يحذر الرئيس جو بايدن وكبار مستشاريه إسرائيل بقوة متزايدة من أنه سيصبح من الصعب عليها بشكل متزايد تحقيق أهدافها العسكرية في غزة مع اشتداد الغضب العالمي بشأن حجم المعاناة الإنسانية هناك.
قالت شبكة CNN الأمريكية، الخميس 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن وكبار مستشاريه يحذرون إسرائيل بقوة متزايدة بشأن صعوبة تحقيق أهدافها العسكرية في غزة مع اشتداد الغضب العالمي بشأن حجم المعاناة الإنسانية هناك.
حيث أكد بايدن ووزير الدفاع لويد أوستن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن على هذه القضية صراحة في المحادثات الخاصة الأخيرة مع الإسرائيليين، وأخبروهم أن تآكل الدعم ستكون له "عواقب استراتيجية وخيمة" على عمليات الجيش الإسرائيلية ضد حماس.
الوقت المتاح لإسرائيل "محدود"
خلف الكواليس، يعتقد المسؤولون الأمريكيون أيضاً أن الوقت المتاح لإسرائيل "محدود" لمحاولة تحقيق هدفها المعلن المتمثل في القضاء على حماس في عمليتها الحالية قبل أن تصل الضجة حول المعاناة الإنسانية والخسائر في صفوف المدنيين، وكذلك الدعوات إلى وقف إطلاق النار، إلى "نقطة التحول".
يسود اعتراف داخل الإدارة الأمريكية بأن تلك اللحظة قد تأتي بسرعة، إذ يعتقد بعض المستشارين المقربين لبايدن أنه لم يتبق سوى أسابيع، وليس أشهراً، قبل أن يصبح رفض الضغوط على الحكومة الأمريكية للدعوة علناً لوقف إطلاق النار أمراً لا يمكن الدفاع عنه، حسبما قالت مصادر لـ"سي إن إن".
لم تظهر أي مؤشرات على أن الهجوم الإسرائيلي يتباطأ، في حين أعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، أنه يحاصر مدينة غزة و"يعمق" عملياته هناك.
وقال مصدران مطلعان على الأمر إن ما أثار استياء بايدن وفريق الأمن القومي بشكل خاص هو الغارات الجوية الإسرائيلية هذا الأسبوع التي استهدفت مخيماً للاجئين في شمال غزة، مما أدى إلى مشاهد قاتمة من الدمار والوفيات على نطاق واسع. وقال أحد المصادر إن الرئيس "لم يعجبه هذا على الإطلاق".
وقال أحد كبار المسؤولين في الإدارة: "المشكلة بالنسبة لإسرائيل هي أن الانتقادات أصبحت أعلى، ليس فقط بين منتقديها، ولكن من أفضل أصدقائها".
وبالفعل، أغلقت الاحتجاجات الشوارع في العواصم الغربية، كما أعاقت الاحتجاجات نفسها حملة خاصة لجمع التبرعات حضرها بايدن، الأربعاء، في مينيسوتا.
المجتمع الدولي سيحكم على إسرائيل بقسوة
ويصر المسؤولون على أن الرئيس لم يضع أي خطوط حمراء لإسرائيل، وحتى هذه اللحظة، بذل البيت الأبيض جهوداً كبيرة لتجنب الدعوة إلى وقف إطلاق النار، بحجة أن القيام بذلك لن يساعد إلا حماس من خلال منحها الوقت لإعادة تجميع صفوفها والتخطيط لعمليات مستقبلية.
وأخبر بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الصور المتواصلة للنساء والأطفال الفلسطينيين الذين تُنتَشَل جثثهم من تحت الأنقاض يمكن أن تبدأ في تضييق قدرة إسرائيل على المضي قدماً في عمليتها الحالية، وفقاً لمسؤولين كبار في الإدارة.
وفي محادثاته مع نتنياهو، حذر بايدن من أن المجتمع الدولي سيحكم على إسرائيل بقسوة إذا لم تتخذ خطوات لتخفيف المعاناة الإنسانية بشكل كبير وتقليل الوفيات بين المدنيين الفلسطينيين.
ولا يقتصر ذلك على عملية الجيش الإسرائيلي في غزة فقط، ففي مكالمة هاتفية مع نتنياهو، الأسبوع الماضي، عبّر بايدن عن قلقه إزاء تصاعد أعمال العنف ضد الفلسطينيين من قبل المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية، وشدد على أن الهجمات لا بد أن تتوقف، وفقاً لمصدر مُطَّلِعٍ على المحادثة.
وخلال مكالماتهما الهاتفية العشر، ضغط بايدن على نتنياهو بشأن نقاط وبنود عمل محددة، بما في ذلك زيادة عدد شاحنات المساعدات المسموح بها إلى غزة بشكل كبير، وتسهيل مغادرة الرعايا الأجانب من غزة، والحد من عنف المستوطنين المتطرفين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.