استشهدت امرأة وطفلة وأصيب عشرات المدنيين، مساء الخميس 19 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إثر "مجزرة جديدة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي" باستهدافها كنيسة الروم الأرثوذكس بمدينة غزة، حيث كان تؤوي المئات من النازحين من منازلهم بفعل القصف الهمجي المستمر منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، إن طفلة وسيدة استشهدتا وأصيب عشرات المواطنين، في قصف الطيران الإسرائيلي كنيسة القديس بوفيليوس للروم الأرثوذكس في غزة، والتي لجأ إليها مئات النازحين.
وأشارت إلى أن "طيران الاحتلال قصف كنيسة القديس بوفيليوس في حي الزيتون جنوب غزة، ما أدى إلى أضرار مادية جسيمة لحقت بأجزاء من مبنى الكنيسة، كما تم تدمير مبنى بجوارها".
ونقلت الوكالة عن مصادر محلية، أن القصف أدى إلى انهيار مبنى مجلس وكلاء الكنيسة بالكامل، والذي يؤوي عدداً من العائلات الفلسطينية، المسيحية والمسلمة، التي لجأت إلى الكنيسة بحثاً عن "مكان آمن".
كما لفتت إلى "أن شهداء وجرحى ما زالوا تحت الركام، وتحاول طواقم الإنقاذ والإسعاف الوصول إليهم".
ومساء الخميس، أعلنت وزارة الداخلية في قطاع غزة مقتل وإصابة "أعداد كبيرة" من المدنيين إثر "مجزرة جديدة ارتكبتها القوات الإسرائيلية" بحق مئات النازحين داخل الكنيسة.
وقالت الوزارة، في بيان مقتضب على تليغرام: "مجزرة جديدة يرتكبها الاحتلال بحق مئات النازحين داخل كنيسة الروم الأرثوذكس بمدينة غزة، ووقوع أعداد كبيرة (دون تحديد رقم) من الشهداء والجرحى".
بدورها، قالت حركة "حماس"، في تصريح صحفي، إن "آلة الإجرام تستمر في توسيع نطاق إرهابها وإجرامها باستهدافها البغيض لكنيسة بوفيليوس الأثرية للروم الأرثوذكس".
وأضافت أن "هذا الاستهداف المتعمد للكنيسة ومن قبله ارتكاب مجزرة المستشفى الأهلي المعمداني لَيستدعي وقفة وإدانة قوية من المجتمع الدولي ومن مجلس الكنائس العالمي للضغط على هذا الكيان المارق لوقف عدوانه الفاشي ضد دور العبادة والمدنيين العزل".
من جهتها، بثت فضائية الأقصى التابعة لحركة "حماس"، مقطعاً مصوراً لشاب يصرخ، قالت إنه حارس الكنيسة بعد تعرضها للقصف الإسرائيلي.
وظهر الشاب في الفيديو وهو يصرخ: "وين أروح أنا بيتي انقصف.. مضلش مكان نروح عليه (أين أذهب. قصف بيتي ولم يعد لدينا مكان نذهب إليه)".
وتقع الكنيسة على بعد أمتار من المستشفى الأهلي العربي "المعمداني"، التابع للكنيسة الأسقفية الإنجيلية في القدس، والذي تعرض لـ"قصف إسرائيلي" الثلاثاء، أسفر عن "استشهاد وإصابة المئات من المواطنين"، وفق "وفا".
وتواصل إسرائيل منذ نحو أسبوعين، شن غارات مكثفة على غزة، مخلّفةً آلاف القتلى والجرحى من المدنيين، وتقطع عنها إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية؛ ما أثار تحذيرات محلية ودولية من كارثة إنسانية مضاعفة، بموازاة مداهمات واعتقالات إسرائيلية مكثفة في مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة.
وردا على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته"، أطلقت "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر الجاري، اقتحمت في بدايتها مستوطنات ومواقع عسكرية إسرائيلية في غلاف قطاع غزة.