قالت صحيفة Haaretz الإسرائيلية إن المشهد داخل أكبر مستوطنات غلاف غزة، سديروت، السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كان صادماً، حيث كانت الجثث متراصة بجوار بعضها البعض، والسكان في حالة من الارتباك واليأس والغضب، وكانت أصوات وابل الصواريخ، الذي استمر دون توقف، شبيهة بموسيقى تصويرية لكل هذا الرعب، بعد إطلاق المقاومة الفلسطينية لعملية "طوفان الأقصى".
حسب تقرير للصحيفة نُشر الأحد 8 أكتوبر/تشرين الأول، كانت على بعد مئة متر تستقر جثث عدد من العمال الأجانب تركت في الشارع لساعات، وكانت دماؤها قد تخثرت بالفعل، والبطانيات التي تغطيها كانت تطير في الهواء حاملةً رائحة البارود، ولم تُزَل هذه الجثث إلا في الظهيرة، في دلالة على فشل قوات الأمن والإنقاذ في مواجهة "طوفان الأقصى".
مشاهد لانتشار جثث إسرائيليين في شوارع مستوطنة سديروت في غلاف قطاع #غزة ضمن عملية #طوفان_الأقصى pic.twitter.com/rTtBLUhNjV
— عربي بوست (@arabic_post) October 8, 2023
حين دخل جنود من لواء غولاني إلى المدينة، لم يُقابَلوا بترحيب حار من المستوطنين، وإنما بمشاعر الإحباط والغضب. وصرخ أحد السكان في الجنود معرباً عن استيائه من الوضع وانعدام القانون والنظام في المنطقة، فيما أعرب ساكن آخر عن قلقه إزاء فقدان قريبة له يحاول الاتصال بها منذ الصباح.
فيما كان السكان يختلسون النظر من النوافذ ليراقبوا تحركات مقاتلي حماس والقوات الأمنية ويطلبون الغوث. وطوال الوقت، كانت تُسمع أصوات انفجارات وإطلاق نار من منطقة مركز الشرطة، حيث اندلعت معركة بين المقاتلين الفلسطينيين والقوات الأمنية والشرطة الإسرائيلية.
بينما حاولت صواريخ الكتف والقناصة والقوات الخاصة حسم المعركة لكن دون جدوى، واستمر إطلاق النار على المركز حتى وقت متأخر من الليل. وكان مركز الإنقاذ التابع لنجمة داود الحمراء الإقليمي يعج بالجرحى والقتلى، واستمر تنظيف الدماء الغزيرة هناك لساعات.
في أوفاكيم أيضاً، طوال يوم السبت، دارت معارك طاحنة بين المقاتلين الفلسطينيين ورجال الشرطة وجنود الجيش الإسرائيلي والوحدات الخاصة. وكان يوم معركة طويلاً جداً في المدينة، واستمر القتال هناك حتى ساعات متأخرة من الليل.