واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه العنيف على مناطق متفرقة في قطاع غزة، ليل الأحد الإثنين 16 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ما تسبب في سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى، فيما حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" من نفاد احتياطيات الوقود في جميع مستشفيات قطاع غزة خلال 24 ساعة فقط.
ولليوم العاشر على التوالي، لا يزال قطاع غزة تحت وطأة قصف عنيف للغاية، وأفاد شهود عيان لوكالة الأناضول، بسقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى من طواقم الدفاع المدني والإسعاف كانوا في طريقهم بشارع الجلاء بغزة لإنقاذ المصابين.
من جانبها قالت مصادر طبية إن "سيدة استشهدت وأصيب 6 أطفال جراء القصف الإسرائيلي على منطقة قيزان النجار في خان يونس جنوب غزة".
كذلك شن جيش الاحتلال غارات مكثفة على الأحياء الشرقية لمدينة غزة وحي الزيتون (جنوب) والشجاعية (شرق) وشمال غرب المدينة، وطال القصف أيضاً حي التفاح شمال شرقي غزة، ما أوقع إصابات، فيما أطلقت قنابل ضوئية في أجواء شمال قطاع غزة.
كما استهدف القصف العنيف من جيش الاحتلال الطرق الرئيسية في قطاع غزة الذي ينتشر فيه الدمار على نطاق واسع بسبب القصف.
يأتي هذا فيما تعاني مستشفيات غزة من نفاد إمكانياتها الطبية، وسط استمرار الاحتلال في منع إدخال المواد الطبية إليها لمعالجة الشهداء والجرحى.
في هذا الصدد، حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، الأحد 15 أكتوبر/تشرين الأول 2023، من نفاد احتياطيات الوقود في جميع مستشفيات قطاع غزة خلال 24 ساعة فقط.
أضاف المكتب في تقريره اليومي حول الأوضاع في قطاع غزة، أن توقف المولدات الاحتياطية سيعرض حياة آلاف المرضى للخطر.
كذلك حذرت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة لين هاستينغز، من خطورة الوضع "اللاإنساني" غير المسبوق في غزة ونفاد الإمدادات الأساسية.
هاستينغز قالت في بيان إن المياه المتوفرة لدى المنظمة الأممية لمساعدة السكان ستنفد إما غداً أو بعد غد على الأكثر، داعية إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية.
أضافت المسؤولة الأممية: "نتوقع ألا يكون لدينا ماء بحلول الإثنين أو الثلاثاء، الماء ما زال مقطوعاً، وما نحتاجه هو استئناف إمدادات المياه لملء الآبار على الأقل في جنوب غزة، ويجب أن يحدث هذا على الفور".
اعتبرت هاستينغز أن "الأمر يتعلق بفقدان إنسانيتنا، إذا سمح المجتمع الدولي باستمرار الوضع الحالي، ما نشهده الآن هو ببساطة غير إنساني".
وسط هذا الوضع المأساوي، لا يجد سكان القطاع مكاناً آمناً من أجل النزوح إليه، بحسب ما أكدته منظمة العفو الدولية (أمنيستي)، التي أشارت إلى استهداف إسرائيل لقوافل النازحين من شمال القطاع إلى جنوبه.
على حسابها في منصة "إكس" شددت منظمة العفو الدولية على عدم إمكانية تنفيذ التحذيرات التي ألقتها إسرائيل في سماء غزة، بشأن ترك المدنيين شمالي القطاع.
كانت قوافل النازحين من شمال قطاع غزة لجنوبها هدفاً للجيش الإسرائيلي، وفي وقت سابق أكد سلامة معروف رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، للأناضول، حدوث "مجزرة جديدة يرتكبها الاحتلال بحق ثلاث قوافل للمواطنين، في مواقع مختلفة على شارعي صلاح الدين والرشيد، ممن حاولوا الوصول لجنوب وادي غزة، بحسب طلب جيش الاحتلال".
أضاف: "هذه المجزرة خلفت حتى اللحظة وفي حصيلة أولية 70 شهيداً جلهم أطفال ونساء، وأكثر من 200 إصابة".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، يواصل الجيش الإسرائيلي شن غارات على غزة؛ ما أدى إلى استشهاد 2670 فلسطينياً، وإصابة 9600 آخرين، بحسب وزارة الصحة في غزة.
فيما أسفرت العملية التي أطلقتها "حماس" تحت اسم عملية "طوفان الأقصى" عن مقتل أكثر من 1300 إسرائيلي وإصابة 3715 وأسر ما يزيد عن 150 آخرين، وفقاً لمصادر رسمية إسرائيلية.