يتواصل العدوان الإسرائيلي على غزة لليوم السادس على التوالي؛ ما تسبب في استشهاد 1417 فلسطينياً، وفق ما أعلنته وزارة الصحة في القطاع، الخميس 12 أكتوبر/تشرين الأول، وارتكب الاحتلال 30 مجزرة بحق سكان غزة التي تعيش وضعاً صحياً بات وشيكاً على الانهيار.
حيث قالت وزارة الصحة بقطاع غزة، في بيان: "ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي لليوم السادس إلى 1417 شهيداً، من بينهم 447 طفلاً و248 سيدة، و6268 مصاباً بجراح مختلفة".
عدوان متواصل على غزة
فيما تواصل المقاتلات الحربية الإسرائيلية، الخميس، شنّ غاراتها على مناطق متفرقة من القطاع لليوم السادس على التوالي، أسفرت عن دمار هائل بالمقدرات المدنية، وخسائر كبيرة بالأرواح، ونزوح مئات الآلاف من السكان.
حيث أفاد مسؤول حكومي فلسطيني في قطاع غزة، الخميس، بأن إسرائيل ارتكبت قرابة 30 مجزرة ضد عائلات فلسطينية خلال حربها على القطاع منذ السبت الماضي، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول.
إذ قال سلامة معروف، رئيس المكتب الإعلامي الحكومي: "ارتكب الاحتلال قرابة 30 مجزرة ضد العائلات، تسببت في استشهاد مئات، جُلُّهم من النساء والأطفال، آخرها بحق عائلة شهاب وراح ضحيتها 31 شهيداً وعشرات الجرحى".
أضاف المسؤول الفلسطيني: "دمر الاحتلال 752 مبنى سكنياً بواقع 2835 وحدة (شقة) هُدمت بشكل كلي، و32000 وحدة تضررت أضراراً بليغة، منها 1791 وحدة غير صالحة للسكن، بينما تم تدمير 42 مقراً حكومياً وعشرات المرافق والمنشآت العامة".
أوضاع كارثية في القطاع
بينما حذر مسؤول حكومي بغزة من أوضاع كارثية يعيشها القطاع، مع وصول نسبة النقص في كمية المياه "لنحو 90%"؛ بسبب الحصار المشدد الذي تفرضه إسرائيل منذ السبت.
الناطق الإعلامي لبلدية غزة حسني مهنا، قال لوكالة الأناضول إن "استهداف البنى التحتية الحيوية في غزة أسهم في تدهور الوضع الإنساني والمعيشي لسكان القطاع". وأوضح أن "الاحتلال الإسرائيلي دمر العديد من آبار المياه ومحطات التحلية، وقطع خطوط ممتدة من الداخل المحتل (إسرائيل)".
أضاف أن "انقطاع التيار الكهربائي وعدم وجود وقود يحولُ دون إمداد السكان بالمياه". وتابع: "نسبة النقص في كمية المياه وصلت لنحو 90 بالمئة بسبب توقف وصول المياه من خط ميكروت من الداخل (إسرائيل) ومحطة تحلية مياه البحر، وعدم توفر الكهرباء والوقود اللازم لتشغيل آبار المياه، وكذلك قصف وتدمير آبار".
كما طالب مهنا المجتمع الدولي بـ "تحمل مسؤولياته تجاه القطاع الذي يعيش أوضاعاً كارثية بفعل الحرب".
بدوره، قال الفلسطيني مفيد حسن (45 عاماً) للأناضول، إنهم يعانون "حصاراً هو الأشد على الإطلاق"، داعياً العالم للتحرك بشكل عاجل والوقوف مع أهالي غزة.
كما اشتكى حسن من أزمة كبيرة في المياه الصالحة للشرب والمياه المخصصة للاستعمالات المنزلية، قائلاً: "نريد أن نشرب المياه، وأن نذهب إلى دورات المياه". ولفت إلى أن "الكهرباء والمياه مقطوعة بشكل كامل منذ اليوم الثاني (الأحد) للحرب على غزة".
شرط الاحتلال لفك الحصار
من جهته، قال الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، إنه لن تكون هناك هدنة إنسانية في حصاره لقطاع غزة قبل تحرير جميع رهائنه، وذلك بعدما ناشدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر السماحَ بمرور إمدادات الوقود للحيلولة دون تحوُّل المستشفيات المكتظة إلى "مشارح".
حيث قالت هيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان) إن حصيلة القتلى الإسرائيليين تجاوزت 1300 منذ يوم السبت، فيما تمكنت حركة حماس من احتجاز عشرت الأسرى من الإسرائيليين والأجانب إلى قطاع غزة. وتقول إسرائيل إنها حددت هوية 97 منهم.
ردَّ الاحتلال بفرض حصار شامل على القطاع الذي يقطنه 2.3 مليون نسمة، كما نفذت طائراته الحربية أعنف حملة قصف في تاريخها ودمرت أحياء بكاملها.