نشر عشرات الفلسطينيين مساء الجمعة 13 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وصاياهم على وسائل التواصل الاجتماعي مع تواصل القصف العنيف لمنازل المدنيين في قطاع غزة لليوم السابع على التوالي، فيما أعلنت مصر رفضها لتهديد الاحتلال للفلسطينيين ودعوتهم للرحيل عن منازلهم في شمال قطاع غزة.
واليوم الجمعة، طلب الأشخاص في وصاياهم العفو ممن أساءوا إليهم في حال حدث لهم مكروه، مؤكدين أنهم لم يكتبوا هذه الرسائل لأنهم خائفون من الموت.
من بين هؤلاء، إيهاب سليمان الذي نشر على "فيسبوك" رسالةً مفادها: "إبراءً للذمة: من كان له عندي مظلمة أو دين أو كنت قد قصرت في حقه أو أسأت له يوماً، فليخبرني بها أو يتكرم بالعفو عني لوجه ﷲ تعالى.. والله لا نهاب المنون، فما فاز إلا الشهيد (..)".
فيما قال رزق الجوجو في منشوره: "إبراء للذمة: أرجوكم.. من كان له عندي مظلمة أو دين أو كنت قد قصرت في حقه أو أسأت له يوماً فليخبرني بها أو يتكرم بالعفو عني لوجه ﷲ! فنحن بين يديه تعالى! ونستودعه أرواحنا وبيوتنا وأهلينا ومن نحب! أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله".
ولوحظ أن بعض الأشخاص ممن نشروا وصاياهم لم يشاركوا منشورات أخرى بعد رسائل الوصية.
والخميس، ذكرت قناة 14 الإسرائيلية في تقرير على موقعها، أن "الجهاز الأمني يستعد لدخول بري إلى قطاع غزة، لكنه ينتظر موافقة المستوى السياسي"، وأشارت القناة الإسرائيلية إلى أنّه "في حال تمت الموافقة على الدخول البرّي، فإن القوات الإسرائيلية مستعدة للبقاء هناك لعدة أشهر".
ويواصل الجيش الإسرائيلي لليوم السابع على التوالي قصف المدنيين في غزة مخلفاً آلاف القتلى والجرحى، فضلاً عن تدمير الأبراج والمباني السكنية والممتلكات العامة والخاصة والبنية التحتية والتسبب فنزوح جماعي، فضلاً عن قطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والمرافق الأساسية الأخرى عن القطاع..
تحركات دبلوماسية
من جانبه، قال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، إن نصف غزة يتعرض للتدمير، مشيراً إلى عمل الدوحة على وقف الأعمال العسكرية بين إسرائيل والفلسطينيين.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، بالدوحة، تزامناً مع تصاعد القصف الإسرائيلي المكثف على قطاع غزة لليوم السابع على التوالي.
وقال وزير الخارجية القطري: "نصف غزة يتعرض للتدمير، ويجب توفير الحماية للمدنيين والسماح بإيصال المساعدات"، بحسب ما بثته قناة "الجزيرة" القطرية.
وأكد أن "قطر تعمل من أجل وقف الأعمال العسكرية وعودة المدنيين في غزة إلى بيوتهم".
وفي وقت سابقٍ الجمعة، التقى بلينكن مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في العاصمة الأردنية عمان، قادماً من إسرائيل، بعد أن التقى نظيره الإسرائيلي إيلي كوهين، ضمن جولته في المنطقة التي تهدف إلى تأكيد دعم واشنطن لإسرائيل.
في السياق، وصل وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى العاصمة المصرية القاهرة، الجمعة، في زيارة رسمية تلبية لدعوة من نظيره سامح شكري.
وكان في استقبال فيدان بمطار القاهرة، مسؤولون مصريون، والسفير التركي صالح موطلو شن، وسيجري فيدان مباحثات رسمية في إطار الزيارة التي تستغرق يومين.
فيما أعلنت مصر رفض دعوات إسرائيل لسكان غزة إلى المغادرة جنوباً، محذرة من "تبعات خطيرة".
جاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية، رداً على دعوة الجيش الإسرائيلي سكان مدينة غزة إلى إخلاء منازلهم والتوجه جنوباً "من أجل سلامتهم الشخصية"، في وقت سابقٍ الجمعة.
وأصدرت الخارجية المصرية بياناً بعنوان: "مصر ترفض الدعوات الموجهة من الجيش الإسرائيلي لسكان قطاع غزة بمغادرة منازلهم والاتجاه جنوباً".
وحذرت في البيان ذاته من "مطالبة الجيش الإسرائيلي سكان قطاع غزة وممثلي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في القطاع، بمغادرة منازلهم خلال 24 ساعة والتوجه جنوباً".
وأكدت مصر أن هذا الإجراء يعد "مخالفة جسيمة لقواعد القانون الدولي الإنساني".
ولفتت إلى أن هذا الإجراء "سيعرض حياة أكثر من مليون مواطن فلسطيني وأسرهم لمخاطر البقاء في العراء دون مأوى في مواجهة ظروف إنسانية وأمنية خطيرة وقاسية، فضلاً عن تكدس مئات الآلاف في مناطق غير مؤهلة لاستيعابهم".
وطالبت مصر "الحكومة الإسرائيلية بالامتناع عن القيام بمثل تلك الخطوات التصعيدية؛ لما سيكون لها من تبعات خطيرة على الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة".
وتابعت: "في ضوء ما هو مقرر من إحاطة الأمم المتحدة لمجلس الأمن يوم الجمعة بشأن هذا التطور الخطير، طالبت مصر مجلس الأمن بالاضطلاع بمسؤوليته لوقف هذا الإجراء".
ودعت مصر في البيان ذاته "الأمم المتحدة، والأطراف الفاعلة دولياً إلى التدخل؛ للحيلولة دون مزيد من التصعيد غير محسوب العواقب في قطاع غزة".
من جانبه، قال البيت الأبيض إن دعوة إسرائيل أكثر من مليون شخص في قطاع غزة إلى المغادرة باتجاه المناطق الجنوبية "أمر صعب".
وأضاف متحدث مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، في مقابلة مع قناة MSNBC: "مهمة إجلاء أكثر من مليون شخص في قطاع غزة إلى الجنوب ستكون صعبة، نظراً للكثافة السكانية فيها، ونظراً لأنها مسرحاً للقتال".
وأوضح المسؤول الأمريكي: "هناك قنابل تتساقط، وغارات تحدث.. وهذا يعني نقل عدد كبير من الناس خلال فترة زمنية قصيرة للغاية".
وأشار كيربي إلى أن الجيشين الأمريكي والإسرائيلي يدركان "التحدي هناك".
واستطرد قائلاً: "نفهم ما يحاولون (الجيش الإسرائيلي) القيام به، محاولة عزل السكان المدنيين عن حماس، التي هي هدفهم الحقيقي".
من جهته، قال متحدث الأمم المتحدة ستيفان دوغاريك، في بيان، الخميس، إن الجيش الإسرائيلي أبلغ الأمم المتحدة "أن جميع سكان غزة شمال وادي غزة يجب أن ينتقلوا إلى جنوب غزة خلال الـ24 ساعة القادمة".
وصباح الجمعة، طلب الجيش الإسرائيلي من سكان مدينة غزة إخلاء المنطقة والتوجه إلى جنوب القطاع، ما قوبل باستنكار محلي ودولي واسع ووُصف بـ"التهجير القسري الثاني للفلسطينيين"، بعد تهجيرهم عقب إقامة دولة إسرائيل على أراضي فلسطين التاريخية.
وفجر السبت، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، لا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".