قالت وزارة الداخلية في غزة، مساء الثلاثاء 10 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إن الطائرات والمدفعية الإسرائيلية "تدمر حي الكرامة شمال غرب غزة بسيل من الغارات المتواصلة"، مشيرة إلى أن سيارات الإسعاف غير قادرة على الوصول للجرحى في الحي بفعل كثافة الغارات وتدمير الطرق.
وقال إياد البزم، المتحدث باسم الوزارة في بيان مقتضب، إن "القصف الإسرائيلي خلف عدداً من الشهداء والجرحى"، وأضاف: "طائرات الاحتلال ومدفعيته تقوم بتدمير حي الكرامة شمال غرب مدينة غزة بسيل من الغارات المتواصلة".
وأشار البزم إلى تعذر وصول مركبات الدفاع المدني والإسعاف إلى منطقة القصف الإسرائيلي "بفعل كثافة الغارات الإسرائيلية وتدمير الطرق المؤدية".
في ضوء ذلك، نقلت "الأناضول" عن شهود عيان من مكان القصف قولهم إن "المنطقة تتعرض لإبادة بعشرات الغارات الإسرائيلية التي شكلت حزاماً نارياً واسعاً، وطالت المنشآت السكنية والطرق".
وقال محمد الداية أحد سكان المنطقة، إن "القصف الذي تشهده المنطقة شديد جداً" مضيفاً: "حرقونا حرقاً"، وناشد الداية الجهات المعنية "العمل من أجل محاولة إدخال مركبات الإسعاف لإجلاء المصابين والقتلى، وإنقاذ المدنيين من النساء والأطفال".
من جانبها، قال الدفاع المدني في غزة إن أعداداً كبيرة من المواطنين "لا تزال تحت أنقاض المنازل التي دمرتها طائرات الاحتلال في القطاع".
أضاف: "طواقمنا عاجزة عن التعامل مع الكم الهائل من البيوت المدمرة في القطاع"، مشيراً إلى أن طواقمه كذلك لا تمتلك آليات ثقيلة كافية لإخراج العالقين تحت الأنقاض؛ ما ينذر بارتفاع عدد الضحايا".
الاحتلال يقصف غزة بالفسفور الأبيض
في وقت سابق الثلاثاء، قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، الثلاثاء 10 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إن إسرائيل "استخدمت الفوسفور الأبيض في قصف مناطق مكتظة بالسكان داخل قطاع غزة"، مرفقة ذلك بمقطع فيديو عبر منصة "إكس"، في حين ارتفع عدد شهداء غارات الاحتلال على القطاع إلى 900 وإصابة 4250 آخرين.
وأكدت الوزارة أن "الاحتلال الإسرائيلي يستخدم الفسفور الأبيض المحرم دولياً ضد الفلسطينيين، في منطقة الكرامة شمال غزة".
من جهته، نشر مؤسس ومدير المرصد الأوروبي لحقوق الإنسان رامي عبده، عبر منصة "إكس"، مقطع فيديو لما قاله إنه استخدام الفسفور، وكتب: "القوات العسكرية الإسرائيلية تستخدم أسلحة الفوسفور الأبيض السام على المناطق المكتظة بالسكان شمال غرب مدينة غزة".
وفي تقارير سابقة، ذكرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن الاحتلال استخدم الفوسفور الأبيض في عدة حروب وخاصة في قطاع غزة، ووفق المنظمة، فإن "الفسفور الأبيض مادة كيميائية يتم نشرها بواسطة قذائف المدفعية والقنابل والصواريخ وقذائف الهاون، وتُستخدم بالأساس في التمويه على العمليات العسكرية البرية".
أضافت أن "استخدامه في المناطق المفتوحة مسموح به بموجب القانون الدولي، لكن الفوسفور الأبيض المتفجر جواً فوق مناطق مأهولة، هو غير قانوني بما أنه يعرض المدنيين لمخاطر".
مئات الشهداء في غزة
في سياق آخر، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، الثلاثاء، ارتفاع حصيلة القتلى إلى 900 منذ فجر السبت، جراء استمرار الغارات الإسرائيلية على القطاع لليوم الرابع على التوالي، بينهم 260 طفلاً و230 سيدة.
وقالت الوزارة في بيان: "بلغت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي لليوم الرابع 900 شهيداً و4250 مصاباً بجراح مختلفة".
وتواصل المقاتلات الحربية الإسرائيلية، الثلاثاء، شن غاراتها على مناطق متفرقة من قطاع غزة لليوم الرابع على التوالي.
وفجر السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى" العسكرية ضد إسرائيل؛ رداً على اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة.
في المقابل، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إطلاق عملية "السيوف الحديدية"، قائلاً في بيان، إن طائراته "بدأت شن غارات في عدة مناطق بالقطاع على أهداف تابعة لحماس".