.
يأتي القصف المتواصل على غزة مع تدهور حاد في الإمكانيات الطبية داخل القطاع، فضلاً عن تدهور الأوضاع المعيشية لسكان غزة.
في هذا السياق، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الأحد 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، إن "حرب التجويع الإسرائيلية تبلغ ذروتها في قطاع غزة من خلال منع الإمدادات الغذائية، وقصف المخابز، وخزانات المياه".
أضاف المرصد (منظمة مستقلة مقرها جنيف)، في بيان، أن "إسرائيل صعدت في الساعات الأخيرة بشكل حاد من حرب التجويع التي تمارسها بحق المدنيين في غزة، بهدف مفاقمة الوضع المعيشي الذي وصل لمستويات كارثية".
كما سلط المرصد الضوء على "اتخاذ حرب التجويع الإسرائيلية منحنيات في غاية الخطورة، بما في ذلك قطع كافة الإمدادات الغذائية، وقصف وتدمير المخابز، والمصانع، والمتاجر الغذائية، ومحطات وخزانات المياه".
لفت كذلك إلى "تعمد إسرائيل في الساعات الأخيرة تركيز هجماتها على استهداف المولدات الكهربائية، ووحدات الطاقة الشمسية التي تعتمد عليها منشآت تجارية، ومطاعم، ومؤسسات مدنية في الحفاظ على الحد الأدنى الممكن من عملها".
تشير تقديرات برنامج الأغذية العالمي، إلى أن المخزونات الحالية من السلع الغذائية الأساسية ستكون كافية لأربعة أيام على الأكثر، قبل أن تنفد بشكل نهائي، في وقت أصيبت فيه الحركة التجارية بالشلل بسبب الدمار واسع النطاق، وانعدام الأمن، ونقص الوقود.
المرصد الأورومتوسطي لفت إلى أن "الحصول على الخبز في قطاع غزة بات يشكل تحدياً وجودياً، إذ لا تزال المطحنة الوحيدة العاملة في غزة غير قادرة على طحن القمح بسبب نقص الكهرباء والوقود".
أضاف أنه "تم قصف وتدمير 11 مخبزاً منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، أما تلك التي لا تزال تعمل، فإنها تواجه تحديات شديدة بسبب نقص الضروريات مثل الدقيق والوقود"، حسب البيان نفسه.
وبلغ عدد الشهداء في قطاع غزة منذ يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، 9770 فلسطينياً، منهم 4800 طفل و2550 سيدة، وأصاب أكثر من 24 ألفاً آخرين، كما قتل 153 شهيداً فلسطينياً واعتقل 2080 في الضفة الغربية، بحسب مصادر فلسطينية رسمية.