“غطاء لفظائع جماعية”.. إدانات واسعة لقطع الاحتلال الاتصالات وشبكة الإنترنت بغزة تزامناً مع تصعيد قصفها

عربي بوست
تم النشر: 2023/10/28 الساعة 06:38 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/10/28 الساعة 06:38 بتوقيت غرينتش
منظر لانفجار في غزة عقب قصف إسرائيلي/رويترز

يثير انقطاع الإنترنت عن قطاع غزة المحاصر مخاوف منظمات حقوقية دولية، وتخشى تلك المنظمات من أن يؤدي انقطاع الخدمة إلى حجب صورة ما يحدث في القطاع، الذي يتعرض منذ ثلاثة أسابيع لقصف إسرائيلي مكثف، لا سيما بعد أن شهد القطاع ليلة عصيبة، الجمعة 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023، من قصف هو الأعنف لقوات الاحتلال منذ بدء الحرب، حيث استهدفت 100 طائرة إسرائيلية 150 "هدفاً" بغزة.

نقابة الصحفيين الفلسطينيين حذرت، صباح السبت، من ارتكاب الجيش الإسرائيلي "مجازر" بحق الصحفيين في قطاع غزة، في ظل انقطاع الاتصالات وشبكة الإنترنت، وتوسيع عمليات القصف الجوي والمدفعي.

وفي بيان للنقابة قالت إن "إسرائيل قتلت حتى الآن أكثر من 24 صحفياً في غزة، وعشرات من عائلات الصحفيين، ودمرت عشرات المؤسسات الإعلامية، وقصفت عشرات المنازل لصحفيين".

كما اعتبرت النقابة أن كل ما سبق "إنما تم ضمن سياسة ممنهجة وبقرار رسمي لكي يرهب الصحفيين لمنع نقل جرائمه للعالم".

وناشدت النقابة كل المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة "لأخذ خطورة التبرير المسبق لجيش الاحتلال للمجازر ضد الصحفيين بأقصى درجات الجدية".

مجازر جديدة

‎وتابعت: "نقابة الصحفيين حذرت عدة مرات من ارتكاب مجازر جديدة ضد الصحفيين في غزة، وتجدد تحذيرها مرة أخرى بعد التهديد الرسمي الذي صرح به المتحدث باسم جيش الاحتلال الليلة لعدد من وكالات الأنباء الدولية، ‎وتعتبر النقابة أن هذا التصريح الصحفي ليس تحذيراً، وإنما هو تهديد رسمي، وتمهيد لتبرير المجازر التي يخطط الاحتلال لارتكابها ضد الصحفيين".

والجمعة، أبلغ الجيش الإسرائيلي وسائل الإعلام الدولية في قطاع غزة، بأنه لا يستطيع ضمان عدم تعرض طواقمها للأذى في الهجمات التي يتم تنفيذها في داخل القطاع.

وزعم الجيش الإسرائيلي أن "حماس تتعمد تنفيذ عملياتها العسكرية بالقرب من الصحفيين والمدنيين، وحذر من أنهم قد يتضررون من هجمات الجيش الإسرائيلي، وكذلك من عمليات الإطلاق الفاشلة من قبل المنظمات الإرهابية في قطاع غزة".

أثار القصف الإسرائيلي على غزة - الأناضول
أثار القصف الإسرائيلي على غزة – الأناضول

"غطاء لفظائع جماعية"

في سياق متصل، حذرت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، السبت 28 أكتوبر/تشرين الأول، من أن انقطاع الاتصالات والإنترنت في القطاع قد يشكل "غطاء لفظائع جماعية".

وفي بيان للمنظمة، قالت ديبورا براون، المسؤولة في هيومن رايتس ووتش، إن انقطاع المعلومات هذا قد يكون بمثابة "غطاء لفظائع جماعية، ويسهم في الإفلات من العقاب على انتهاكات لحقوق الإنسان".

من جهتها، قالت منظمة العفو الدولية إنها فقدت الاتصال بموظفيها في غزة. وأعربت المنظمة غير الحكومية عن أسفها، لأن "انقطاع الاتصالات هذا يعني أنه سيصبح من الصعب أكثر الحصول على معلومات وأدلة ضرورية تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب المرتكبة ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة، والاستماع مباشرة إلى أولئك الذين يتعرضون لهذه الانتهاكات".

بدورها تحدثت خدمة نت بلوكس NetBlocks، المعنية بمراقبة الاتصال بالإنترنت، عن "انهيار الاتصال في قطاع غزة".

قصف غزة/ الأناضول
قصف غزة/ الأناضول

"العمليات الإنسانية لا يمكن أن تستمر بلا اتصالات"

ووفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فقدت وكالات أممية عدة الاتصال بفرقها في غزة. وفي بيان قالت لين هاستينغز، منسقة الشؤون الإنسانية في أوتشا، إن العمليات الإنسانية وأنشطة المستشفيات "لا يمكن أن تستمر بلا اتصالات".

كذلك، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني على موقع إكس (تويتر سابقاً)، أنه "فقد الاتصال بمركز عملياته وبكل فرقه في قطاع غزة، بسبب قطع السلطات الإسرائيلية الاتصالات اللاسلكية والخلوية والإنترنت".

وأضاف الهلال الأحمر أن هذا "يؤثر في رقم الطوارئ المركزي 101، ويعوق وصول سيارات الإسعاف إلى المصابين"، في ظل استمرار الغارات، مبدياً "قلقه العميق" حيال قدرة الأطباء على مواصلة تقديم الرعاية في ظل هذه الظروف، وكذلك حيال سلامة موظفيه.

‎وتنفذ إسرائيل منذ 3 أسابيع عملية عسكرية في قطاع غزة، أطلقت عليها اسم "السيوف الحديدية"، دمرت أحياء بكاملها، وأسقطت 7326 شهيداً، منهم 3038 طفلاً، و1726 سيدة، و414 مسناً، إضافة إلى إصابة 18967 مواطناً بجراح مختلفة.

وخلال الفترة ذاتها قتلت حركة "حماس" أكثر من 1400 إسرائيلي، وأصابت 5132، وفقاً لوزارة الصحة الإسرائيلية، كما أسرت ما يزيد على 220 إسرائيلياً، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.

تحميل المزيد