ما الذي دار خلف الأبواب المغلقة بين بايدن ونتنياهو؟ الرئيس لديه مخاوف وهذا ما يفكر فيه بشأن غزة

عربي بوست
تم النشر: 2023/10/19 الساعة 08:48 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/10/19 الساعة 08:51 بتوقيت غرينتش
الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو/ رويترز

قال مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن، تلقى رسالة مُطابقة من جميع المسؤولين الإسرائيليين الذين التقاهم في تل أبيب تقريباً، وهي أن الحرب في غزة ستستغرق وقتاً، وستمتحن دعم حلفاء إسرائيل لها، بحسب ما ذكره موقع Axios الأمريكي، الخميس 19 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

يأتي ذلك بعد 12 يوماً من الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وأدت إلى أكثر من 3500 شهيد، وسط تزايد حدة الغضب في أوساط العالم العربي، وهو ما تخشاه إسرائيل. 

فبحسب الموقع الأمريكي، فإن أحد أكبر مخاوف إسرائيل هو خسارة الدعم الدولي، وخاصة دعم الولايات المتحدة، والذي حصلت عليه بعد ضربة المقاومة التي شنتها على غلاف قطاع غزة، يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول.

بايدن لديه مخاوف

إلا أن بايدن أيضاً لديه مخاوف أخرى في هذا الشأن. ففي أثناء الاجتماع الذي عقده الرئيس الأمريكي لمدة ساعة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والمحادثة التي أجراها بعد ذلك مع أعضاء حكومة الحرب الإسرائيلية، سأل بايدن عن التوتر المتصاعد بين إسرائيل وحزب الله اللبناني على الحدود بين إسرائيل ولبنان.

بنيامين نتنياهو يستقبل الرئيس الأمريكي جو بايدن لدى وصوله إلى إسرائيل/ رويترز
بنيامين نتنياهو يستقبل الرئيس الأمريكي جو بايدن لدى وصوله إلى إسرائيل/ رويترز

كانت مسألة انضمام حزب الله المدعوم من إيران إلى الحرب من أكثر الأمور التي حظيت باهتمام بايدن منذ اندلاع المعركة الجارية، لأن وقوع هذا الأمر يرجِّح احتمال توسيع الصراع في الشرق الأوسط.

لذلك أرسلت إدارة بايدن منذ الأيام الأولى للحرب رسائل خاصة وعامة إلى حزب الله اللبناني وإيران، تحذرهما من الانضمام إلى القتال، لا سيما وقد قال حزب الله إنه عازم على مساعدة حماس.

وأرسلت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) حاملتي طائرات إلى المنطقة، وعقد مسؤولو البيت الأبيض عدة اجتماعات من أجل التحضير لسيناريو استخدام القوة العسكرية الأمريكية إذا أطلق حزب الله صواريخ على إسرائيل.

بايدن أصرّ على أمر مهم

من جهة أخرى، ألحّ بايدن كذلك على معرفة الاستراتيجية الشاملة للمسؤولين الإسرائيليين في غزة، أي ما هي خطة إسرائيل للقطاع بعد الحرب.

غير أن أعضاء مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي قالوا إنهم لم يصلوا إلى هذه المرحلة بعد، ويركزون الآن على الحملة المضادة لهجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الذي شنته حماس.

وقال مسؤولون إن بايدن حثَّ المسؤولين الإسرائيليين على وضع خطة من أجل الإغاثة الإنسانية للفلسطينيين الأبرياء العالقين وسط حملة جيش الاحتلال الإسرائيلي الرامية إلى القضاء على حماس.

وقال بايدن في خطاب آخر، يوم الأربعاء 18 أكتوبر/تشرين الأول، إنه "بالقياس إلى دولة بحجم إسرائيل، فإن هجوم حماس يعادل 15 هجوماً من هجمات 11 سبتمبر/أيلول" التي شهدتها الولايات المتحدة في عام 2001.

ومع ذلك، حثَّ بايدن الإسرائيليين على عدم "الاستغراق" في الغضب، والتفكير "بوضوح بشأن الأهداف" التي يسعون إليها، لكيلا يرتكبوا الأخطاء التي ارتكبتها الولايات المتحدة بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول. ولعل في هذا إشارة واضحة إلى غزو العراق.

جديرٌ بالذكر أن اثنين من أعضاء مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي -وزير الدفاع السابق بيني غانتس، ورئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي السابق غادي أيزنكوت- قد انضما إلى حكومة نتنياهو من المعارضة بعد هجوم حماس.

ومساعدو بايدن وغانتس يربطهما تعاون وثيق في العمل معاً من قبل، وقال عدة مسؤولين أمريكيين إنهم سعداء بانضمام غانتس وأيزنكوت إلى فريق صنع القرار الإسرائيلي خلال الحرب.

الحرب طويلة وقد تستمر لسنوات!

وقال أحد مساعدي وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، إنه شدد خلال اجتماع مجلس وزراء الحرب مع بايدن، على أن هذه الحرب "ستكون حرباً طويلة وصعبة، وستحتاج إسرائيل فيها إلى دعم الولايات المتحدة مدة طويلة من الزمن".

وقال مسؤول إسرائيلي إن غانتس أخبر بايدن أن مساعي تفكيك حماس "قد تستغرق سنوات".

وقال مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون إن بايدن لم يعارضهم في ذلك، لكنه لفت إلى أن إسرائيل يتعين عليها معالجة الوضع الإنساني في غزة  للحفاظ على الدعم الدولي، لا سيما بعد أن تشرد آلاف الفلسطينيين بسبب القصف الإسرائيلي وأوامر الإخلاء.

إسرائيل تطلب المدد من أمريكا

كذلك فإن من أبرز المسائل التي ناقشها نتنياهو وبايدن هي حزمة المساعدات العسكرية التي طلبتها إسرائيل من الولايات المتحدة، والتي تحتاج إلى موافقة الكونغرس. وقال مسؤولون إسرائيليون إنهم طلبوا مساعدات عسكرية بقيمة 10 مليارات دولار.

وقال نتنياهو إنه اتفق مع بايدن على المضي قدماً في سبيل الحصول على "حزمة مساعدات عسكرية ضخمة وغير مسبوقة" لإسرائيل.

ويعتزم بايدن إلقاء خطاب في المكتب البيضاوي بشأن إسرائيل وأوكرانيا، مساء الخميس 19 أكتوبر/تشرين الأول، خاصة أن موضوع  المساعدات المقدمة للبلدين صار قضية رئيسية بين المتنافسين في سباق الترشح لمنصب رئيس مجلس النواب.

وقال نتنياهو في بيانٍ، بعد مدة وجيزة من مغادرة بايدن إسرائيل متوجهاً إلى واشنطن: "اتفقنا في اجتماعنا اليوم على مجموعة من الإجراءات والخطوات التي تضمن قدرتنا على مواصلة الحرب"، و"اتفقنا على تعاون سيغير المعادلة على كافة الجبهات، ويساعدنا في تحقيق أهدافنا في هذه الحرب".

تحميل المزيد