قالت الشرطة البريطانية، الجمعة 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، إن امرأتين تواجهان اتهامات بارتكاب جرائم تتعلق بالإرهاب بعد أن عرضتا صوراً يُعتقد أنها مؤيدة لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في احتجاج بلندن، وحذرت الشرطة من راديكالية محإسرائيلتملة نتيجة للصراع بين وغزة.
وتفاقمت التوترات في بريطانيا وبلدان أخرى منذ هجوم المقاومة الفلسطينية على إسرائيل وردّ إسرائيل في غزة. وشارك عشرات آلاف المحتجين في مسيرات مؤيدة للفلسطينيين، مطالبين الحكومة البريطانية بالدعوة إلى وقف إطلاق النار.
بريطانيا تحاكم سيدتين متضامنتين مع غزة
يُزعم أن المرأتين وضعتا ملصقات على ملابسهما بها صور لمظليين، في احتجاج بلندن في 14 أكتوبر /تشرين الأول الماضي. ووجّه لهما الاتهام بموجب قانون الإرهاب، ومن المقرر أن يمثلا أمام محكمة وستمنستر في لندن في 10 نوفمبر/تشرين الثاني.
واستخدم بعض مقاتلي حماس المظلات في الهجوم على إسرائيل، كما أن بريطانيا تصنف حماس كمنظمة إرهابية. وقالت هيئة الادعاء الملكية البريطانية إن الصور "أثارت شكوكاً وجيهة في أنهم من أنصار منظمة محظورة، وتحديداً حماس".
وقال دومينيك ميرفي، قائد وحدة مكافحة الإرهاب بشرطة العاصمة، إن الجمهور يشعر بالقلق من "استخدام بعض الأشخاص ستار الاحتجاج المشروع لتنفيذ أنشطة إجرامية أو حتى إرهابية". وأضاف للصحفيين أن "هناك زيادة في تحقيقات مكافحة الإرهاب الناجمة مباشرة عن الاحتجاجات"، وأن الأحداث في الخارج "قد تمثل عاملاً للراديكالية".
في حين حذر كريستوفر راي، مدير مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي (إف.بي.آي)، في وقت سابق، من أن هجوم حماس على إسرائيل الذي دفع إسرائيل إلى قصف غزة قد يكون إلهاماً لأكبر تهديد إرهابي للولايات المتحدة منذ ظهور تنظيم الدولة الإسلامية قبل نحو عقد.
وقالت حملة التصدي لمعاداة السامية الجمعة، إن شرطة لندن لم تطبق القوانين الحالية أو لا تطبقها "بالصرامة الكافية"، وقالت الشرطة إنها ستتبنى نهج الاستباق وستستخدم تدخلات أكثر دقة لإجراء اعتقالات وسط الجموع، وضمن ذلك تحليل وسائل التواصل الاجتماعي واستخدام تقنية التعرف على الوجه بأثر رجعي.
سوناك يهاجم المظاهرات الداعمة لفلسطين
في سياق متصل، قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، الجمعة، إنّ خطط المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين لتنظيم مسيرة بوسط لندن في يوم الهدنة "استفزازية وتنم عن عدم الاحترام"، في حين قالت الشرطة إنها ستبذل كل ما في وسعها لمنع أي اضطرابات.
وأيدت بريطانيا حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بعد الهجوم الذي نفذته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول والذي قالت إسرائيل إنه أسفر عن مقتل 1400 شخص، معظمهم من المدنيين.
وتقصف إسرائيل القطاع يومياً منذ ذلك الحين، مما أدى إلى مقتل أكثر من 9000 فلسطيني، ودفع عشرات الآلاف من المؤيدين للفلسطينيين إلى تنظيم مسيرة في وسط لندن كل يوم سبت؛ لمطالبة الحكومة البريطانية بالدعوة إلى وقف إطلاق النار.
وقالت شرطة العاصمة لندن إن المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين يعتزمون تنظيم "مظاهرة كبيرة" في 11 نوفمبر/تشرين الثاني، الذكرى السنوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى، لكنهم لا يعتزمون الاحتجاج في 12 نوفمبر/تشرين الثاني عندما تقام الفعاليات الرسمية لإحياء الذكرى.
ومرت المظاهرات السابقة المؤيدة للفلسطينيين عبر منطقة وايت هول التي تقع بها وزارات حكومية والنصب التذكاري للحرب العالمية الأولى.
وقال سوناك على موقع التواصل الاجتماعي (إكس)، إن "التخطيط للاحتجاجات في يوم الهدنة أمر استفزازي وينم عن عدم الاحترام، وهناك خطر واضح وقائم من احتمال تدنيس النصب التذكاري وغيره من المعالم التذكارية للحرب، وهو أمر من شأنه أن يمثل إهانة للشعب البريطاني والقيم التي ندافع عنها".
وأضاف: "يجب حماية الحق في أن نتذكر، بسلام وكرامة، أولئك الذين قدموا أكبر التضحيات من أجل هذه الحريات". ومضى سوناك قائلاً إنه طلب من وزيرة الداخلية سويلا برافرمان، دعم الشرطة "في القيام بكل ما هو ضروري لحماية قدسية يوم الهدنة وأحد الذكرى".
في حين قالت شرطة العاصمة إنها ستجري "عملية شرطية وأمنية كبيرة" يومي 11 و12 نوفمبر/تشرين الثاني، وسوف "تستخدم كل الصلاحيات المتاحة لضمان عدم نجاح أي شخص يعتزم تعطيل المناسبة".