قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، الثلاثاء 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إن استقبال اللاجئين يُعد خط أحمر، مشيراً بذلك إلى مساعي إسرائيل لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، محذراً من مخاطر توسع الحرب التي يشنها الاحتلال على القطاع، التي دخلت اليوم الثلاثاء يومها الحادي عشر.
جاءت تصريحات العاهل الأردني خلال مؤتمر صحفي مع المستشار الألماني أولاف شولتز، وقال فيها: "استقبال اللاجئين خط أحمر، لا لاجئين في الأردن، ولا لاجئين في مصر"، مضيفاً أن "خطر توسع الحرب في غزة حقيقي وعواقبه وخيمة".
كان وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، قد حذر السبت 14 أكتوبر/تشرين الأول 2023، من أن أي تحرك من إسرائيل لفرض تهجير جديد على الفلسطينيين سيدفع المنطقة كلها نحو "الهاوية"، وذلك في وقت أثارت الدعوات لإنشاء ممر إنساني للفلسطينيين في غزة ردود فعل حادة من الدول العربية المجاورة.
من جانبه، نقل موقع صحيفة "الغد" الأردنية عن الصفدي قوله عقب لقائه وزيرة الخارجية الكندية، ميلاني جولي، إن "تهجير الفلسطينيين خط أحمر، وسنتصدى له، وإن الحرب المستعرة على غزة يجب أن تتوقف".
في موقف مشابه للأردن، كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد أعرب الإثنين، 16 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عن رفضه تعريض المدنيين في قطاع غزة لعقاب جماعي بالحصار أو التهجير.
جاء ذلك خلال استقباله وزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونا، بحضور نظيرها المصري سامح شكري، بحسب بيان للرئاسة المصرية، ووفق البيان المصري "تم التوافق بشأن خطورة الموقف الحالي وتهديده لأمن واستقرار المنطقة، وضرورة العمل على الحيلولة دون اتساع دائرة النزاع، فضلاً عن حماية المدنيين ومنع استهدافهم واحترام القانون الدولي الإنساني".
تعكس هذه المخاوف العربية، أن الحرب بين فصائل المقاومة وإسرائيل قد تؤدي إلى موجة جديدة من النزوح الدائم من الأراضي التي يريد الفلسطينيون بناء دولتهم المستقبلية عليها.
من جانبه، طالب المستشار الألماني شولتز، خلال لقائه مع الملك عبد الله، اليوم الثلاثاء، بالحيلولة دون حدوث تصعيد في الشرق الأوسط، وحذر "حزب الله وإيران" من التدخل في الصراع بين إسرائيل وفصائل المقاومة في قطاع غزة.
وفجر 7 أكتوبر/تشرين الأول أطلقت "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
خلال العملية أسرت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى "عشرات الإسرائيليين، بينهم جنود وضباط"، خلال عملية تسلل واسعة النطاق لمستوطنات غلاف غزة، وفق ما أعلنت الحركة حينها.
أسفرت العملية عن مقتل 1300 في إسرائيل، وردت تل أبيب بإطلاق عملية سمّتها "السيوف الحديدية" ضد قطاع غزة، وتُشير أحدث إحصائية لوزارة الصحة في غزة إلى أن عدد الشهداء في القطاع وصل إلى 2778 شهيداً و9938 جريحاً، ويعاني سكان قطاع غزة، الذي قطعت عنه إسرائيل مؤخراً المياه والكهرباء والوقود، من أوضاع معيشية متدهورة للغاية، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في 2006.