قال المراسل العسكري لإذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، دورون كادوش، إن سلاح الجو شن هجوماً غير عادي واستثنائياً استهدف إحدى نقاطه العسكرية وهو موقع "إيريز" شمال قطاع غزة، بعد ورود اشتباكات دامية شهدها الموقع بين مقاتلي القسام وجنود الجيش الإسرائيلي في منطقة "إيريز" العسكرية.
يمثل هذا الحدث استثناء في قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي لأحد مواقعه العسكرية، التي يتحصن بها جنوده، ومن ثم تبقى فرضية سقوط جنود من الجيش من بين القتلى واردة في هذا القصف الذي تم بسلاح الجو وبطائرات F-16؛ خشية سيناريو تعرض جنوده للأسر ومن ثم زيادة غلة المقاومة من الأسرى العسكريين.
في آخر تحديث للقناة 12 العبرية (الـ6 بالتوقيت المحلي للقدس)، أفادت باستمرار الاشتباكات في 22 موقعاً داخل مستوطنات غلاف غزة، بين قوات الجيش ومقاتلي كتائب القسام، ما يضعنا أمام فرضية تكرار إسرائيل لقصف مواقعها داخل حدودها كما حدث في معبر إيريز.
ما هو بروتوكول "هانيبال"؟
يعرف هذا الإجراء الوقائي ببروتوكول "هانيبال"، وهو توجيه عسكري يطبقه جيش الاحتلال الإسرائيلي حصراً من كل جيوش العالم في الحالات التي يتعرض لها جنوده للأسر والاختطاف من القوات المعادية.
يجيز هذا الإجراء استخدام كافة الأسلحة التقليدية الثقيلة لمنع عملية وقوع أحد الجنود كأسير خلال المعركة، حتى لو عرّض ذلك حياة الجندي للخطر.
كان أول من صاغ هذا التوجيه هو الجنرال أوري أور في العام 1986، وتبناه وطوره القائد السابق لهيئة الأركان الجنرال جابي أشكنازي، وقائد المنطقة الشمالية عمرام ليفين، ورئيس مجلس الأمن القومي الجنرال احتياط يعقوف عامي درور.
وقد خضع هذا الإجراء لسلسلة من التعديلات والانتقادات كان آخرها في مارس/آذار 2018، حينما أصدر مجلس مدققي الحسابات الحكومية، وهو هيئة حكومية إسرائيلية، تقريراً ينتقد هذا التوجيه العسكري؛ لكونه يفتقر إلى الوضوح بشأن قيمة حياة الجندي المخطوف.
كما أشار التقرير إلى أن الإجراء لا يذكر بوضوحٍ الحاجة إلى احترام مبدأين أساسيين في القانون الدولي وهما: استخدام القوة المتكافئة ضد التهديدات، والتمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية.
ويعتبر جيش الاحتلال الإسرائيلي هو الجيش الوحيد عالمياً الذي يستخدم هذا الإجراء رغم الانتقادات الداخلية والتعليقات المتكررة من الجنود والضباط عليه؛ لكونه لا يوفر الحماية للقوات العاملة ميدانياً ويفضل إعدامهم على السماح لهم بالوقوع في الأسر.
جيش الاحتلال أصيب بالصدمة
منذ وقوع عملية اقتحام الحدود التي نفذتها كتائب القسام للحدود الإسرائيلية صباح السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول، أثيرت حالة من النقاش داخل الأوساط الإسرائيلية الأمنية والعسكرية حول تأخر جيش الاحتلال الإسرائيلي في إظهار رد فعل فوري على مشاهد تجول مقاتلين فلسطينيين داخل البلدات الإسرائيلية واحتجازهم كرهائن وتمكن المقاومة من نقل عدد منهم داخل غزة.
وأصيب الإسرائيليون بالصدمة مما رأوه من الجرأة التي امتلكها المقاتلون الفلسطينيون من اقتحام الحدود بهذا الشكل، وتساءل مراسل موقع "واللا" العبري، أمير بوخبوط، حول أن رد الجيش على عملية الاقتحام جاء بعد ساعتين من بدء الهجوم، إذ كيف لـ1000 مقاتل من حماس يجتاز الحدود ويحتجز مئات الإسرائيليين لعدة ساعات كرهائن دون إجراء وقائي من الجيش.
أما صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، فقالت إنَّ تأخر الجيش في الرد على عملية اقتحام الحدود جاء لاستيعاب ما يجري على الأرض، ومعرفة أماكن انتشار المسلحين، إلا أنه ومع ذلك سيخضع كثير من القادة العسكريين للاستجواب والتحقيق بعد أن تهدأ رياح الحرب.
الجيش يخشى تكرار الجمعة السوداء
مؤخراً كشفت الرقابة العسكرية عن تفاصيل عملية عسكرية نفذتها كتائب القسام خلف خطوط العدو إبان معركة العصف المأكول صيف العام 2014، حينما تمكن 12 مقاتلاً من كتائب القسام يرتدون زياً عسكرياً مشابهاً لزي جيش الاحتلال الإسرائيلي، من التسلل في الأول من أغسطس/آب 2014، داخل حدود رفح للبحث عن أنفاق تابعة لـ"حماس".
وخلال نشاط الجيش في البحث عن أنفاق حماس فقد الاتصال بالجندي هدار غولدن، ليشرع الجيش في إجراء "هانيبال" للقضاء على الجندي غولدن وخاطفيه، من خلال تنفيذ 40 غارة جوية وإطلاق 1000 قذيفة مدفعية وتسوية أحياء فوق ساكنيها بالجرافات ليرتقي في هذه العملية نحو 150 شهيداً و1000 جريح.