انتقد وزير الخارجية الإيطالي، أنتونيو تاياني، الأحد 15 أكتوبر/تشرين الأول 2023، منع فرنسا عدة تظاهرات مؤيدة للفلسطينيين خلال الأيام الأخيرة، واصفاً القرار بـ"غير العادل"، لا سيما أنه ليست هناك أي مؤشرات يمكن أن تؤدي إلى أي اضطرابات، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وقال تاياني لراديو "آر تي إل 102.5″، منتقداً باريس: "فرنسا تتخذ خياراتها الخاصة، لكن حظر التظاهرات في بلد ديمقراطي عندما لا تكون تظاهرات عنيفة، لا يبدو لي قراراً عادلاً، إذا لم يكن هناك مؤشر إلى أن التظاهرات يمكن أن تتدهور".
هذا، وأشار تاياني الذي يشغل منصب نائب رئيس الوزراء أيضاً، إلى أن "احتجاجات سلمية تجري في الولايات المتحدة، وهي الدولة الأكثر التزاماً بالدفاع عن الإسرائيليين، وضمن ذلك عبر وجود قوة بحرية لها (في شرق المتوسط)، كما نُظّمت احتجاجات في المملكة المتحدة".
وأضاف تاياني: "عندما تصبح الاحتجاجات عنيفة، فهذه قضية أخرى، وعندما تكون هناك تهديدات أمنية، فهذه قضية أخرى".
يذكر أن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، أمر الخميس، بحظر منهجي لـ"التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين، لأنها من المحتمل أن تؤدي إلى اضطرابات في النظام العام".
ورغم الحظر المعلن، تظاهر السبت المئات في ساحة الجمهورية بباريس؛ للتنديد بالقصف الإسرائيلي المستمر على غزة.
وردد المحتجون هتافات بينها "إسرائيل قاتلة" و"ماكرون متواطئ"، في إشارة إلى تصريحات الرئيس الفرنسي الداعمة للهجوم الإسرائيلي الواسع النطاق على غزة إثر عملية "طوفان الأقصى" التي بدأتها المقاومة الفلسطينية السبت الماضي.
كما رفع المحتجون لافتات كتب على بعضها "إسرائيل مجرمة"، ورفعوا الأعلام الفلسطينية، واستخدمت قوات الأمن الفرنسية الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لتفريق المتظاهرين.
كما خرجت مظاهرات في مدن فرنسية أخرى، منها ليون ومارسيليا تضامناً مع الشعب الفلسطيني، وأفادت تقارير باستخدام الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.
وأعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، دعمه لإسرائيل ودعاها إلى "رد قوي وعادل" على عملية "طوفان الأقصى"، وحث الفرنسيين على البقاء متّحدين والامتناع عن أي تحركات قد تثير اضطرابات في فرنسا على خلفية المواجهة الحالية بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية.
وإضافة إلى حظر المظاهرات الداعمة للشعب الفلسطيني، شددت السلطات الفرنسية إجراءات الأمن حول مئات المواقع، بينها مدارس ومعابد يهودية.