دوت صفارات الإنذار في جميع مدن الجليل شمال فلسطين المحتلة، مساء الأربعاء 11 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وسط أنباء أولية تحدثت عن تسلل طائرات شراعية، وأخرى مسيرة من جنوب لبنان، وذلك في اليوم الخامس من معركة "طوفان الأقصى".
وأوردت وسائل إعلام إسرائيلية في البداية أنباء عن "تسلل" مقاتلين من لبنان، تزامناً مع دوي صفارات إنذار في عكا والكرمل والجليل.
فيما طالبت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية، سكان المناطق الشمالية، بالاحتماء داخل الملاجئ، إثر "هجوم واسع النطاق"، وشملت التحذيرات سكان الجليل والجولان المحتل ومنطقة "خط المواجهة".
كما دوت صفارات إنذار في "معالوت ترشيحا" على الحدود مع لبنان، خشية تسلل مقاتلين. وفي وقت لاحق، أعلنت قيادة الجبهة الداخلية عن إلغاء التحذير.
من جانبه، ذكر رئيس مجلس الجليل الأعلى غيورا زالتس، أن طائرات شراعية مأهولة شوهدت تدخل من لبنان، وطلب من جميع السكان أن يتحصنوا في منازلهم، وفق "يديعوت أحرونوت".
وقالت شرطة الاحتلال إنه في أعقاب "اختراق عدد من الطائرات المشبوهة لأجواء الشمال، تقوم الشرطة بالتعاون مع القوات الأمنية بعمليات بحث عن مشتبه بهم في المنطقة"؛ وطالبت "كافة السكان في المناطق التي تطلق فيها صفارات الإنذار، بالتواجد في الملاجئ والأماكن المحمية. والامتثال لتعليمات قوات الأمن".
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي في وقت لاحق إنه "يجري مسحاً من الأرض ومن الجو" في أعقاب "التقارير عن اختراق المجال الجوي من الأراضي اللبنانية"، مشيراً إلى أنه لم يرصد حتى الآن "سقوط في الأراضي الإسرائيلية ولم يبلغ عن وقوع إصابات".
وفي بيان لاحق، قال الجيش الإسرائيلي "إنه لم يعثر حتى هذه اللحظة على أي طائرة مسيرة شمال فلسطين المحتلة، وما زال يجري عمليات تفتيش في الجو والأرض".
التطورات في الشمال
وفي وقت سابق الأربعاء، أطلق الجيش الإسرائيلي نيران مدفعيته نحو جنوب لبنان، بعد وقت قصير من إطلاق صاروخين من الأراضي اللبنانية باتجاه بلدات شمال إسرائيل، في عملية تبناها لاحقاً "حزب الله".
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان (حكومية)، الأربعاء، بانطلاق صفارات الإنذار في مراكز "يونيفيل" في البلدات التي يستهدفها القصف الإسرائيلي، مشيرة إلى أن "طائرات مسيّرة معادية (إسرائيلية) تشارك في القصف على محيط القطاع الغربي، ورشاشات المقاومة (حزب الله) تتصدى لها مع تجدد القصف على محيط (بلدة) مروحين".
وجاء التصعيد على جبهة شمال إسرائيل عقب عملية "طوفان الأقصى" التي بدأتها حركة حماس السبت، وسط تحذيرات دولية من توسع المواجهات إلى الجبهة اللبنانية الإسرائيلية في ظل تمركز جماعة "حزب الله" في المناطق الحدودية.
يُذكر أنه فجر السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أطلقت "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة لليوم الخامس توالياً على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.
يُشار إلى أنه حتى الأربعاء 11 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وصل عدد القتلى في إسرائيل جراء عملية "طوفان الأقصى"، إلى 1200 شخص، وردّت إسرائيل على العملية التي أعلنتها المعارضة، بتنفيذ قصف واسع للغاية وعنيف على قطاع غزة.
بحسب أحدث إحصائية لوزارة الصحة في غزة، فإن عدد الشهداء في غزة وصل، اليوم الأربعاء، إلى 1055 فلسطينياً، وإصابة 5184 آخرين.