قال البيت الأبيض في بيان يوم السبت 14 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن أكد مجدداً على دعم أمريكا الراسخ لإسرائيل خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. في حين أدان بايدن هجوم المقاومة على إسرائيل، وذلك في مكالمة له كذلك مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
أضاف البيت الأبيض "ناقش الرئيس بايدن مع رئيس الوزراء نتنياهو التنسيق الأمريكي مع الأمم المتحدة ومصر والأردن وإسرائيل وآخرين في المنطقة لضمان حصول المدنيين الأبرياء على الماء والغذاء والرعاية الطبية". وتابع أن "الرئيس بايدن أكد دعمه لكافة الجهود المبذولة والرامية لحماية المدنيين".
اتصال هاتفي بين بايدن وعباس
في سياق متصل، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، السبت، لنظيره الأمريكي جو بايدن، إن السلام والأمن في المنطقة يتحققان بتنفيذ حل الدولتين، مشيراً إلى ضرورة السماح بفتح ممرات إنسانية عاجلة في قطاع غزة. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه عباس من بايدن، وفق وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا".
وأكد عباس أن "السلام والأمن في منطقتنا يتحققان من خلال تنفيذ حل الدولتين المستند لقرارات الشرعية الدولية، واستعداد الجانب الفلسطيني للعمل من أجل تحقيق هذا الهدف، وضرورة وقف جميع الاعتداءات واحترام القانون الدولي الإنساني في ما يجري بقطاع غزة".
وشدد "على ضرورة السماح بفتح ممرات إنسانية عاجلة في قطاع غزة، وتوفير المواد الأساسية والمستلزمات الطبية، وإيصال المياه والكهرباء والوقود للمواطنين هناك، والرفض الكامل لتهجير أبناء شعبنا من قطاع غزة".
ودعا إلى "ضرورة وقف اعتداءات المستوطنين ضد أبناء شعبنا في المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية، ووقف اقتحامات المتطرفين للمسجد الأقصى المبارك التي تتسبب بتصعيد الأوضاع".
عباس يرفض قتل المدنيين
كما أكد الرئيس الفلسطيني "رفضه الممارسات التي تتعلق بقتل المدنيين أو التنكيل بهم من الجانبين"، داعياً "لإطلاق سراح المدنيين والأسرى والمعتقلين".
وجدد "التأكيد على نبذ العنف والتمسك بالشرعية الدولية والمقاومة الشعبية السلمية والعمل السياسي طريقاً لتحقيق أهدافنا الوطنية في الحرية والاستقلال".
وقدم عباس شكره لبايدن "على اهتمامه ودوره وجهود إدارته في السعي من أجل تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة". وشدد على "استعداد الجانب الفلسطيني للانخراط في تحقيق السلام العادل والشامل في منطقتنا بأسرع وقت ممكن". وتابع أن "الأمن والسلام يتحققان من خلال إعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة كاملة، وضرورة الذهاب للحل السياسي وتنفيذ حل الدولتين المبني على الشرعية الدولية والحرية والاستقلال لشعبنا في دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967".
في الوقت نفسه، قال البيت الأبيض إن بايدن أعطى تفصيلاً عن الجهود الرامية لمنع اتساع رقعة الصراع والحاجة إلى الحفاظ على الاستقرار في الضفة الغربية خلال مكالمة مع عباس. كذلك قال البيت الأبيض إن بايدن أدان هجوم حماس على إسرائيل خلال مكالمة مع عباس.
القسام تكشف عن قذيفة جديدة
في سياق متصل، كشفت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" الفلسطينية، مساء السبت، عن قذيفة مضادة للدروع محلية الصنع دخلت الخدمة في معركة "طوفان الأقصى" مع إسرائيل. وقالت الكتائب في فيديو بثته عبر قناتها على تليغرام: "القسام تكشف عن قذيفة الياسين محلية الصنع، المضادة للدروع من عيار 105 ملم".
وأضافت أن "القذيفة ترادفية ذات قدرة تدميرية عالية، ودخلت الخدمة خلال معركة طوفان الأقصى". وتابعت في فيديو آخر مرفق برسالة قالت فيها: "رسالة إلى القوات البرية (في إشارة إلى الجيش الإسرائيلي).. هذا ما ينتظركم عند دخولكم غزة".
الاحتلال يستعد لعملية برية في غزة
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه الجيش الإسرائيلي، في بيان رسمي له السبت، 14 أكتوبر/تشرين الأول 2023، استعداده "لتوسيع دائرة الهجوم" ضد قطاع غزة، بعد نشر قواته في جميع المناطق، تمهيداً لتنفيذ "عملية برية واسعة". وقال الجيش الإسرائيلي: "نستعد لتوسيع دائرة الهجوم، تنتشر الكتائب المختلفة وقوات جيش الدفاع في كافة أنحاء البلاد، استعداداً لرفع مستوى الجاهزية، وتمهيداً للمراحل المقبلة من الحرب، ولا سيما العملية البرية الواسعة".
أضاف البيان: "تتأهب قوات جيش الدفاع الإسرائيلي، بناءً على مجهود لوجستي واسع النطاق وبعد إنجاز إجراءات تعبئة مئات الآلاف من جنود الاحتياط، لتنفيذ الخطط العملياتية الهجومية على اختلاف أنواعها، بما فيها الاستعداد للهجمات المتكاملة والمتزامنة جواً وبحراً وبراً".
الجيش الإسرائيلي قال كذلك في بيانه: "في الوقت ذاته، يعمل ذراع البر وهيئة الشؤون التكنولوجية واللوجستية على إعداد قوات جيش الدفاع تمهيداً لتوسيع رقعة القتال". وزاد: "وفي إطار هذه الاستعدادات أنشأت الهيئة مراكز لوجستية أمامية من أجل تمكين القوات المقاتلة من التزوّد بشكل سريع ومناسب بكل ما يلزمها".
وفجر 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
في المقابل، بدأ الجيش الإسرائيلي حرباً على غزة تحت اسم عملية "السيوف الحديدية"، ويسعى الآن لتهجير أكثر من مليون شخص من الجزء الشمالي للقطاع، ما قوبل باستنكار محلي ودولي واسع وُصف بـ"التهجير القسري الثاني للفلسطينيين"، بعد تهجيرهم عقب إقامة دولة إسرائيل على أراضي فلسطين التاريخية.