قال مسؤول إسرائيلي كبير في حديث له إلى رويترز، شريطة عدم الكشف عن هويته الثلاثاء 16 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إن بلاده هاجمت نحو 5000 هدف لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة منذ بدء "طوفان الأقصى"، وزعم أن الاحتلال ألغى "عدداً كبيراً" من الضربات في مسعى لتجنب إيقاع خسائر بشرية في صفوف المدنيين الفلسطينيين، وهو ما يتنافى مع العدد الكبير للشهداء الذين سقطوا في صفوف الفلسطينيين منذ بدء القصف.
حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية يوم الثلاثاء 16 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ارتفاع حصيلة الشهداء في كل من قطاع غزة والضفة الغربية إلى حوالي 3061 قتيلاً و13750 جريحاً.
ولم يوضح المسؤول عدد الضربات الجوية التي ألغيت خلال القصف المتواصل منذ أيام على غزة، مكتفياً بقول إن كل عملية من هذا القبيل "تمت الموافقة عليها على أعلى مستوى" في الجيش الإسرائيلي.
المسؤول الإسرائيلي أضاف أنه في أعقاب التوغلات المدمرة التي نفذتها حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، فإن إسرائيل مصممة على القضاء على هذه الجماعة الإسلامية في غزة "حتى لو استغرق الأمر شهوراً أو سنوات".
ارتفاع حصيلة قتلى إسرائيل في طوفان الأقصى
في إطار موازٍ ارتفعت حصيلة قتلى الجيش الإسرائيلي إلى 302 منذ بداية الحرب مع فصائل فلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. ونشر الجيش على موقعه الإلكتروني، مساء الثلاثاء، أسماء 3 قتلى جدد من جنوده سقطوا في مواجهات مع مسلحين فلسطينيين في منطقة "غلاف غزة".
ومن بين القتلى الـ3، الرائد (احتياط) أوفير ليبشتاين (50 عاماً)، رئيس مجلس "شعار هنيغف" الاستيطاني. وبذلك ارتفعت حصيلة قتلى الجيش الإسرائيلي إلى 302، بعدما وصلت آخر حصيلة معلنة أمس الإثنين إلى 299.
ولليوم الحادي عشر على التوالي، يواصل الجيش الإسرائيلي استهداف قطاع غزة بغارات جوية مكثفة دمّرت أحياء بكاملها، وأسقطت آلاف القتلى والجرحى من المدنيين الفلسطينيين.
مستشار نتنياهو يتحدث عن دعم بايدن لإسرائيل
في سياق متصل، قال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، الثلاثاء، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن "أوضح لأعدائنا أن إسرائيل لن تكون وحدها"، في حال قرروا شن هجوم عليها، بموازاة مواجهاتها المستمرة مع فصائل فلسطينية.
وخلال مؤتمر صحفي، تابع هنغبي أن "الرئيس بايدن وجّه في بداية المعركة بتزويد الجيش الإسرائيلي بجميع احتياجات الحرب على الفور. أكبر حاملة طائرات موجودة هنا، وأخرى في طريقها إلى الخليج"، وفقاً لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
وأضاف: "الرئيس بايدن أوضح لأعدائنا أنه إذا خطر على بالهم الانضمام إلى الهجوم ضد مواطني إسرائيل، فسيحدث تدخل أمريكي، وإسرائيل لن تكون وحدها".
ولم يسمّ هنغبي هؤلاء "الأعداء"، لكن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قال الإثنين إن جماعة "حزب الله" اللبناني "قد تشن هجوماً وقائياً ضد إسرائيل في الساعات المقبلة".
وحتى مساء الثلاثاء، بلغ عدد ضحايا الفلسطينيين نحو 3 آلاف قتيل و12500 جريح في غزة، و61 قتيلاً و1250 جريحاً في الضفة الغربية، بحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة الفلسطينية.
وتستمر إسرائيل في شن غارات مكثفة على غزة، وتقطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية عن القطاع؛ ما أثار تحذيرات محلية ودولية من كارثة إنسانية مضاعفة، بموازاة مداهمات واعتقالات إسرائيلية مكثفة في مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة.
وبحسب مصادر رسمية إسرائيلية، قتلت "حماس" أكثر من 1300 إسرائيلي وأصابت 4229 وأسرت 199 آخرين، بينهم عسكريون برتب كبيرة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 5 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.
وحتى قبل الحرب الراهنة، يعاني سكان غزة، وهم نحو 2.2 مليون فلسطيني، من أوضاع معيشية متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في 2006.